جوازتى الأولانية كانت جوازة منيلة بعيد عنكو يا بهوات. راجل شكل ومنظر، بس ماعندوش مخ، قعدت معاه أكتر من عشرين سنة. كل يوم يلبس الأفارول وينزل. رايح فين يا بعلى؟ عندى كوبرى فى الحتة الفلانية رايح أشرف على العمال. جاى منين يا بعلى؟ جاى من مشروع مبانى رسى علينا العطا فيه وكنت بعاين الأرض، جاى من مشروع ترعة الرى. سنة ورا التانية، والحال مابيتحسنش. أبدا أبدا. طب أُمال فين كل المشاريع دى يا راجل؟ يقول لى خمس سنين كمان، اصبرى. المهم ربنا خلصنى منه لما الديَّانة اتلموا عليه وحبسوه. وخدت حكم طلاق. لكن إيه يا أكابر؟ طلع الموضوع مش كده خالص. طلع إن فيه حكم وصاية علىّ من وانا صغيرة فى إيد جوز أمى الله يرحمها. كنت فاكرة نفسى بعد الطلاق هارجع أهتم بنفسى كده واشوف أحوالى، مانا دلوقتى مش صغيرة زى ساعة ما الموكوس خدنى. وبعدين عديت فترة الوصاية. لكن لأ. جوز أمى مادانيش فرصة أطلع لى مرة على الكورنيش، ولا أروح مرة أسهر مع جارتى فى البلكونة، ولا مرة دخلت السيما، ولا سافرت ع البحر. عشر تشهر حابسنى ولو اعترضت يلم علىّ الناس. شيخ الجامع اللى جنبى يقول لى استهدى بالله يا خضرة، والعجلاتى اللى تحت البيت يقول لى دا العجلة لما بنحط لها هوا بتشيلنا، عايزة تغدرى بجوز أمك اللى لحم اكتافك من خيره؟ وخد عندك بأه الخباز وبتاع اللبن وبتاع الفول، كله بيفتى. والزن على الودان زى السحر. وقال يا اخويا طلعوا لى فى موضوع سمعة الحتة وشرفها، والحتت التانية تقول علينا إيه لو رجل غريب دخل علينا. طبعا الكلام دا قوّى جوز أمى علىّ. لما اطّلقت كان باين حنين علىّ كده وقال لى إنه مقهور إن انا يا ولداه لوحدى ماليش حد، ووعدنى ياخد باله من أمورى كلها لغاية ما يوصلنى بإيده لبيت العدل. أتارى كل الحنية اللى فاتت كانت تمثيل. ابتدا بالنصايح وبعدين دخل على الخناق والضرب، المهم إنه يمشّى اللى فى دماغه. مرة لسعنى بسيجارته فى صدرى، وقال لى بالواضح الصريح كده: هاشوهك، هاخلى عريسك الجديد ياخدك جتة. بس أنا للأمانة ماكنتش باسكت. ما هى يا صابت يا اتنين عور. وولادى برضو كانوا واقفين جنبى، لكن اتنين منهم فى السجن دلوقتى، وواحد هربان بعد ما جوز أمى جاب له السكينة وكان هيدبحه قدام عينى. مالحقتش أتهنى يا حبة عينى. انتقم منى على حبسة ابن أخوه بجد. بس انا فاهماه. عايز يقرفنى فى عيشتى علشان أوافق على العريس الجديد اللى جايبهولى. أقول لنفسى يا بت يا خضرة مهما كان هيريحك من الغلب دا. النصيبة إن شيخ الجامع، الراجل الكبارة اللى الناس بتسمع كلامه، مفتحش بقه. بيقولوا عيلة جوز أمى بعتواله ناس قتلوا مساعد معاه فى الجامع علشان يخوفوه. وناس بتقول لا، دا وعده بهدية كبيرة.. هيجيبله ترخيص يبنى عمارة فوق الجامع. زى ما يكون، ملعون أبوهم كلهم. المرة دى البعيد رجع للوش الحنين تانى وقال لى أنا عارف إن ابن اخويا ماسعدكيش، وتعبك، وكان بطالة يعنى. لكن ابن أختى «واد رياضى ويعرف ربنا ومتعلم، وشبوبية يعنى». وورانى صورته. طول بعرض بشنب بهيبة الحقيقة. لكن أنا كبرانة فى دماغى إنى إزاى أطلق ابن أخوه وألف ألف واتجوز ابن أخته. وبعدين دا مايتخيرش عن الموكوس اللى فات. ما هو كمان كان بطل، ورياضة، ومش عارف إيه. لكن مخه تخين. وأنا عايزة واحد نِوِر، مش واحد صفا انتباه، واحد يدور لى على ورث أمى الله يرحمها. بيقولوا عندها ورث والله، مش كتير، بس يستر. رميت له الصورة فى الأرض وصرخت فيه: إنتو ورثتونى يا عيلة وس..؟ اللى خلقنا ماخلقش غير ابن أخوك وابن أختك؟ أطلع من حفرة توقعنى ف دحديرة؟ أنا عندى 37 سنة دلوقتى، يعنى حل عنى بأه. حل عنى يا أخى. مالكش دعوة بى. جوز أمى عينيه إحمرت، وشغل لى صباعو، وقال لى: تحبى أقول للناس على مشيك البطال؟ والله ما تعرفينى. أنا أهيج الحارة دى وابردها بكلمة. هتتجوزيه يعنى هتتجوزيه. أى حد تانى يبقى فرحك هيولع، وإبقى ورينى بأه مين هيدافع عنك. مين هيدافع عنى؟