في الوقت الذي تهدد عمليات مسلحين سنة يتصدرهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بقاء العراق كدولة موحدة، تحدى الحكام الشيعة الدعوات للتواصل مع أجل نزع فتيل "انتفاضة" في شمال البلاد وأعلنوا مقاطعة للكتلة السنية السياسية الرئيسية في العراق واتهموا السعودية بدعم عملية "إبادة". ووسط دعوات لإعادة بناء الوحدة الوطنية كطريق وحيد لمنع تفكك البلاد، يبدو أن رئيس الوزراء الشيعي يتحرك في الاتجاه المعاكس ولا سيما بعد أن استهدفت حكومته مجددا في أحدث نوبات الغضب السعودية القوة السنية الرئيسية في الخليج. وفي بيان خرج بلغة حادة لم يسبق لها مثيل، حمل مجلس الوزراء العراقيالرياض "مسؤولية ما تحصل عليه هذه الجماعات من دعم مادي ومعنوي وما ينتج عن ذلك من جرائم تصل إلى حد الإبادة الجماعية وسفك دماء العراقيين"، كما أدان بيان مجلس الوزراء السعودي الذي دعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ميدانيا وفي أحدث إراقة للدماء قتل عشرات العراقيين أمس الثلاثاء أثناء معركة للسيطرة على خلال معركة بين القوات الحكومية ومسلحين للسيطرة على بعقوبة عاصمة محافظة ديالى شمالي بغداد خلال قتال عنيف تسبب في إغلاق مصفاة النفط الرئيسية ما أدى إلى حرمان مناطق من البلاد من الوقود والكهرباء. وفي تلك الأثناء، قال حيدر علي جولاق، زعيم أحد الفصائل العشائرية التركمانية بتلعفر، إنهم تمكّنوا بمساندة القوات العراقية من "طرد عناصر (داعش) من عدة أحياء سكنية، بعد قتال شرس". وقال بعض السكان ومسؤولون إن من بين القتلى عشرات المسجونين في السجن المحلي رغم أن الروايات تضاربت حول الظروف التي قتلوا فيها. وفي ما يتعلق بالنفط العراقي، قال عدنان الجنابي رئيس لجنة النفط والغاز في البرلمان إن أكراد العراق أحكموا سيطرتهم على مدينة كركوك في شمال البلاد وعلى احتياطياتها النفطية وحققوا فعليا حلمهم بكردستان الكبرى، ورجح الجنابي وهو سياسي سني بارز أن الجيش العراقي لا يملك القدرة على استعادة تلك المناطق. وحثت دول غربية منها الولاياتالمتحدة المالكي على التواصل مع السنة لإعادة بناء الوحدة الوطنية كطريق وحيد لمنع تفكك العراق. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون اليوم "يوجد خطر حقيقي لمزيد من العنف الطائفي على نطاق هائل داخل العراق وخارج حدوده." واضاف "ظللت أحث زعماء الحكومة العراقية ومنهم رئيس الوزراء المالكي على التواصل من أجل حوار لا يقصي أحدا وحل هذه القضية." فيما قال محققون متخصصون في قضايا حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن الشرق الأوسط يبدو على حافة حرب طائفية أوسع نطاقا تشمل العراق وسوريا مع قيام مقاتلين متشددين بعمليات خطف وتعذيب وقتل للمدنيين. وقال فيتيت مونتاربورن خبير القانون الدولي الذي شارك في التحقيق "توقعنا منذ فترة طويلة مخاطر امتداد الصراع على الجانبين وهو ما يتحول الآن إلى صراع إقليمي". وأضاف: "ربما نكون على أعتاب حرب اقليمية وهذا أمر يقلقنا للغاية." لكن يبدو أن المالكي الذي يشغل منصبه منذ وقت طويل وفاز في انتخابات جديدة قبل شهرين يعتمد بدلا من ذلك بدرجة أكبر من ذي قبل على طائفته التي تشكل الأغلبية في العراق. وقال حسن السنيد وهو حليف مقرب للمالكي إن التحالف الوطني الشيعي الحاكم يجب أن يقاطع كل العمل مع كتلة متحدون وهي اكبر كتلة سياسية سنية. وأضاف متحدثا لقناة تلفزيونية تابعة لحزب المالكي أنه ليس من الممكن لأي كتلة داخل التحالف الوطني أن تعمل مع كتلة متحدون بسبب ما وصفه بأنه أحدث مواقفها الطائفية. وفي ما يتعلق بالنفط العراقي، قال عدنان الجنابي رئيس لجنة النفط والغاز في البرلمان إن أكراد العراق أحكموا سيطرتهم على مدينة كركوك في شمال البلاد وعلى احتياطياتها النفطية وحققوا فعليا حلمهم بكردستان الكبرى، ورجح الجنابي وهو سياسي سني بارز أن الجيش العراقي لا يملك القدرة على استعادة تلك المناطق.