كتب- محمد رشدي ورضا فؤاد وسارة محسن وحنان الجوهري وياسمين الجيوشي النيابة تأمر بتفريغ فيديو «تحرش» ميدان التحرير حجز 7 متهمين بتجريد الفتاة من ملابسها خلال احتفالات تنصيب الرئيس.. وسماع أقوال الضحية نيابة قصر النيل التى تباشر التحقيق فى واقعة تجريد فتاة من ملابسها ومحاولة التعدى عليها فى أثناء وجودها بميدان التحرير، أول من أمس، لحضور احتفالات تنصيب رئيس مصر الجديد، والمتهم فيها 7 من الشباب، طالبت بتفريغ شرائط الفيديو التى تحوى الواقعة، أمرت بحجز المتهمين لحين ورود نتائج التفريغ وتحريات المباحث، وقررت استدعاء المجنى عليه لأخذ أقوالها والتعرف على المتهمين. اللواء على الدمرداش، مدير أمن القاهرة، كان قد تلقى إخطارا عشية ليلة تنصيب الرئيس السيسى بقيام كل من عمرو محمد. ف. 33 سنة، مقيم بمركز أطفيح، الجيزة، وأحمد إبراهيم، 16 سنة، منجد، ومقيم بولاق الدكرور الجيزة، ومحمد على، 22 سنة، عاطل ومقيم بولاق أبو العلا القاهرة، وإسلام عصام، 20 سنة مقيم بعزبة النخل، ويوسف عبد الله، 23 سنة، مقيم بالمطرية، القاهرة، وأحمد مجدى، 15 سنة، مقيم بولاق أبو العلا، القاهرة، وعبد الفتاح، 49 سنة، مقيم بالوايلى القاهرة، بالتحرش بعدد من الفتيات خلال الاحتفالات بمنطقة ميدان التحرير، وقيامهم بتجريد فتاة من ملابسها ومحاولة التعدى عليها وسط الزحام، نجم عن ذلك إصابة أحد الضباط فى أثناء ضبط المتهمين، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وأحيل المتهمون إلى النيابة للتحقيق معهم. يشار أن مصدرا أمنيا صرح عقب الواقعة بأن مكتب النائب العام كلف النيابة المختصة ببدء التحقيق فى أحداث التحرش، وخاطب وزارة الداخلية للحصول على تسجيلات الفيديو الخاصة بالميدان لتحديد المتحرشين، وأيضا دفتر الخدمة لأسماء أفراد الأمن الذين تولوا تأمين التحرير. المصدر أكد صحة فيديو تم تداوله على الإنترنت يظهر تعرض سيدة لتحرش فى ميدان التحرير فى أثناء الاحتفال بتنصيب السيسى، ويظهر أيضا ضابط شرطة يحيط بالسيدة المصابة، التى تمت تعريتها من قبل عدد من المتحرشين وسط حالة من الفوضى. كما أوضح أن «قوات تأمين الميدان فوجئت بحالة من الهرج، وفور التوجه إليها كانت سيدة وابنتها وسط مجموعة من الشباب وحالة من التدافع والزحام والتحرش بهما»، مشيرا إلى أنه وسط هذه الحالة لم يتمكن الأمن سوى من إنقاذها وعدم التعرف على المتحرشين. المصدر قال إنه من خلال تفريغ كاميرات المراقبة، ومشاهدة تسجيلات الفيديو، التى تم التقاطها يمكن التعرف على بعض المتهمين الآخرين المتورطين فى الجريمة، واستصدار أمر بضبطهم. ظاهرة التحرُّش الجنسى تبحث عن رادع إسحق: السيطرة على جريمة التحرُّش تبدأ من تحسين صيغة الخطاب المجتمعى عن الجنس يبدو أن إصدار تشريع يغلِّظ من عقوبة التحرُّش ليس كافيًا للقضاء على هذه الظاهرة، والذى اعتبرته المنظمات النسوية انتصارًا لها ولحقوقها التى نادت بها منذ عقود ماضية. فكان لمنظمات حقوق الإنسان رأى آخر حول الإجراءات التى يجب العمل بها حيال تلك الظاهرة التى وصفوها بالبشعة، فطالب بعضهم المشرّع بإعادة النظر فى القانون وتغليظ العقوبة، لتصل إلى الجمع بين السجن والغرامة مع رفع قيمة الغرامة إلى بضعة آلاف.. وقال بعض آخر إنه يتعيَّن على المنظمات الحقوقية العمل على تغيير السلوك وتهذيب السلوك الجنسى فى سن مبكرة والانفتاح على الثقافات الأخرى. وتعقيبًا على حادثة التحرُّش الجنسى بميدان التحرير، استنكر عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان جورج إسحق الحادثة، واصفًا إياها بالبشعة والمهينة لجنس البشرية كله، على الرغم من إصدار تشريع يغلِّظ العقوبة. إسحق قال إن الحادثة هى مأساة أخلاقية ودليل جديد على فشل الأمن فى تطبيق القانون، بعد أن فشلوا فى ضبط الجناة وفروا هاربين بجريمتهم أمام مرأى ومسمع الحاضرين، إذ لفت إلى أنها ليست فقط إهانة للمرأة بل للرجل قبلها. وحول الحلول، الناشط الحقوقى أكد أنه يتعيَّن على جميع نشطاء حقوق الإنسان فى مصر والعالم التصدّى لمثل هذه الجرائم عن طريق الفكر وتغيير سلوك أفراد المجمتع من رواد هذه الممارسة. كما طالب أيضًا المشرّع بضرورة تغليط عقوبة التحرّش أكثر من الصورة التى خرجت عليه، مشددًا على أهمية زيادة مدة الحبس والجمع بينه وبين الغرامة وليس أحدهما. أما الناشط الحقوقى نجاد البرعى فاقترح تصدّى جميعيات حقوق الإنسان لهذه الظاهرة بعمل مشاريع قومية هدفها زيادة الوعى والثقافة الجنسية والمجتمعية. الخوف من الفضيحة ما يُلجم لسان السيدات ويجعلهن لا يتمسكن بمعاقبة المتحرش فى الشارع ظهور جملة «المسامح كريم» (1) لم يكن تحرّشًا.. ما رأيته فى الفيديو الذى صور فتاةً عارية على جسدها آثار كدمات وجروح تسير عارية وسط أفراد أمن لم يكن تحرشًا.. هو فعل عنف مارسه مجموعة من الشباب تجاه «إحداهن»، كائن من وجهة نظرهم أضعف وأقل مرتبة منهم.. هم يرون الفتاة أو السيدة بنى آدم فى الحلقة الوسطى بين الرجال -البنى آدمين الحقيقيين- والحيوانات.. الذين جردوها من ملابسها، لم يكونوا ينوون لمسها أو اغتصابها، هم فقط استمتعوا فى فعل جماعى وبشكل هيستيرى بتعريتها من ملابسها وسحلها على الأرض لمجرد كونها فتاة نزلت إلى الميدان لترقص حتى يا أخى.. لنفترض أنها كانت ترتدى «بادى» مجسمًا وبنطلونا «جينز» وبلا حجاب.. هل كان هذا يبرر كل هذا العنف؟ (2) أنا أم لطفلة فى الخامسة من عمرها.. ستصير يوما فتاة جميلة على ما أعتقد، سأحكم قبضتى على يدها كثيرا الفترة القادمة إذا خرجنا سويا. (3) منذ أربعة أيام أصدر المستشار عدلى منصور قبل أن يترك «الاتحادية» قانونا بتغليظ العقوبات على المتحرش، لتصل إلى تغريمه خمسين ألف جنيه، الحل ليس فى سن القوانين بل تفعيلها.. فنحن فى مجتمع يعتبر الحديث عن معاكسة أحدهم للزوجة أو الأخت فضيحة فمن المؤكد تماما «أنها هى اللى غلطانة» و«إيه اللى نزلها التحرير وسط الزحمة» أو طبعا «ابقى البسى واسع يا هانم وإنتى نازلة» دائما ما نكون نحن السبب، نحن المخطئات جالبات العار للأسرة الكريمة التى هى نفسها الأسرة التى تربى الذكور على أن التحرش له دائما مبرر وليس إجراما كالسرقة والقتل والنصب، التحرش فى أوساط الذكور أصحاب السن الصغيرة بتوع المدارس دليل على النضج، والتباهى وسط الأقران والشلة بأنه لمس واحدة أو قالها كلمة عيب جرحتها، التحرش عندنا يعنى بقيت راجل وبتعرف تجرح إنثى. (4) يستوقنى كثيرا مشهد الفتاة العارية تماما تسير بين الأمن.. لماذا لم يخلع أحدهم قميصه ليسترها؟! (5) الخوف من الفضيحة هو الذى يلجم لسان السيدات وعدم المطالبة بمعاقبة المتحرش بها.. فهى دائما ما تكبر دماغها أو تُغيّر مكانها إذا كانت فى (مواصلة) فمن سيصدقها، من سيقف إلى جوارها، كثيرات رفعن أصواتهن وطالبن بمعاقبة الجانى، فتأتى النصائح «خلاص المسامح كريم» أو ينظرون إليها ويُديرون رؤسهم أو يطالبنها بالصمت «ربنا أمر بالستر» ستر مين يا كابتن هو أنا اللى غلطت؟ أنا ضحية حضرتك. (6) دراسة عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية تشير إلى أن أكثر من 90% يتعرضن للتحرش سواء باللمس أو اللفظ أو النظر، وفى كثير من الحالات يتطور الموضوع ليصل إلى اغتصاب وتجريد من الملابس، كما حدث فى ميدان التحرير أكثر من مرة فى العامين الأخيرين تحديدا. 90% فقط؟! ده مافيش واحدة أعرفها إلا وتم التحرش بيها! (7) هو بالتأكيد مجتمع ذكورى ذلك الذى يسب الرجل غيره بعضو فى جسد المرأة.. ما الذى يجعل هذا العضو مدعاة للسب والإهانة؟ ما الذى يجعل كل الشتائم تنهال على رأس الطرف الآخر لمجرد أنها أنثى.. فى الشام يسبون الرجل بأخته على سبيل التغيير عن باقى الدول، لكن تبقى الأنثى هى دائما فى ثقافتنا نقطة ضعف إذا جاء وقت الإهانة. (8) أنظر إلى مقطع الفيديو الأخير وأحاول أن أدارى شاشة الكومبيوتر عن عينى ابنتى التى تلعب قريبة منى.. يشد انتباهها الصوت المنبعث.. اكتم الصوت عنها، أنظر إليها خائفة عليها وأتساءل: يا ترى أمّا تكبرى كام واحد هيلمسك يا حبيبتى؟ «يا بنات يا بنات يا بنات.. اللى ما خلّفش بنات ربنا رحمه فى البلد دى». قيادات نسائية: تكرار حوادث هتك العرض غرضه إبعادنا عن العمل العام «محاولة لتهميش المرأة وإبعادها عن الشارع وإبعادها عن العمل العام، وغياب الأمن سبب رئيسى فى انتشار حوادث التحرش وهتك العرض».. هكذا أجمع عدد من الإخصائيات فى حقوق المرأة تعليقا على حادثة هتك العرض البشعة، التى تعرضت لها سيدة ثلاثينية، أول من أمس، فى ميدان التحرير فى أثناء الاحتفال بتولى عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية. رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة، نهاد أبو القمصان، قالت ل«التحرير» إن هذه الحادثة ليست تحرشا، يجب أن نضع الأسماء فى مسمياتها، هذه واقعة اغتصاب كاملة الأركان، تمت تعرية امرأة بالكامل، وتم العبث بجسدها بمنتهى القسوة والوحشية، وهذه شبيهة لحادثة فتاة العتبة فى أوائل التسعينيات عندما تعرضت فتاة لهتك عرضها وفض بكارتها من قبل عدد من المجرمين، وتم تغليظ العقوبة عليهم، لذلك على وسائل الإعلام أن لا تروج للحادثة على أنها «حادثة تحرش»، لأن ما حدث «جريمة اغتصاب مكتملة الأركان»، ولكى لا تتعامل النيابة مع الحادثة على أنها حادثة تحرش وليست اغتصابا. أبو القمصان أضافت أن ما حدث فى ميدان التحرير «جريمة لها أبعاد سياسية واضحة»، وهى إفساد فرحة المصريين فى الميدان، ولو رجعنا بالذاكرة إلى الوراء قليلا لاكتشفنا حوادث مشابهة فى عهد مرسى، عندما كانت تتظاهر الفتيات ضده، وكانت مجموعات منظمة تدخل الميدان لتلتف حول النساء والفتيات، ويتم التحرش بهن وهتك عرضهن لإبعاد النساء عن المشهد العام، وإجبارهن على الالتزام فى بيوتهن وعدم المشاركة فى أى عمل سياسى. وعن أسباب انتشار مثل هذه الحوادث فى التجمعات، أوضحت رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة أن السبب هو غياب الدولة والقانون فترة طويلة، والأمر لا تتحمله فقط وزارة الداخلية، مشددة على أنه يجب أن تقوم كل من وزارات الداخلية والعدل والتعليم العالى والتربية والتعليم والتنمية المحلية والقوى العاملة بالاجتماع وتوقيع استراتيجية وطنية لمواجهة هذه الظاهرة، كل فى مكان عمله، لحماية النساء فى الشارع وفى أماكن العمل، إضافة إلى ضرورة نشر كاميرات مراقبة فى الشوارع وانتشار دوريات الشرطة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. أما الإخصائية بمؤسسة المرأة الجديدة، الدكتورة ريما الحفنى، فوصفت حالات التحرش وهتك العرض المستمرة ضد المرأة بأنها «حركة اجتماعة عنيفة ضد وجود المرأة فى الفضاء العام، وتهميش للنساء عن المشاركة فى الدور العام»، مشيرة إلى أن النساء يتعرضن منذ سنوات لحالات التحرش، وهتك العرض فى الأعياد والمناسبات العامة عند ازدحام الشوارع بالنساء، ولأن هذا النوع من الجرائم تم السكوت عنه، فلم نسمع من قبل عن حكم رادع لأى شخص ارتكب مثل هذه الحوادث، فمن الطبيعى أن تتكرر مثل هذه الحوادث كل يوم. الحفنى أضافت أن النيابة العامة نفسها أفرجت عن متهم دون كفالة قام بالتحرش بفتاة وقامت بتحرير محضر فى قسم الشرطة، وهذا يبرر انتشار حالة الفوضى والعنف المجتمعى ضد المرأة، وفى حالات ضعف المجتمع وغياب الأمن تنتشر مثل هذه الحوادث، خصوصا أن الشرطة أصبحت غير متعاونة، بل تكون متواطئة.