يبدو أن الثانوية العامة لن تخرج من دائرة حقل تجارب الوزراء بعد إعلان جمال العربى وزير التربية والتعليم، عن طرح مشروع جديد لتطوير الثانوية العامة يتضمن إضافة سنة رابعة للثانوية، تمهيد للالتحاق بالجامعات والعودة إلى نظام السنة الواحدة للثانوية العامة. مشروع الوزير الذى يأتى ترتيبه الرابع بين مشاريع أقرانه من وزراء التربية والتعليم الذين تعاقبوا على ديوان الوزارة فى السنوات الأربع الماضية والذى سبق وتقدم به إلى جمال الدين موسى الوزير السابق، الذى فضل إحياء مشروعه القديم، وجد طريقه إلى النور مع اعتلاء العربى كرسى الوزارة ليأخذ دوره فى مسلسل التلاعب بالثانوية العامة الذى تشابه حلقاته فى طولها المسلسلات التركية. الوزير السابق أحمد جمال الدين موسى كان قد شارف على الانتهاء من تجهيز مشروعه الخاص بتطوير الثانوية، مثله فى ذلك مثل سابقيه يسرى الجمل وأحمد زكى بدر، لكن القدر لم يمهله نتيجة استقالة حكومة شرف، على خلفية المظاهرات الغاضبة المطالبة بإقالتها، لتكون الفرصة سانحة أمام الوزير الجديد جمال العربى، ليحيى هو الآخر رؤيته حول مشروع الثانوية العامة الجديدة، الذى يرتكز على أن تصبح الثانوية العامة أربع سنوات بدلا من ثلاث، على أن تكون السنة الرابعة سنة تمهيدية للطالب تؤهله للالتحاق بالجامعة، يتم تدريس موادها تحت إشراف وزارة التعليم العالى. وزير التربية والتعليم جمال العربى، أكد ل«التحرير» أن رؤية مشروعه حول تطوير الثانوية العامة ترتكز على العودة إلى نظام الثانوية العامة القديمة بأن تكون سنة واحدة، مشيرا إلى أن الصف الثالث الثانوى سيكون الفيصل الوحيد للمجموع الكلى للطالب لينتهى عصر المجموع التراكمى للمرحلتين الأولى والثانية، وسنة رابعة تمهيدية لتأهيل الطلاب للالتحاق بالجامعة. العربى أوضح أن السنة الرابعة المؤهلة للالتحاق بالجامعة والتى تسمى ب«السنة التحضيرية للالتحاق بالجامعة» سيكون قائما على عملية تدريس موادها للطلاب، مدرسو التربية والتعليم، على أن تضع وزارة التعليم العالى اختباراتها لقياس مدى قدرات الطلاب للالتحاق بالجامعة، مشيرا إلى أن هذا النظام ليس بدعة أو اختراعا وإنما معمول به فى إنجلترا والدول الأخرى، بحيث يكون هناك عامان دراسيان مؤهلان للكلية. العربى قال إن المشروع يركز أيضا على الفصل بين مناهج التعليم العام والتعليم الفنى، وليس قائما على فكرة الجذع المشترك بينهما، كما يرتكز المشروعان الآخران المقدمان لتطوير الثانوية العامة، بحيث يكون للتعليم العام مناهج خاصة تهتم بالنواحى العلمية والثقافية، بعيدا عن التقنية. الوزير أشار إلى أنه سيقوم بعرض رؤيته حول تطوير الثانوية العامة على لجنة إعداد مشروع تطوير الثانوية العامة المشكلة من خبراء التعليم لبحثها ولدراستها بجانب دراسة المشروعين الآخرين المقدمين لتطوير الثانوية العامة من قبل الوزيرين السابقين الدكتور يسرى الجمل عام 2008 والدكتور أحمد جمال الدين عام 2005، لافتا إلى أن اللجنة المشكلة برئاسة الدكتور رضا أبو سريع، والتى ستبدأ عملها الأسبوع القادم ستقوم بدراسة مشروعى تطوير الثانوية العامة بجانب طرح رؤية مشروعه للدراسة، قائلا «على خبراء التعليم باللجنة تحديد ما هو الأنسب للطلاب والمجتمع ولحل مشكلات الثانوية العامة لإعداده، تمهيدا لعرضه على رئاسة الوزراء». العربى نفى ما تردد حول بحث رؤية مشروعه مع وزير التعليم العالى، مؤكدا أن اللجنة لم تعقد حتى الآن عملها أو عقد أى اجتماعات أسفرت عن اختيار مشروع محدد للثانوية العامة لدراسته مع وزير التعليم العالى، قائلا «مشروعه لم يخرج عن كونه رؤية ولم تكن حتى الآن محلا للدراسة من قبل اللجنة، وبالتالى لم تستقر اللجنة على مشروع سنناقشه مع وزير التعليم العالى