كان العام الماضى مختلفا على كل المصريين، حيث أسقطت الثورة نظاما ظل جاثما طوال ثلاثين عاما. نهاية العام المختلف لا بد أن تكون مختلفة، هكذا أرادها الثوار، حيث قرروا الاحتفال بنهاية سنة وبداية أخرى فى الميدان الذى شهد تشكل تاريخ مصرى جديد. حركة 6 أبريل، والإعلامية جميلة إسماعيل، وبعض شباب الثورة، أطلقوا دعوة للاحتفال بالعيد الجديد فى التحرير، وحتى طبع الجريدة أمس، كان العشرات يقومون بتجهيز الميدان استعدادا للاحتفالية، واستقبال رأس السنة الجديدة. نصبوا المنصات، وعلقوا صور الشهداء، وأعلام مصر استعدادا للاحتفالية التى يتخللها أغان وطنية لرامى عصام ومحمد محسن، وترانيم مسيحية لفرقة ترانيم كنيسة قصر الدوبارة، وتواشيح دينية، وإنشاد صوفى. على جانب آخر، نظم العشرات مسيرة انطلقت من أمام مسجد عمر مكرم بالتحرير، ومرت من أمام كنيسة قصر الدوبارة، وطافت الميدان مرددين «مسلم ومسيحى إيد واحدة»، و«مصر لكل المصريين مسلمين ومسيحيين»، و«حق مينا زى أحمد.. حق جرجس زى فاطمة هو دا معنى المواطنة»، وذلك بمناسبة عام على الذكرى الأولى لتفجير كنيسة «القديسيْن»، قبل أن يقرر عدد من المتظاهرين السفر إلى الإسكندرية لحماية الكنائس فى ليلة رأس السنة. على جانب آخر، ولأن هذه اللحظات الفارقة العام الماضى شهدت تفجير كنيسة القديسيْن، فقد رفعت جميع مديريات الأمن حالة التأهب وقامت بالدفع بأعداد كبيرة من قوات الأمن إلى الميادين العامة وحول الكنائس، لحمايتها ليلة رأس السنة. وزارة الداخلية ناشدت المواطنين المصريين التعاون مع أجهزة الشرطة والإبلاغ عن أى مشتبه فيه خلال الاحتفال وبالقرب من التجمعات والكثافات البشرية.