كتب:علاء عزمي، محمد الأشموني، يونس محمد، ومني عطا، إسلام قلاش، يوسف كمال طلاب «الإرهابية» أشعلوا إطارات السيارة لتسهيل هروب الجناة.. وكاميرا «اليوم الواحد» رصدت سيارتهم طلاب الإخوان استهدفوا القوات فى نفس المكان ب«كمين مشابه» قبل أسبوع النيابة عثرت على كميات كبيرة من فوارغ الطلقات.. والوزير ينعى الشهداء ميليشيات الجماعة وتنظيمات العنف المسلح تتستر بالمسيرات لزرع القنابل واصطياد الجنود إبراهيم: هذه العمليات الجبانة لن تزيد رجال الشرطة إلا إصرارا وعزيمة فى ما يبدو أنها استراتيجية جديدة فى اصطياد رجال الشرطة واغتيالهم، فقد اعتمدت جماعات الإرهاب والعنف، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين طرقًا جديدة فى عملياتها النوعية خلال الفترة الأخيرة ضد قوات الأمن، ولجأت إلى نصب «الكمائن» لضمان إسقاط أكبر كم ممكن من الضحايا والمصابين. خدعة الكمائن بدأت تتكشف معالمها فى حادثة الهجوم الخسيس على قوات الأمن المركزى الذى وقع أول من أمس، وراح ضحيته 3 مجندين أبرياء، وأصيب 9 آخرون، بعدما استدرج «طلاب الإرهاب» القوات إلى بوابة المدينة الجامعية، فى نفس الوقت الذى أطلق فيه مسلحون النار عليهم من ظهورهم غدرًا، فأردوهم قتلى، ونجحوا فى الفرار تحت ستار الدخان الكثيف الناتج عن حرق إطارات السيارات، مما سهل هروب الجناة. أسلوب الكمائن الجديد لم يكن الأول من نوعه فى حادثة المدينة الجامعية، لكنه سبق وتم تنفيذه فى حادثتى شارع الهرم والبحوث، بالإضافة إلى تفجيرات جامعة القاهرة، وجميعها حوادث أوقعت كثيرًا من ضباط وجنود الشرطة. وبالانتقال إلى موقع الحادثة، انتقل فريق من النيابة العامة، برئاسة حسين شديد، رئيس نيابة ثانى مدينة نصر، إلى موقع الأحداث، ومن خلال المعاينة الأولية للمكان تم العثور على كميات كبيرة من فوارغ الطلقات النارية والشماريخ وبقايا زجاجات مولوتوف، ودماء كثيرة متناثرة على الأرض وبعض المتعلقات الشخصية للشهداء والمصابين مثل الهواتف المحمولة وحافظات النقود وصور أبناء المجندين الأطفال، وأوراق الهويات التى كتبت فيها جنسيتهم المصرية، كما تم العثور على كميات كبيرة من الحجارة نتيجة قيام طلاب «الإرهابية» بتحطيم رصيف شارع المخيم الدائم، واستخدامه فى رشق قوات الأمن، وتكسير بعض المصابيح بأعمدة الإنارة، ووجود إطارات سيارات مشتعلة على جانبى الطريق، قامت قوات الأمن بإزاحتها، ووجود بعض العبارات المسيئة للقوات المسلحة والشرطة المكتوبة على جدران المدينة الجامعية، والعثور على كميات كبيرة من الزجاج المتطاير، وفوارغ قنابل غاز مسيل للدموع. النيابة استمعت إلى أقوال رئيس مباحث قسم شرطة ثانى مدينة نصر، المقدم محمد الصعيدى، المصاب بطلق نارى فى الساق، والذى أكد أنه لم ير مطلقى النار عليه نتيجة انشغاله بفض تظاهرات طلاب جماعة الإخوان الإرهابية، وكذلك بسبب الدخان الكثيف الناتج عن قيامهم بإشعال النار فى إطارات السيارات، فى أثناء محاولتهم قطع طريق المخيم الدائم، وذلك قبل أن تأمر النيابة بتشريح جثامين المجندين الثلاثة الذين استشهدوا فى الهجوم الغادر، وتأمر بتفريغ صور كاميرا مستشفى اليوم الواحد، التى التقطت صورًا لسيارة الجناة، ويخرج منها شخص ملثم يرتدى قناعًا على وجهه، كما وجهت النيابة أيضًا بسرعة إجراء تحريات المباحث، والأمن الوطنى حول الواقعة، والتحفظ على فوارغ الطلقات، وإرسالها إلى المعمل الجنائى. من جهته، نعى اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، مجنديه الثلاثة، وقال الوزير «إن مثل تلك العمليات الجبانة لن تزيد رجال الشرطة إلا إصرارًا وعزيمة لاستكمال مسيرتهم الناجحة فى مكافحة قوى الإرهاب الأسود التى تحاول ترويع المواطنين الآمنين، مضيفًا أنه وجّه بتوفير كل أوجه الرعاية اللازمة لأسر الشهداء الثلاثة الذين فاضت أرواحهم الطاهرة، وهم يدافعون عن الوطن». تفاصيل الحادثة بدأت فى نحو الساعة الحادية عشرة من مساء أول من أمس الإثنين، بتلقى قسم شرطة مدينة نصر ثان إخطارًا من الخدمات الأمنية بالمدينة الجامعية للأزهر، بمحاولة 250 من طلاب المدينة قطع شارع الخليفة - القاهرة، والاعتداء على المواطنين، والمحال التجارية بمحيط الجامعة، كما قاموا بإلقاء زجاجات المولوتوف والألعاب النارية على قوات الشرطة، فتم الدفع بعدد من قوات الأمن المركزى إلى المكان، للسيطرة على أعمال العنف، حيث تم إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على الطلاب لإجبارهم على الدخول إلى المدينة، وفى أثناء ذلك قام عدد من المسلحين يستقلون سيارة ملاكى بإطلاق الرصاص من الخلف على القوات، مما أسفر عنه استشهاد 3 مجندين وإصابة ضابط و8 جنود بطلقات نارية. 4 مفاجآت فى جريمة «الأزهر» استشهاد 3 جنود أمن مركزى وإصابة 8 آخرين، حصيلة الحادثة الإرهابية التى وقعت فجر أمس، فى كمين نصبه طلاب الإخوان المسلمين للقوات أمام المدينة الجامعية، مما دفع برئيس نادى تدريس جامعة الأزهر الدكتور حسين عويضة إلى ترديد تساؤل بوجه ملىء بالحسرة والمرارة فى أثناء وقوفه أمام باب المدينة الجامعية أمس، لمتابعة ما أسفرت عنه الحادثة الإرهابية التى حذّر مرارا من حدوثها خلال الأشهر الماضية.. لماذا لم يتم غلق المدينة الجامعية منذ البداية؟ لماذا؟ عويضة خرج عن دبلوماسيته المعتادة ليهاجم بشدة وزير التعليم العالى، متهما إياه بأنه المسؤول الأول عن رعاية الإرهاب فى الجامعات المصرية، بتجاهله كل النصائح التى طالبته بإغلاق المدن الجامعية، بعد ورود معلومات مؤكدة عن تحويل نشاط الجماعة الإرهابى إلى المدن الجامعية. رئيس نادى تدريس جامعة الأزهر، الذى طالب مرارا بإغلاق المدن الجامعية «مؤقتا» بعد تحولها إلى قاعدة ارتكاز رئيسية فى مواجهات العنف والتخريب والإرهاب، كشف عن كواليس اللقاء الذى جمعه بكل من رئيس مجلس الوزراء ووزير التعليم العالى خلال الأسابيع الماضية، الذى انتهى إلى 3 توصيات، جاء فى مقدمتها غلق المدن الجامعية، وعزل القيادات الجامعية المتورطة فى دعم طلاب الإخوان، واتخاذ إجراءات رادعة ضد المتورطين فى تلك الأعمال. المفاجأة التى كشف عنها عويضة فى تصريحات ل«التحرير»، أن جميع الجهات المعنية كانت على علم تام بوجود مخطط لاستغلال المدن الجامعية فى أعمال العنف والتخريب والإرهاب منذ فترة، مشيرا إلى أن هناك علامات استفهام قوية عن أسباب تأخر اتخاذ قرار غلق المدينة وإخلائها من الطلاب، على الرغم من وقوع عدد من الحوادث الخطيرة خلال الساعات الماضية، منها ما حدث عندما استغل الإرهابيون الباب الفاصل بين المدينة والجامعة ناحية كلية الزراعة لدخول الجامعة وحرق سيارتى عميد كلية الصيدلة وعميد كلية الزراعة فى الرابعة عصرا، وكذلك محاولة نصب كمين لقوات الشرطة مساء الجمعة الماضى وحرق سيارة شرطة فى ذات المكان، الذى شهد استهداف القوات فى الساعات الأولى من فجر أمس. تساؤلات عويضة المريرة امتدت إلى الأسباب التى جعلت مسؤولى جامعة الأزهر يفتحون بابا يربط بين المدينة الجامعية والجامعة، رغم أن الفصل بين المدينة والجامعة كان الهدف الرئيسى من الأسوار، التى أنشأتها الجامعة قبل بداية الفصل الدراسى الثانى، وصرفت الملايين فى سبيل إنشائها، متعجبا بشدة من موقف الدكتور وائل الدجوى وزير التعليم العالى الذى اتفق معه فى حضور محلب على خطوات، وأطلق تصريحات معاكسة لها تماما فى اليوم التالى لما تم الاتفاق عليه معه، مضيفا أنه أكد لجميع المسؤولين الذين التقاهم أن غلق المدينة الجامعية فى الظروف الحالية من «باب درء المخاطر المقدم على جلب المنافع»، خصوصا أن جانبا كبيرا من طلاب المدن الجامعية متورطون فى أعمال العنف، ولا يعفى الباقين من مسؤولية السكوت على ما يرتكبه الإرهابيون. مجلس نادى أعضاء تدريس جامعة الأزهر الذى حمّل حكومة محلب ووزير التعليم العالى مسؤولية ما حدث أمس، استعرض فى اجتماع طارئ دعا إليه رئيس النادى موقف أعضاء التدريس مما يحدث فى الجامعة وباقى الجامعات، والتلويح بإمكانية امتناع أعضاء التدريس عن العمل بعد استهداف ممتلكاتهم وحرق 26 سيارة داخل ساحات الجامعة، من بينها سيارتان لعميد كلية الزراعة الذى تم رصد سيارته الجديدة، وحرقها بعد أيام قليلة من شرائها فى أعقاب حرق سيارته الأولى. جنود الداخلية فى مصيدة «مظاهرات الغدر الإخوانى» من جديد، عاد الإخوان إلى تكتيكات الإرهاب القذرة، التى كان آخر ضحاياها سقوط 3 مجندين وإصابة 8 آخرين من قوات الأمن المركزى المكلفة بتأمين محيط المدينة الجامعية للأزهر بنين، بعد منتصف ليلة أول من أمس. هذه المرة استخدمت ميليشيات الإخوان، تكتيك «مصيدة المظاهرات»، حيث انطلق العشرات من طلابها إلى خارج أسوار المدينة الجامعية بعد منتصف الليل، قبل أن تبدأ حفلة إلقاء المولوتوف، من جانبهم، على قوات التأمين الموجودة فى المكان، وعلى المحلات التجارية والسيارات المارة بالمنطقة، مما دفع القوات إلى التدخل فى محاولة لإعادة الطلبة إلى قلب المدينة مجددا. تلك كانت اللعبة التى يريدها دعاة الإرهاب.. استدراج الأمن وتحريك قواته من مكانها ليسهل اصطيادها. ساعتها انطلقت سيارة خلف الجنود، بينما صوب من يستقلونها رصاصات الغدر التى أسقطت الشهداء والمصابين. ولمن لا يعلم فإن تكتيك المظاهرات هذه، كان الإخوان وحلفاؤهم من تنظيمات وتيارات العنف المسلح، قد درجوا على استخدامه فى زرع العبوات الناسفة فى عدد من المناطق الحيوية، سواء بالقاهرة، أو فى عدد من المحافظات.. حدث ذلك على سبيل المثال لا الحصر، بداية العام الجارى، أمام سينما رادوبيس بالهرم. مرت مظاهرة لأعضاء الجماعة من هناك، وبعدها بدقائق انفجرت قنبلة أودت بحياة شخص. الإرهابيون يتسترون فى تنفيذ عملياتهم الخسيسة بمسيرات الإخوان، خصوصًا تلك التى تنطلق بعد صلاة الجمعة أسبوعيا. العناصر الإرهابية تتخفى وسط المتظاهرين، ثم عند نقطة الهدف تتوقف المسيرة، بينما يتم الانتهاء من زرع العبوة أو القنبلة بمكانها المحدد فى دقائق، وبعد انطلاق المسيرة مجددًا يتم تفجيرها عن بعد باستخدام شرائح التليفون المحمول. ذلك النهج يستخدم أيضا من جانب عناصر تنظيمات «مولوتوف» و«ولع» و«إعدام» الإخوانية، التى تستهدف حرق وتحطيم مركبات/ بوكسات الشرطة. فى حادثة الأزهر الأخيرة، تم تحريف التكتيك بعض الشىء، فاستبدل بزرع العبوات الناسفة أو حرق مركبات الأمن، سيارة طائرة تطلق الرصاص بعشوائية على الجنود. يشار إلى أن أول ضحايا الإرهاب الممنهج لإرهاب مظاهرات الإخوان كان فى المنصورة ديسمبر الماضى. الضحية ساعتها كان سائق التاكسى محمد كمال بدر الدين، الذى ذبح على يد أعضاء الجماعة. الواقعة البشعة بدأت حين انطلق الإخوان فى مظاهرة من مسجد الشناوى بشارع الجيش بالمنصورة، عقب الانتهاء من صلاة المغرب، وحين وصلت المظاهرة إلى منطقة المعهد الدينى، تصادف وجود الضحية بالمكان، وعندما حاول العبور بسيارته تم منعه، قبل أن يلقى حتفه بسبب هتافه للمشير السيسى. المتظاهرون أنزلوه من السيارة، ثم قاموا بحرقها، بينما انهالوا عليه بالضرب، قبل أن يتم طعنه فى رقبته ليفارق الحياة على الفور. هكذا هى تكتيكات الدم فى الإخوان ومن والاهم من جماعات التكفير والتطرف، أبدا لا تتوانى عن استخدام الغدر فى الخصومة.. ومن ثم فمواجهتها تستدعى تكتيكات أمنية أكثر تطورا وذكاءً.