صدر عن دار "رؤية" مؤخرًا كتاب "نقد الخطاب المفارق.. السرد النسوى بين النظرية والتطبيق" للروائية الدكتورة هويدا صالح، والتى تعمل حاليا أستاذًا مساعدًا بجامعة الطائف بالسعودية. وترى هويدا صالح أن من المهم للنقد أن يسعى لتحرير وعى النساء من خلال إعادة الاعتبار لإبداعاتهن، ورفع الغبن اللاحق بهن، عن طريق استكناه ما يكتبنه واستكشاف الكيفيات التى يقاربن من خلالها عوالمهن النفسية والوجدانية والجسدية، فى محاولة للإمساك بالاختلاف القائم ما بين إبداع المرأة الكاتبة وإبداع الرجل الكاتب، وتقصى الخصوصيات الكتابية التى قد تنقض الصورة النمطية الشائعة عن المرأة فىيما يكتبه الرجال والنساء. وتسعى الدراسة التى يضمها الكتاب إلى تفكيك الخطاب الذكورى وقراءة الخطاب الثقافى فى إبداع النساء، وهنا تلاحظ هويدا صالح أن ثقافتنا العربية الذكورية تهيمن على لا وعى الكتاب والكاتبات إلى درجة أن النساء أنفسهن - كما يقول عبد الله الغذامى- ساهمن فى ترسيخ هذه الهيمنة. وتضيف أن زليخة أبو ريشة كشفت فى كتابها "أنثى اللغة" عن ذكورية الخطاب فى عمل كان لافتًا منذ سنوات، بل اعتبره بعض النقاد بداية موجة كتابة الجسد التى اعتبروها ميزة خاصة بأدب المرأة، وهو رواية "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمى، وسبق لجورج طرابيشى أن قدم قراءة لرواية "مذكرات طبيبة" لنوال السعداوى؛ فلاحظ أنها تتبنى أيديولوجيا لا شعورية معادية للمرأة. غلاف الكتاب - الذى يتألف من 387 صفحة- صممه الفنان حسين جبيل، ويتضمن مقدمة، ومدخل، وأربعة فصول، الأول عنوانه "كتابة المرأة بين الروحية والاجتماعية"، والثانى "المرأة والوعى الجنسانى"، والثالث "ملامح الكتابة النسوية"، والرابع "الخطاب الثقافى والجمالى فى السرد النسوى"، وفيه تطبيق على عدد من الروايات منها "أشجار قليلة عند المنحنى" لنعمات البحيرى، و"العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء" لسلوى بكر، و"الخباء" لميرال الطحاوى، و"سلالم النهار" لفوزية سالم الشويش، و"الأسود يليق بك" لأحلام مستغانمى. وجاء ضمن توصيات الدراسة ضرورة إصدار سلسلة فكرية ثقافية تتبنى استرتيجية تقويض البنى الثقافية الذكورية، واعتبار ذلك مشروعًا قوميًّا لتخليص مجتمعاتنا من الثقافة الذكورية التى تضطهد النساء.