(1) "يعنى إيه معلش؟ أنا زهقت من كلمة معلش"، كانت تصرخ فى وجهى بهذه الكلمة.. هى صديقتى، كانت تشكو زوجَها. (2) ما الذى نريده.. احنا الستات يعنى؟ إممم , كلمة حلوة ؟ قلم روج ؟ أكله حلوة برّا البيت واستريَّح من الطبيخ ووقفة المطبخ مرة ؟ إمممم، ممكن نِفْسنا فى فستان سواريه نلبسه واحنا مأنكشين أو مأنجشين جوزنا ؟ حد يجيب الطلبات كلها من برَّا وهو راجع من الشغل مٍن غير ما ينسى حاجة ويجيبها بالظبط كأنها هى اللى جايباها من على الرف ؟ حد ياخد باله من لون شعرك الجديد أو إنك غيَّرتى الستاير بتاعة أوضة الولاد ؟ ممكن جدًّا فى لحظة تحلم واحدة مننا إن البيت باللى فيه يختفى وتبقى ف حتة بعيد على شَطّ فاضى ولابسة مايوه وبتسمع صوت النوارس وهىّ بتعوم والشمس طالعة ؟ أو ييجى هو يحمِّى العيال ويلبِّسهم.. فيه واحدة كل أملها "أحس إنى مهمَّة جوَّا البيت مش بس ف شغلى .. لا ، يبقى هو بالذات محسِّسنى إنى مهمَّة فى البيت وف حياته.. هيفيد إيه نجاحى لو هو مش محسِّسنى إنى بطلة حياته ؟ "، هكذا قالت لى إحداهن. ممكن واحدة مجنونة زى حالاتى تتمنَّى تعمل فرح تانى وتلبس فستان وتتصور مع أصحابها تانى ودايما عينيها بتتشعلق على فساتين الفرح فى الفتارين زى البنات". تتنوع طلباتنا وأمانينا، لكن بالتأكيد كلنا -الستات- مابنحبش نسمع كلمة "معلش"، خاصة لمَّا تتكرَّر بلا معنى.. فهى أحيانًا تُقال لمجرد إنهاء الموقف، أو البرنس عاوز يخلص من "جوّ النكد" اللى انتى عاملاهوله. ملحوظة: أحيانًا كلمة "آسف" لا تمحو أثر جرح أو إهانة أو ضيق سبَّبْته حضرتك لها.. أحيانًا الموقف لا يتطلب أصلا كلامًا، وكثيرًا ما ينتهى الأسف بجرح آخَر يتراكم و ينضم لكومة الجراح و ال " معلشات " الكتيرة وسيؤدى إلى الانفجار قريبًا إن شاء الله فى وِشّ حضرتك. (3) استدركَت صديقتى وهى تنفث دخان سيجارتها فى مطبخى من ورا العيال "عارفة؟ لو جه قال لى معلش تانى، هاعلَّق له يافطة على أول الشارع أكتب له عليها (كذا)"، وذكرت كلمة اعتراضية ما.. نظرت إلىَّ بجدية تامة ثم انفجرنا معًا فى الضحك. (4) يعتقد الرجل أنه بتلفُّظه كلمة "معلش" ينتهى من الموقف ويُنهِى غضب الست مننا.. لا يعرف أنها أكتر كلمة بتنرفز وبتجنِّن.. كأنه بيغطِّى على شوك بقماشة حرير. أولًا لازم فعلًا الراجل يعترف إنه مقصِّر على الأقل بينه وبين نفسه، وثانيًا يبتدى يتناقش معاها فى أسباب المشكلة ويبتدى يتكلم فى الحلول الفعلية، ولو هى مشاركة فى الغلط يفهِّمها بشكل لطيف، كده الست هتحس إنك فعلًا عاوز ما تكرَّرش المشكلة دى تانى، مش كلمة سَدّ خانة وخلاص. أضبط نفسى مؤخَّرا أردِّد "معلش" لابنتى.. لو حصل ومانفذْتش وعدى ليها أو طنِّشت طلب أو ماعملتش معاها الواجب.. مع الوقت لقيتنى بالنسبة لها "إيه الأم الغلسة دى؟!"، أو ممكن أتحول ل"ماما بتكدب عليا"، أو "انتى بتضحكى عليَّا يا ماما، صح؟"... قررت أبطل أقول لها "معلش"، وأشرح لها سبب أى تصرُّف باعمله: "ما كانش معانا فلوس"، أو "انتى لسه جايبة لعب، مش هنجيب تانى"، أو "مش هتتفرجى على الفيلم ده عشان فيه ناس بتتعور وحاجات يع"... (5) مَشَاهد حدثت بالفعل لكثيرات : - مش تعرَّفنى إنك جاىّ ومعاك حدّ على الغدا؟ أتصرف أنا ازَّاى دلوقت ؟ - اعملى أى حاجة ، نسيت أكلّمك ، معلش. - فين الفينو؟ أعمل ساندوتشات للولاد بإيه الصبح ؟ ومش دى الجبنة اللى بيحبوها أصلًا ! - معلش. - أنا راجعة تعبانة جدًّا ومش قادرة احمِّى البِتّ والبِّسها وانيِّمها. - معلش. - مش هتيجى معايا نلفّ على أُوَض السُّفْرة بقى؟ إنت بتفكر نروح فين ؟ - حاضر.. معلش (6) انظر كده تانى يا برنس وحاول تلاقى علاقة منطقية بين استفسار وضيق زوجتك، وبين ردّك؟ بذِمِّتك فيه علاقة طردية أو عكسية أو بفيونكة حتى؟ وتستغرب لمَّا تلاقيها مرَّة انفجرت على سبب تافه... أعتقد إن الأسباب تراكُميَّة إنت بتحوِّشها جوَّاها من كلمة "آسف" و"معلش"، كل مرة بتعمل رقم جديد وبتدخَّلها ف لِيفِيل جديد من اللعبة لحد ما توصل لمرحلة الوحش , بس مش هى اللى هتقابله ، انت اللى هتقابل الوحش.