من كل فج عميق، جاء المتظاهرون، من الجامع الأزهر خرجت مسيرة عقب صلاة الجمعة، سار فيها الآلاف يهتفون ضد قتلة الشيخ عماد عفت، من كوبرى قصر النيل، وميدان عبد المنعم رياض توافد الآلاف، من ميدان مصطفى محمود، ومن أمام دار القضاء العالى، ومن جامعة القاهرة، يريدون رد شرف حرائر مصر./ الآلاف الذين جاؤوا من كل مكان، ولفوا الصينية بعلم كبير، كانوا يعرفون أن شيئا لم يتغير، لذا رددوا نفس الهتافات التى كانوا يرددونها قبل سقوط النظام السابق، «ارحل يعنى امشى.. يا اللى مابتفهمشى»، و«قولوا لكلب الفراعين.. إحنا شباب خمسة وعشرين»، و«علّى صوتك فى الهتاف.. بعد مبارك مش هنخاف»، و«انزلوا من بيوتكم.. طنطاوى عرّا بناتكم»، و«يا مصر ثورى ثورى.. لا طنطاوى ولا جنزورى»، و«الشعب يريد إعدام المشير.. يسقط يسقط حكم العسكر»، و«بنات مصر خط أحمر»، و«يا عساكر يا أوباش.. بنات مصر ما تتعرّاش»، و«احلقوا شنباتكو.. المجلس عرّى بناتكو»، و«قالوا المجلس بيحمينا.. وهو بيعرّى فينا»، و«اللى يعرّى مصر.. مايحكمش مصر»، و«قالوا الجيش بيحمى الأرض.. قتلوا الشاب وهتكوا العرض».. الغضب من تعرية بنات مصر، كان هو المسيطر على كل من فى الميدان، الذى امتلأ عن آخره، فى جمعة رد الشرف، الذى رفع فيه المتظاهرون لافتات تندد بانتهاكات المجلس العسكرى، منها لافتة حملتها فتاة مكتوب عليها «لست خائفة منكم»، وأخرى «من ينتهك عرضى غير آمن على بلدى». مسيرة الأزهر التى انطلقت عقب خطبة الشيخ فريد واصل مباشرة، وصل عددها إلى 30 ألفا، وشارك فيها ممثلون من حركة 6 أبريل والتيار المصرى وشباب من حزب الحرية والعدالة ودعم المسلمين الجدد، الذى كان يرفع معظم اللافتات التى تندد بالمجلس العسكرى وبحكم العسكر والانتهاكات التى تمت ضد الفتيات، المسيرة التقت فى طريقها بمسيرة تؤيد المجلس العسكرى وحدث نوع من التشابك اللفظى من قبل مؤيدى المجلس العسكرى.. المتظاهرون، حملوا نعشا رمزيا، لشهيد الأزهر، وشهداء الأحداث الأخيرة، جابت الميدان، مرددين هتاف «يا نجيب حقهم.. يا نموت زيهم»، «يا شهيد نام وارتاح.. واحنا نكمل الكفاح»، وفى وسط الميدان، وقفت سيدة فى العقد الرابع من عمرها، مدافعة عن «ست البنات» التى عرّاها جنود الجيش، وصرخت فى أحد الرجال، الذى قال «هو إيه اللى نزلها التحرير، علشان يحصلها كدا»، فردت عليه قائلة « نازلة عشان تجيب حقنا، وانت تقول إيه اللى نزلها، فين نخوة الرجالة».. فى كلمته، طلب حسام عيسى، أستاذ القانون بجامعة عين شمس، أن تكون هناك محاكمة علنية وسريعة لمن أطلق الرصاص على الثوار، وعرّى بنات الشعب المصرى، محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أبدى موافقته على فكرة المجلس الرئاسى المدنى، مؤكدا أنه أفضل المطروح الآن، وفى النهاية، الأهم هو نقل السلطة من المجلس العسكرى، الذى فشل فى إدارة شؤون البلاد، فى حين قال الناشط السياسى جمال عيد «اللهم اجعل مثوى أهل العباسية فى العباسية، واجعل مآل أهل (التحرير) التحرير.. آمين».. المتظاهرون أكدوا أنهم لن يعودوا إلى منازلهم ولن يتوقفوا عن النزول إلى الميادين إلا برحيل المجلس العسكرى وتسليمه السلطة إلى رئيس مجلس الشعب المنتخب، وتشكيل حكومة تحقق مطالب الثورة بعد أن أثبت المجلس العسكرى أنه يقود الثورة المضادة، هتافات المتظاهرين بميدان التحرير تعالَت مطالبة بسقوط حسنى مبارك، فى إشارة إلى أن حسنى مبارك مازال يحكم مصر.