«وجبة التغذية المدرسية ورقة الجماعة الارهابية لتشويه صورة حكومة محلب بهدف اسقاطها».. هكذا استغل اعضاء الجماعة الارهابية الوجبات المدرسية واللعب بصحة الطلاب كورقة ضغط لاسقاط حكومة المهندس ابراهيم محلب، حيث تحولت وجبة التغذية المدرسية فى الفترة الاخيرة إلى لغز كبير بعد كثرة البلاغات عن حالات التسمم الغذائي، والتي ينتج عنها نقل مئات التلاميذ إلى المستشفيات، ولكن بعد الفحوصات الطبية، يكتشف أن الطلاب بصحة جيدة، فمنذ بداية الفصل الدراسي الثاني استقبلت وزارة الصحة 416 حالة يشتبه في إصابتها بتسمم غذائي نتيجة تناول وجبة التغذية المدرسية، وبعدها ظهرت نتائج العينات والفحوصات سلبية، عدا 3 حالات بدمياط كان الطلاب قد تناولوا فيها وجبة مدرسية غير صالحة، بسبب سوء التخزين. من جهتها، كشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم ل«التحرير»، عن إجراء التحقيق مع 4 معلمين ينتمون إلى جماعة الإخوان الإرهابية، دأبوا خلال الفترة الماضية على ترويج الشائعات بين طلاب المدارس بأن الوجبة التي يتناولونها فاسدة وتسبب التسمم، لخلق إيحاء نفسي بوجود تسمم، مما يجعل الطلاب يشعرون بأعراض مغص يشبه عرض التسمم. المصادر ذاتها لفتت إلى أن بعض المنتمين للجماعة الإرهابية ادعوا في وقت سابق من الفصل الدراسي الجاري، أن بعض وجبات التغذية المدرسية بمحافظة المنيا مختلطة بحبوب الترامادول، وهو ما أثار ذعر غرفة العمليات المركزية بالوزارة، وتواصلت مع مديريات الصحة والتعليم بالمحافظة لتكتشف أن الخبر مجرد شائعة أطلقها بعض معلمي الإرهابية عبر صفحاتهم على فيسبوك. وتدخل المنتمين إلى الفكر الإخواني في ملف التغذية المدرسية لا يقتصر على مجرد إطلاق الشائعات، حيث أكدت مصادر مطلعة داخل الوزارة ايضا ل«التحرير»، أن بعض الموردين للوجبات المدرسية من خارج وزارة الزراعة، يعتمدون على بعض الشركات الصغيرة في توزيع وجباتهم، بعقود من الباطن، وبعض هؤلاء ينتمي فكريا إلى الجماعة الإرهابية، وشددت المصادر على ضرورة أن يتم فحص ملفات الشركات التي تتقدم إلى مناقصات التغذية المدرسية بالمحافظات أمنيا، كما يتم فحصها من قبل وزارات الصحة والتموين والزراعة. وأكد الدكتور محمود ابو النصر وزير التربية والتعليم، أن هناك أيادي خفية تلعب بحياة الطلاب، وتروج للشائعات بشأن وجبة التغذية المدرسية، موضحا إن أغلب الحالات التي تم الإعلان عنها على اعتبار أنها تسممت من الوجبات المدرسية، هي مجرد شائعات، مشيرا إلى أن إحدى الطالبات بالبحيرة كانت تحمل كيس دبابيس ودست دبوسا داخل إحدى الفطائر وأشاعت أن الفطائر بها دبابيس. من جهته، كشف صبحي عبدالرحمن، مدير عام التغذية المدرسية بوزارة التربية والتعليم، عن خط سير الوجبة المدرسية منذ التعاقد عليها، وحتى تصل إلى يد التلاميذ، موضحا أن المديرية التعليمية بقيادة المحافظة، تطرح مناقصة، وتحصر الشركات المتقدمة إلى المناقصة، وترسل بياناتها إلى وزارة التربية والتعليم، وبدورها تخاطب التعليم ثلاث وزارات للتحري حول الشركات المتقدمة للمناقصة، وهي وزارات الصحة لمعرفة تاريخ كل شركة في تطبيق الاشتراطات الصحية في معاملاتها السابقة، وكذلك ترسل بيانات الشركات المتقدمة إلى الصناعة لمعرفة تاريخها الصناعي، ووزارة التموين للتأكد من أن الشركات المتقدمة ليس لها مخالفات تموينية، وبناء على تلك التقارير ترسل التربية والتعليم إفادة إلى المديرية التعليمية حول الشركات التي تتوافر فيها الاشتراطات، وتدخل تلك الشركات المناقصة، وتكون المديرية هي المسئولة عن البت في المناقصة. عبد الرحمن، أكد أن وزارة المالية توزع ميزانية التغذية المدرسية على المديريات التعليمية بالمحافظات، دون أن يكون هناك تدخل مركزي من قبل التربية والتعليم، وكل مديرية تخبر الوزارة بالقيمة الإجمالية التي خصصتها المالية للتغذية المدرسية بها، واشار الى انه يتم تخصيص إجمالي التكلفة التي تحتاجها كل مديرية تحت إشراف لجنة محلية، برئاسة مدير مديرية التربية والتعليم، وتضم في عضويتها، وكلاء وزارات الصحة والتموين، أو من ينوب عنهم، بالإضافة إلى أعضاء من جهات حكومية أخرى، وتتكون كل لجنة من 9 أعضاء، وهذه اللجنة تحدد القيمة التي تحتاجها المديرية للتغذية المدرسية، كما تشرف على المناقصة العامة داخل المحافظة. عبدالرحمن، اوضح أنه يشترط في الشركة التي تتقدم إلى المناقصة أن يكون لها شهادة صلاحية من وزارة الصناعة، تؤكد أن الوزارة تشرف على مصنع الشركة، وعلى هذا المنتج، مع التأكد من ان المنتج صالح للاستهلاك الآدمي تحت إشراف وزارة الصحة. وأضاف أن المنتج ينتقل من المصنع بالشهادة الصحية، ويصل مخازن المورد بالمديريات التعليمية، ودور المديريات في هذه المرحلة يتمثل في تشكيل لجنة ثلاثية بكل مديرية، تضم عضو تربية وتعليم، وعضو من الصحة، وعضو من التموين، ودور هذه اللجنة، فحص الوجبات المدرسية، داخل مخازن المورد نفسه، قبل نقلها إلى مخازن المديرية، ويقوم ممثل الصحة بسحب عينة وتحليلها، ورفع تقرير حول مدى سلامتها من الناحية الصحية، بعدها يبدأ المورد في نقل الأغذية المدرسية إلى المديرية والمدارس التابعة لها، وفي كل مدرسة هناك لجنة لاستلام الوجبات المدرسية، وتضم تلك اللجنة مدير المدرسة، وبعضوية الزائرة الصحية، و2 من المعلمين، ومن المفترض ان يتسلم هؤلاء الوجبات تسليما يدويا، وأن يفحصوا العبوات فحصا ظاهريا، وفقا للتعليمات التي تصدرها الوزارة، ومن تلك التعليمات عدم استلام أي عبوة مشكوك في سلامتها، وتسجل اللجنة محضر استلام وفحص. وكانت وزارة التربية والتعليم، أنهت العام الماضي تغذية 11 مليون طالب على مستوى الجمهورية، من أصل 16 مليونا تستهدف تغذيتهم، وأوضح مدير عام التغذية المدرسية أن العدد الإجمالي للطلاب المستفيدين من الوجبة المدرسية يتم حصره في نهاية العام الدراسي، مشيرا إلى أن الأولوية في التوزيع تكون لمدارس التربية الخاصة باعتبار أنها مدارس داخلية يحصل طلابها على 3 وجبات غذائية في اليوم، ثم مدارس رياض الأطفال، ثم مدارس الثانوية العسكرية، ثم الابتدائية، ثم باقي شرائح الطلاب، لافتا إلى أن مشروع التغذية المدرسية يقوم في الجزء الأكبر منه على المشروع الخدمي بوزارة الزراعة، وتشتري التربية والتعليم 200 مليون وجبة يوميا من وزارة الزراعة، هي عبارة عن وجبة فطيرة محشية بالعجوة، تكلفة الوجبة الواحدة جنيه على وزارة التربية والتعليم. مدير عام التغذية المدرسية، اشار الى أن مواطن الخلل التي قد تضر بالوجبة المدرسية تتمثل في النقل، حيث يعتمد بعض الموردين في بعض الأحيان على سيارات غير مطابقة للشروط والمواصفات، لنقل الوجبات التغذية المدرسية، مشيرا إلى أنه في حال اثبات ذلك، يتم توقيع غرامة على المورد، لافتا إلى أن الغرامات تتصاعد بحجم المخالفة، حتى تصل إلى تغريم المورد بكامل ثمن الوجبات المدرسية في حال تلفها، بالإضافة إلى رفض الشركة وعدم التعامل معها مستقبلا في حال كانت مخالفاتها متكررة، ومن المشاكل التي تعاني منها التغذية المدرسية أيضا ما يتعلق بالمخازن المخصصة لها في المدارس، حيث تفتقر بعض المدارس إلى وجود مخازن صالحة لتخزين الألبان لافتقارها إلى وجود ثلاجات. عبدالرحمن، قال أنه يتم أخذ عينة من الوجبة المدرسية لتحليها في كل شحنة تغذية يتم توريدها إلى المديريات للتأكد من سلامتها.