يتوافق اليوم (30 مارس) مع ذكرى عيد ميلاد الرسام الهولندي الشهير فان جوخ، والذي قدم أكثر لوحات العالم شهرة وأغلاها سعرا. ولد الرسام "فينسنت فان جوخ" بمدينة جروت زندرت بهولندا عام 1853، وانضم عام 1869 إلى مؤسسة (Goupil & Cie) لتجار الفن، حيث انتمى فان جوخ لعائلة تعشق الفن، مما أثر على حياة جوخ المهنية. انتقل فان جوخ عام 1873 إلى لندن، وأصبح من أشد المعجبين بالفن الإنجليزي، وزار عددا من المتاحف والمعارض الفنية، وأعجب بالكثيرين من كتاب هذا العصر، مثل: جورج إليوت وتشارلز ديكينز، وفي عام 1876 قرر جوخ العودة إلى إنجلترا، ومواصلة مشواره التعليمي، حيث كان قسا بإحدى الكنائس بهولندا، وأصبح معلما بمدرسة القس وليام، ولكنه لم يتوقف عن الإهتمام بالفن، فكان يزور المعارض الفنية في أوقات راحته. جوخ قرر البدء في مشواره الفني عام 1880، حيث توجه إلى بروكسل، وقدم طلباً للدراسة في Ecole des Beaux-Art، وواصل تعلم دروس الرسم، وبدأ يرسم عمال مناجم الفحم في بوريناج، ثم رسم لإمراءة كانت تعيش معه تدعى "سين" لوحة اسماها "سين جالسة على السلة مع فتاة"، وفي عام 1883 م بدأ فان جوخ بدراسة الرسم الزيتي، فقام برسم المناظر الطبيعية، وانتج لوحات عديدة للغزالين والحياك والفلاحين وغيرهم. واستمر فان جوخ برسم صور للفلاحين حتى عام 1885، واستطاع رسم أولى لوحاته وهي "آكلوا البطاطا"، وهي أول قطعة حقيقية نادرة لفان غوخ، وحدث تحول في حياة جوخ المهنية، فابتعد في لوحاته عن الألوان الداكنة وتأثر فيها بالفن الياباني، فأضاف الطبعات الخشبية والألوان اليابانية إلى لوحاته، واستطاع إنتاج ثلاث لوحات يابانية، وفي عام 1888م انتقل جوخ إلى آرل، وقدم عدة لوحات منها "منظر طبيعي لطريق وأشجار مشذبة"، ولوحة "الطريق عبر حقل الصفصاف"، بالإضافة إلى سلسلة من لوحات البساتين المتفتحة، ثم قام برسم لوحة "عائلة رولن" إحدى أفضل أعماله الفنية. أصيب فان غوخ بنوبة عقلية جنونية، حيث قام بقطع الجزء الأسفل من أذنه اليسرى بواسطة شفرة حلاقة، لكنه تعافى تماما، وأصبح أكثر تحمسا بعد أزمته الأخيرة، ورسم بعضا من أعماله الشهيرة، مثل: لوحة "لابيرسوز" ولوحة "عباد الشمس"، ثم دخل مستشفى لعلاج الأمراض النفسية؛ حيث عانى من الصرع، وبعد استقرار حالته الصحية قدم لوحة "ليلة النجوم"، ثم أصيب بنوبة جنونية أخرى حاول فيها ابتلاع لوحاته الخاصة، قدّم جوخ بعد تحسن حالته الصحية عددا من اللوحات الشهيرة، مثل: "صورة الدكتور غاشي" و"الكنيسة في أوفيرس". نهى فان جوخ حياته بنفسه، فقام في 27 يوليو عام 1890م بإطلاق الرصاص على صدره، فتوفي بعدها بيومين في "أوفر سور أوايز" بفرنسا، وكان دائما يقول لإخيه "أن الحزن يدوم للأبد".