داوود عبد السيد يصور فيلمًا جديدًا بعنوان «قدرات غير عادية». محمد خان يعرض فيلمه «فتاة المصنع» تجاريًّا فى منتصف مارس. أحمد عبد الله يصور فيلم «ديكور» من تأليف محمد دياب وبطولة خالد أبو النجا بالأبيض والأسود. ثلاثة أحداث سينمائية فارقة فى الربع الأول من عام 2014، بعيدًا عن «دوشة» الدراما والسباق الرمضانى المعتاد كل عام، فبعد بضع سنوات عجاف، أكل فيها اليابس الأخضر، وصارت شاشة السينما المصرية مسرحًا لكل هابط، وصار الهبوط سمتها الرئيسية مع اختفاء الفنانين الحقيقيين، إما لنقص التمويل أو بحثًا عن كنوز الذهب والفضة على شاشة التليفزيون. وتؤكد الأسطورة أنهم لم يجدوا تلك الكنوز على ساحل الدراما، وأن التاريخ لا يسجل سوى ما تضىء به شاشة السينما، بينما اكتفى المنتجون بتدوير مسلسلاتهم وانتقاد ما يقدمه آل السبكى دون فعل حقيقى. لكن مع حلول العام الحالى ومع عودة أكبر مخرجين مصريين على الساحة الآن ومع تجربة جديدة مختلفة لمخرج شاب، بالإضافة إلى عرض فيلم عن المثلية الجنسية بعد ضجة رقابية، وكذلك عرض فيلم عن الإلحاد- بغض النظر عن المستوى المتواضع لكليهما- والجدل الدائر دفاعًا عن عرض فيلم «نوح» ضد تدخل المؤسسة الدينية الأكبر فى مصر، تبقى كلها علامات مضيئة على عودة الروح إلى السينما المصرية، ذلك الكيان العريق الذى كان ثانى أكبر مصدر للدخل بعد القطن المصرى ما قبل ثورة يوليو، ثم تحول بعد ذلك إلى لسان العرب المبين، لتتحول اللهجة العامية المصرية إلى اللسان العربى الحى الناطق، قبل أن يتراجع دورها رويدًا رويدًا منذ الستينيات حتى عصرنا هذا. ربما لن تكفى النقاط المضيئة لعودة قوية، وتحتاج إلى تضافر أهل السينما والعودة بقوة للشاشة، مع طرح آلية حقيقية لتخفيض أجور النجوم بنسبة 50% على الأقل، خصوصا أن أجر النجم فى مصر يلتهم أكثر من نصف ميزانية الفيلم، أو الاستغناء عما سبق وبدء إطلاق نجوم جديدة موهوبة فى سماء السينما المصرية، وسط استقبال مجتمعى لهذا فى زمن التغيير المستمر. وكذلك إعطاء فرصة لكل فكرة جديدة للتنفيذ، ومنح المواهب الحقيقية الفرصة حتى تثبت وجودها، فلم تخرج مصر من أزمتها الغذائية فى عهد العزيز إلا بفكرة شابة من خارج الصندوق للنبى يوسف. دعونا نستغل نقاط الضوء ونخرج من أزمتنا السينمائية التى طالت، و«شالله يا سيما».