كشفت الدكتورة ميرفت تلاوى وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية السابقة عن صدامات خطيرة خاضتها مع رموز العهد البائد، واعترفت فى حوارها مع ( محيط ) بأنها لم تترك كرسي الوزارة بمحض إرادتها بل لتعارض سياستها مع سياسات الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق والمحبوس احتياطيا على ذمة قضايا فساد، وفجرت عددًا من القضايا الأخرى التى يكشفها هذا الحوار:
* محيط: كيف خرجت من الوزارة فى العهد البائد؟
** أعلنت ذلك صراحة لأننى كنت المعارض الوحيد لسياسة الخصخصة داخل، والتى كان يقوم بها الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء، وقلت على الملأ إن ما يحدث هو تدمير للبنية الأساسية لمصر وكنت مندهشة بشدة من تلك السياسة، وقلت ب"الفم المليان": أنا ضد سياسة بيع شركات القطاع العام إلى شركات أو مستثمرين أجانب، واعترضت أيضا على تصرفات تلميذه المدلل يوسف بطرس غالى وزير المالية الذي صمم على ضم أموال التامينات والمعاشات إلى وزارة المالية.
* محيط :بمناسبة أموال التأمينات والمعاشات ماذا حدث فى تلك القضية؟
** ما حدث أن سياسة مدمرة كانت تطبق وكانوا يريدون أن يوجهوا اموال التأمينات لاستثمارها فى الخارج، وهم يعلمون يقينا أن هذا الأمر غير مجدٍ لنا، ولدينا مستثمرون وأفكار فى الداخل تحتاج أموالاً للاستثمار، ومن واقع خبرتى تحدثت بمنتهى الصراحة عن خطورة موقف المعاشات في حال ضمها الى وزارة المالية، وبالتالى أصبحت عضوًا وزاريًا غير مرغوب فيه؛ لأننى صرت عنصرًا معطلا لتلك السياسة المدمرة التى يتبعونها، ثم خرجت من الوزارة.
* محيط : لكن بماذا تحددين القشة التى قصمت ظهير البعير فى النظام السابق وجعلته يسقط بهذه السرعة؟
** الفئات المعدومة وعدم الاستماع إلى الأصوات العاقلة وغرور النظام الذى وصل إلى مرحلة جعلته على يقين بأن شعب مصر لن يثور، وبالطبع فإن هذه سمات الطغاة، وهذا ظهر من كلمة الرئيس السابق فى إحدى جلسات مجلسي الشعب والشورى عندما قال باستهتار شديد ردًّا على أحد الأعضاء بأن هناك من يقوم بعمل "برلمان موازي" فكان رده: "خليهم يتسلوا"، وبالطبع كانت تلك العبارة تؤشر إلى استخفافه الشديد بكل القوى السياسية في مصر.
*محيط : وكيف ترين دور الأمن فى الفترة الحالية؟
** مطلوب تدعيم الأمن بكل قوة؛ لأنه ليس معقولا أن يكون البلطجى معه رشاش فى الوقت الذى نجد فيه رجل الأمن معه بندقية عادية ويخشى حتى من الدفاع عن نفسه بسبب ما يمكن أن يتعرض له، وأرى أن تدعيم الأمن بعربات شرطة وأسلحة وأفراد أمر واجب حتى يعود الأمن للشارع المصرى، ومن ثم تعود الاستثمارات من جديد.
*محيط : بالمناسبة كيف يعود الاقتصاد من جديد؟
** الاقتصاد فى مصر يرثى له، فالسياحة غير موجودة والاستثمارات الأجنبية معدومة والبورصة يسقط مؤشرها كل يوم، والاستقرار وضع طبيعى ولازم لجلب الاستثمار، ومعروف أن أي بلد في العالم يريد الاستثمار لابد أن يكون مستقرًا أمنيا، والمستثمر لا يمكن أن يغامر بأمواله فى بلد غير مستقر لا أمنيا ولاسياسيا مع ظهور بعض التيارات السياسية بشكل قوى التى تهدد الاستثمار.
* محيط : ما هى الأحزاب السياسية البارزة على الساحة من وجهة نظرك؟
** الإخوان المسلمون وحزبهم " الحرية والعدالة" هو الأكثر تنظيما ووجودا فى الشارع، أما غير ذلك فكلها أحزاب تجتهد ولم تنظم صفوفها بعد.
* محيط : كيف ترين أداء المجلس العسكرى خلال الفترة الماضية؟
** محبط ومخيب للآمال، ولم يكن حاسما فى أحداث كثيرة، وما كان يمكن أن تحدث لو أن هناك حزما وحسما وردعا. محيط