بالحب واللعب.. طفلك في خدمتك طول رمضان بالرغم من الطول الواضح لساعات نهار رمضان في صيف هذا العام إلا أنه مازالت تتزاحم المهام أمام ربات البيوت والأمهات، فما بين السهر ليلا للتعبد وبين نهار ملىء بالعمل والعزومات والولائم وبين أطفال تكثر طلباتهم، تحتار الأم كيف تؤدي كل ذلك وتجد شيئا من الراحة في الوقت ذاته، وهنا ينصح الخبراء الاجتماعيين بأنه بدلا من أن يكون الأطفال عبئا على أمهاتهم، يمكن الاستعانة بهم لإنجاز كثير من المهام بطريقة سلسلة ومرحة وفيها كثير من اللعب والحب. في تعليقها على هذا الموضوع تقول مديحة حسين ،الخبيرة الاجتماعية، أنه بداية لابد أن تعي كل أم أن مشاركة الطفل في أعمال المنزل يعلمه معنى المسؤولية، والنظام، والانضباط، وأن العلاقة بين أفراد العائلة هي علاقة تعاون ومشاركة وليست علاقة تواكل. كما أن الطفل يستطيع المشاركة في أعمال المنزل في سن مبكرة ربما السنتين إذا كان التوجيه بطريقة تعطيه شعورا بالمتعة عن طريق اللعب، لا في إطار الجد الذي لن يفهمه أو يتقبله في هذه السن، فبدلا من: ضع ألعابك في الخزانة.. هيا نلعب آخر لعبة ونضع الحصان في الحظيرة والعربة في الموقف، ومع الوقت والتحفيز الإيجابي سيتطور شعور الطفل بأنه يساهم بأمر مهم. وتحذر مديحة من أن تهرب الأولاد الكبار من المهام المنزلية لا يتم معالجته بالصراخ والتأنيب من قبل الأم أو الأب إنما بالتفنن في المحفزات التي يسمح أحيانا فيها بالمحفزات المادية، سواء كانت عينية كالذهاب إلى مطعم أو شراء كتاب، أو نقدية كدعم لشراء لعبة أو غرض يريده. وتوضح أنه ليس مهما كذلك عدد أو نوعية الأعمال التي نسندها إلى الطفل، فالهدف هو شعوره بأنه شريك فعال ومؤثر في ترتيب أمور الحياة داخل المنزل. مهام ومهارات وعن الأفكار العملية التي تستطيع كل أم تنفيذها لمساعدة أطفالها لها في إنجاز بعض المهام المنزلية في شهر رمضان تقول مديحة حسين: - اكتبي قائمة بمهامك اليومية وحددي المهام التي يمكن أو يجب أن توكل لأطفالك كترتيب الأسرة أو وضع الغسيل بالغسالة أو نشره على منشر داخلي- أو نفض الغبار عن المناضد- أو سقاية الزرع...إلخ. - اكتبي أمام كل مهمة المهارات المطلوبة لانجازها والمغزي أن تعرفي مَن من أطفالك يمكنه القيام بهذه المهمة بمفرده ومن منهم يحتاج لدعم، ثم أخبري زوجك بما توصلت إليه واطلبي دعمه في تحديد طرق التحفيز والمكافآت. - اجلسي مع أطفالك وحدثيهم أنت ووالدهم بلغة تناسب تفكيرهم عن فضل رمضان وأبواب الطاعات التي يمكن أن تزيد حسنات كل واحد فيكم، وأنه لكي يتحقق ذلك يجب أن يتعاون الجميع في كل شئون الأسرة. - ساعديهم في رسم جدول يوزعون فيه مهامهم اليومية ( الطاعات- الاعمال المنزلية) كل حسب سنه، واتفقي معهم على الحافز والعقاب لمن يقصر، وفي نهاية اليوم اعطي لكل صغير جائزته، أما الكبار فيمكن تخييرهم بين المكافآت اليومية أو الحافز الأسبوعي. - يمكن تقسيم المهام بشكل أحادي كأن يوكل المهام الخارجية للأولاد والداخلية للبنات، أو يمكن تدويرها بينهم بتقسيم المهمة الكبيرة كتنظيف المطبخ لمهام صغيرة (غسل الأطباق – غسل الملاعق- مسح الأرضية- تنظيف طاولة الطعام) فمن يغسل الأطباق اليوم يكون عليه مسح الأرضية غدا...ألخ، وبالتأكيد يمكن المزج بين أكثر من طريقة على أن تظل مسئولية كل طفل قائمة ناحية أغراضه الشخصية كترتيب سرير نومه. - استثمري محبة الأطفال للعبث ببعض ما في البيت، وحولي ذلك إلى مهمة فاستثمري حبهم للعبث بالماء في غسل حائط الحمام أو بعض السجاد الصغير، أيضا يمكنك نصب شبكة سلة على ارتفاع مناسب لطول أطفالك فوق سلة الألعاب أو سلة جمع الملابس المتسخة في حجرتهم واتركيهم للاستمتاع. - جهزي البيت بما يسهل مشاركتهم في أعمال المنزل فوفري صندوق لجمع اللعب وسلة في كل غرفة لجمع الملابس المتسخة ورف أو خزانة ثابتة لوضع الأحذية، ولا يشترط لتوفير ذلك ميزانية إضافية بل يمكن استغلال الصناديق الورقية وتزينها في جلسة عائلية دافئة لتناسب أغراض مختلفة. - إذا اتفقتم على متابعة بعض البرامج بعد صلاة التراويح استغلي هذا الوقت في تحضير طعام اليوم التالي وشاركي أطفالك، لكن المهم أن تقبلي بنتائج مشاركتهم فهذا من أكبر المحفزات التي تزيد ثقتهم في أنفسهم وإحساسهم بأهمية ما يفعلون. - وأخيرا اعلمي أن الأطفال يحبون على اختلاف أعمارهم الوقوف في المطبخ والمساهمة في إعداد الوجبات، فاستغلي ذلك في إدارة حديث حر معهم وتبادل المعلومات والفكاهات والتحدث عن الأمنيات وفضائل الشهر الكريم. جريدة الوفد