دعا الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين الله سبحانه وتعالي أن يتغمد ثوار 25 يناير بواسع رحمته، لقاء ما بذلوا أرواحهم ودماءهم فداءً لوطنهم. ولتكون نورًا يضيء لأمتهم الطريق نحو الحرية والمستقبل الزاهر، وأسقطوا بشجاعتهم وتضحياتهم الاستبداد والديكتاتورية التي أفسدت البلاد على مدى عقود طويلة.
وقدم التحية لمصابي ثورتنا المجيدة، داعيًا الله سبحانه وتعالى أن يتم عليهم شفاءه وعافيته .
كما وجه الشكرللثوار الأحرار من رجال ونساء مصر، ولجيش مصر العظيم، الذي ساند الشعب وأيَّد ثورته وانحاز لمطالبه ودعمه منذ اليوم الأول للثورة العظيمة وحتى الآن.
جاء ذلك في كلمته امام حفل الافطار السنوي الذي أقامته جماعة"الاخوان المسلمون " مساء اليوم باحد فنادق القاهرة وشارك فيه العديد من كبار المسئولين والقوي السياسية والمفكرين والإعلاميين .
واضاف بأن الاحتفال بشهر رمضان الكريم هذا العام له طعمًا متميزًا ومذاقًا مختلفًا عن ذي قبل، فهذا أول رمضان بعد سقوط الاستبداد الذي جثم على صدر الوطن لعشرات السنين.
فحرم المصريين من أبسط حقوقهم، وتسبَّب بسياساته الخاطئة وعناده الدائم في إفقار البلاد وإفساد العباد. وها نحن نلتقي في ظلال الحرية العزيزة لنناقش معًا هموم أمتنا، ونصوغ معًا مستقبلنا.
وقال : "إن الإخوان المسلمين شاركوا مع سائر القوى الوطنية الحرة في هذه الثورة منذ بدايتها، وحتى الآن، وكان شعارهم دائمًا: أننا مع شعبنا لا نتقدم عليه ولا نتأخر عنه.
وتحملنا بكل شجاعة وإيمان ما وقع علينا من ظلم النظام المستبد البائد الذي قام باعتقال ما يزيد عن أربعين ألفًا من الإخوان المسلمين في الثلاثين سنة الماضية، أمضوا سنين طويلة في سجون الديكتاتور المخلوع، فضلاً عن مصادرة الأموال والعقارات والممتلكات الخاصة.
وقاومنا مع كل الوطنيين المخلصين هذا الطغيان محتسبين عند الله ما لاقينا، مغلِّبين مصلحة الوطن على مصلحتنا الخاصة، موقنين وواثقين بنصر الله للمظلومين.
إيمانًا منا بقسم رب العزة لدعوة المظلوم "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين" وتصديقًا لقول خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته".
واستطرد : "إن مصر بكل قواها وطوائفها ورموزها تلتقي الآن في ملحمة مصرية بامتياز، وإذا كنا قد اشتركنا جميعا في إحراز هذا النصر العظيم على الاستبداد؛ فإننا جميعًا- كمصريين- شركاء في مسئولية بناء مصر ونهضتها.
ولا سبيل أمامنا إلا أن نتعاون جميعًا في العبور بالوطن إلى المستقبل المستقر الزاهر الآمن، وأن نتسابق في وضع البرامج والآليات التي تعيننا على الخروج من هذه المرحلة".
وتابع : " لقد أصبح من الضروري التأكيد على نبذ خلافاتنا الأيدلوجية والسياسية؛ وحشد طاقات الأمة بمختلف تياراتها حول المتفق عليه، وهو كثير بفضل الله، والاشتغال بما يهمُّ جماهير شعبنا.
والسعي المشترك لإيجاد حلول عملية للمشاكل اليومية للأمة من فقر وبطالة وعنوسة، وتدني مستوى التعليم، وضعف مستوى الخدمات العامة، وارتفاع نسبة الأمراض، والركود الاقتصادي والسياحي.
وغيرها من مشكلات كبيرة تحتاج إلى جهود كل المصريين، كل حسب طاقته وإمكانياته لحلها والتغلب عليها، منفذين لأمر الله تعالى (وتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى ولا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ)".
وواصل قائلا : " إن ربيع الثورات العربي الذي تشهده أمتنا لهو بشير خير، ودليل صدق على أن هذه الأمة حية لا تموت، وهو دعوة لكل حكام الأمة أن يعودوا إلى شعوبهم.
وأن يحققوا التغيير والإصلاح بأيديهم وإرادتهم قبل أن يقع رغما عنهم فيلقون نفس مصير الطغاة علي مدار التاريخ، وفي هذا الصدد فإن الإخوان المسلمين يدعون النظم الحاكمة في كل من سوريا وليبيا واليمن بعد أن أسقطت الشعوب شرعيتها أن تبادر بتسليم السلطة إلى الشعوب؛ صونا للدماء العزيزة التي تراق من أجل الحرية.
إن العصر هو عصر الشعوب بامتياز، ولم يبق من سبيل لنظام الفرد والاستبداد للاستمرار، فهي أنظمة ساقطة لا محالة، وعليها أن تعيد السلطة المغتصبة إلى أصحابها الأصليين وهي الشعوب".
واشار الدكتور علي السلمي، نائب رئيس مجلس الوزراء إلي أن هذا يوم تاريخي في حياة مصر؛ حيث يجتمع الإخوة على حب مصر ومن أجل مصر.
ودعا في كلمته كل القوى والتيارات السياسية إلى التكاتف والتعاون؛ لتحقيق النهضة لمصر وإعادة ريادتها في العالم العربي. قائلا "دُعينا من إخواننا فلبَّينا دعوتهم، وهذا حقهم علينا".
وأوضح الكاتب الصحفي الكبير لويس جريس عضو المجلس الاعلي للصحافة أن حفل إفطار الإخوان المسلمين اليوم وجمعه لكلِّ أطياف العمل السياسي والحزبي خطوةٌ مهمة وتاريخية، تجعل الإخوان في موقف الجماعة التي تحب مصر.
وأضاف خلال مشاركته في حفل إفطار الإخوان اليوم أن الإخوان يمثلون منهج الإسلام الوسطي، ويجب عليهم أن يحافظوا على تلك الميزة ضمانًا من أجل مستقبل أفضل لمصر، خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح جريس أن وجود جماعة الإخوان المسلمين في الشارع المصري وتصدُّرهم لمشهد العمل العام والسياسي ليس جديدًا عليهم، إلا أن الأوضاع التي تغيَّرت بعد الثورة تفرض عليهم أن يكون هذا الوجود بشكل أوسع وأفضل.
من جانبها أكدت أماني أبو الفضل، إحدى قيادات العمل النسائي في جماعة الإخوان المسلمين علي أهمية الوحدة الوطنية بين كل أبناء الوطن في هذه المرحلة؛ حتى لا تستطيع أية جهة خارجية أن توقف المسيرة وتخرق السفينة قبل أن تصل بالثورة إلى برِّ الأمان.
وأشارت في كلمتها خلال حفل الإفطار إلى أن المرأة المصرية ومن خلال ممارساتها العملية أثبتت أهمية دور المرأة المصرية، وفي القلب منهن الأخوات المسلمات.
وأضافت أن دور المرأة لا يختلف عن دور الرجل في نهضة الأمة، والمشروع الإسلامي لا يفرق بينهما؛ فهما جناحا النهضة والتربية للأمة لتحلِّق في الآفاق.
وقالت: إن المشاركة السياسية للمرأة لا غموض فيها في الشريعة الإسلامية طبقًا لنصوص القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، والسيرة والنبوية، والصحابة الكرام، بها الكثير من المواقف التي تثبت أهمية دور المرأة، كدور السيدة أم سلمة حين شاورها النبي في صلح الحديبية.
وأضافت أن المرأة المصرية شاركت في ميدان التحرير، وتحمَّلت كل المشقات، واختلط دمها بدم الرجال، وقدَّمت الإصابات والشهيدات فداءً لهذا الوطن.
وقد انعقد مجلس الشورى الطارئ الثالث في دورته الرابعة (2010–2014م) اليوم السبت 6 من رمضان 1432ع الموافق 6 أغسطس 2011م .
وذلك بحضور 108 عضو من إجمالي 120 عضوًا هم أعضاء مجلس الشورى العام، وقد تم انتخاب كل من : عبدالعظيم أبو سيف و محمد إبراهيم والدكتور حسام أبو بكر أعضاء بمكتب الإرشاد بدلا من أ.د. محمد مرسى ود. عصام العريان و.د. محمد سعد الكتاتنى