تدفق أبناء الشعب المصري –أمس السبت- على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية حيث عبّر المصريون عن سعادتهم بالمشاركة في هذا الاستفتاء والذي يُعَد ظاهرة لم تشهدها مصر منذ ما يقرُب من 60 عامًا، هذا وتمت عملية الإدلاء بالأصوات وسط شد وجذب بين القوى السياسية المؤيدة والمعارضة للتعديلات الدستورية، حيث جاءت جماعة الإخوان المسلمين على رأس المؤيدين للتعديلات، فيما كان حزب الوفد في مقدمة الأحزاب الرافضة لها، كما تعرض الدكتور محمد البرادعي للهجوم من بعض المواطنين الذين منعوه من الإدلاء بصوته في إحدى لجان الاقتراع بالقاهرة مما دفعه إلى مغادرة المكان على الفور.
الأخبار
مارس المصريون للمرة الأولى منذ عقود حقهم في اختيار مستقبل الحكم في بلدهم. واحتشد الملايين منهم أمام لجان الاقتراع للاستفتاء على تعديلات دستورية وضعتها لجنة اختارها المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير الأمور في البلاد. وشهدت غالبية اللجان ازدحاماً غير مسبوق في تاريخ أي عملية اقتراع في مصر. (صحيفة الحياة الدولية)
المستشار محمد عطية رئيس اللجنة القضائية للاشراف على الاستفتاء الدستوري واتخذت اللجنة المشرفة على الاستفتاء إجراءات لتسهيل عملية التصويت، وأقرت حق التصويت باستخدام بطاقة الهوية، كما تم الإعلان -مساء أمس السبت- عن بدء فرز الأصوات بعد إغلاق مكاتب الاقتراع وذلك تحت إشراف قضائي كامل. (صحيفة البيان الإماراتية) وجرى الاستفتاء على تعديل 8 من مواد دستور العام 1971 تتعلق بشروط وآليات الترشح في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، وعودة الإشراف القضائي على الانتخابات، وتعديل مدة تولي سدة الحكم لتصبح 4 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط، وحالة الطوارئ، والفصل في صحة عضوية البرلمان، وإلغاء المادة 179 المتعلقة بآليات مكافحة الإرهاب. (صحيفة الحياة الدولية) ورغم بعض المشاحنات التي وقعت أمام أبواب لجان حشدت فيها جماعة «الإخوان المسلمين» أعضاءها ومناصريها لتأييد التعديلات، فإن اليوم مرّ دون شكاوى مؤثرة في العملية، عدا تعرض الدكتور محمد البرادعي ومحافظ القاهرة الدكتور عبد العظيم وزير لمضايقات لدى إدلائهما بصوتيهما. ونقلت وكالات الانباء ان اسلاميين رشقوا البرادعي بالحجارة وطاردوه حتى سيارته. وردد المعتدون هتافات ضد البرادعي تتهمه بالعمالة من بينها عبارات «مش عاوزينه». (صحيفة الحياة الدولية)
محمد البرادعى ولأول مرة منذ ما يقرُب من 30 عامًا، تغيب الأضواء ووسائل الإعلام عن مدرسة "مصر الجديدة الثانوية النموذجية بنات" في حي مصر الجديدة شمال القاهرة والتي كان يدلي فيها الرئيس المصري السابق حسني مبارك وقرينته سوزان مبارك وابناهما جمال وعلاء بأصواتهم في الاستفتاءات والانتخابات السابقة، فالصورة التي شهدتها المدرسة أمس كانت مختلفة عن الماضي، حيث اختفى رجال الإعلام والصحافة ورجال الشرطة بالإضافة إلى غياب كبار المسئولين في الدولة مثل صفوت الشريف وحبيب العادلي وزكريا عزمي. (صحيفة الشرق الأوسط)
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين أنها تؤيد التعديلات الدستورية، مشيرةً إلى أنها الطريق القريب لصياغة دستور جديد، كما أنها تضمن عودة الجيش لثكناته حتى يحمي حدود مصر، وفي المقابل، صوّتت القوى السياسية الرئيسية في البلاد ب"لا"، ومن هذه الأحزاب: الوفد والناصري والتجمع، بالإضافة إلى حركات سياسية أخرى أبرزها الجمعية الوطنية للتغيير التي أسسها الدكتور محمد البرادعي، كما رفضت العديد من الشخصيات السياسية العامة التعديلات الدستورية، منها السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية. (صحيفة الشرق الأوسط)
د. محمد بديع وأكد مرشد «الإخوان» محمد بديع أن جماعته ستقبل نتيجة الاستفتاء أياً كانت، فيما اتهم رئيس حزب «الوفد» الدكتور السيد البدوي التيارات الدينية ب»اللعب على عواطف البسطاء من خلال الادعاء بأن الرافضين للتعديلات الدستورية يسعون لإلغاء المادة الثانية من الدستور»، واصفاً هذا التصرف ب»الممجوج سياسياً».(صحيفة الحياة الدولية)
- شهدت التحقيقات التي تُجريها النيابة العامة المصرية بشأن وقائع فساد وإهدار الأموال العامة والاستيلاء وتسهيل الاستيلاء عليها، والمنسوبة إلى عدد من كبار رجال الأعمال النافذين في نظام الرئيس السابق حسني مبارك، تطورًا لافتًا بإبداء أعداد منهم رغبتهم في سداد وإعادة الأموال التي اُتهِموا بالاستيلاء عليها، حيث يدرس النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود- في الوقت الحالي- عددًا من العروض المُقدمة إليه من بعض المتهمين من كبار رجال الأعمال الذين تباشر نيابة الأموال العامة العليا تحقيقاتها معهم بغية سداد مليارين و375 مليون جنيه مصري تُمثل قيمة ما استولى عليه 6 من كبار رجال الأعمال من المال العام بغير وجه حق، وهم كل من أحمد عز ومنير غبور وهشام الحاذق ورجل الأعمال الإماراتي عمر الفطيم بالإضافة إلى رجل الأعمال محمد أبو العينين الذي عرض رد قطعة أرض سياحية مُخصصة له بالساحل الشمالي. (صحيفة الشرق الأوسط)
الرأي
يرى العديد من المُفكرين أن الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي تم إجراؤه أمس في مصر يُعَد انتصار كبير للحقوق والحريات العامة، حيث أنه استفتاء نزيه تم إجراؤه وسط أجواء ساخنة يشوبها الجدل بين مؤيد ومعارض لهذه التعديلات، هذا وما سوف تشهده مصر بعد الثورة من التحول إلى الديمقراطية والقضاء على الفساد سيؤدي إلى جلب العديد من الاستثمارات إلى مصر مما يساعد على تحقيق قفزة كبيرة للاقتصاد المصري في السنوات المقبلة، هذا ولقد أثّرت الثورة المصرية على العلاقات بين مصر وإسرائيل لأن نظام الحكم القادم في مصر لن يسير على نهج النظام السابق في سياسته تجاه إسرائيل وذلك على الصعيد السياسي والأمني والعسكري مما يُسبب قلقاً لإسرائيل مستقبلاً.
طريق الديمقراطية في مصر بدأ بالاستفتاء
نموذج الاستفتاء على التعديلات الدستورية أشار الكاتب منتصر الزيات إلى الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي تم إجراؤه أمس السبت، حيث أكد في صحيفة الراية القطرية أنه لأول مرة نُقبِل على استفتاء تحتدم الآراء حول موضوعه ويشتد الجدل سخونة ولا يعرف أحد ولا يستطيع أن يتكهن بنتيجة الاستفتاء وهذا في حد ذاته انتصار كبير للحقوق والحريات العامة.
أبدى الكاتب علي سالم موافقته على التعديلات الدستورية التي تم إجراء استفتاء بشأنها في مصر أمس السبت، حيث أكد في صحيفة الشرق الأوسط أن أهم تعديل وصلنا له هو أن رئيس الدولة من حقه أن يحكم لمدتين فقط، وإذا تمكن أي رئيس في قادم الأيام من تعديل هذه المادة مرة أخرى لمدد أخرى، فلابد أننا نستحق ما سيحدث لنا من شر، وأن الديكتاتورية بالفعل تليق بنا.
وفي الصحيفة ذاتها أكد الكاتب مأمون فندي أن التعديلات الدستورية التي صوّت عليها المصريون أمس، والتي لا ندري نتائجها، هي تعديلات تفصيل، تفصيل للإقصاء وليس من أجل لم الشمل، فمثلما كانت التعديلات الدستورية في عهد مبارك مُفصلة على مقاس جمال مبارك، فإن التعديلات الدستورية الحالية مفصلة لإقصاء وائل غنيم وأحمد زويل وكل نابه مصري تزوج من أجنبية، أو حمل جنسية دولة أخرى في يوم من الأيام، فهذه تعديلات تنتصر لطارق البشري الذي كان في بيته، على حساب وائل غنيم الذي كان في الميدان.
ثورة مصر توقظ شعبها من سُباته العميق
احتشاد الملايين فى ميدان التحرير فى جمعة النصر ثورة مصر صور الشهداء أكد الدكتور وائل مرزا في صحيفة المدينة السعودية أن الآن، وبعد أن قامت مصر من سباتها التاريخي كما تقوم العنقاء، وبعد أن قدمت للعالم نموذجاً بثورتها المجيدة قد لا يكون له مثيلٌ في تاريخ البشرية، وبعد أن أثبتَ شعبها العظيم أنه نفض عن روحه غبار عقودٍ من التهميش والسلبية واللامبالاة، فإن مسؤولية مصر كبيرةٌ وكبيرةٌ جداً. وما ننتظره منها كعرب كبيرٌ وكبيرٌ جداً.
وفي صحيفة الشرق القطرية أشارت الكاتبة ابتسام آل سعد إلى أن الثورة المصرية قامت على أُسس وثوابت وقواعد وخطط مرسومة قادها شباب وضع لنفسه منهاجاً قويماً استقى منه بنود الثورة وتكوين لجان شعبية منظمة وممثلين لانتفاضته المباركة التي أطاحت برؤوس وزارية كبرى أولاً ولتنتهي بإقصاء مبارك وزمرته عن سدة الحكم ومتابعة تشكيل حكومة ترتفع لآمال الشعب وليس على الشعب الارتقاء لها، فلقد كانت الخطوات مرسومة مدروسة حتى إلى ما بعد مبارك.
دعوة لدول الخليج بتسديد ديون مصر للتخلص من السيطرة الأمريكية
الرئيس الأمريكي باراك أوباما أشار الكاتب مزيد مبارك المعوشرجي في صحيفة القبس الكويتية إلى المعونات التي كانت ترسلها أمريكا إلى مصر مما أدى إلى تحكمها في مصير مصر ولَي ذراعها من خلال هذه المعونات، لذلك يجب على دول مجلس التعاون الخليجي أن تساعد في تسديد الديون المصرية وإيصالها إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، من خلال العون المباشر لها، أو من خلال إعطاء مصر الأولوية في الاستثمارات الخليجية، وفي المقابل يجب أن تفتح الحكومة المصرية القادمة الباب للاستثمارات الخليجية، وتعطي المستثمرين كل الضمانات، وتوفر لهم البيئة المناسبة لذلك، لكي تشجع جميع المستثمرين من مختلف الجنسيات وتعيد الأموال المصرية المهاجرة إلى موطنها الأصلي.
وأوضح الكاتب حسام فتحي في صحيفة الوطن الكويتية أنه منذ قيام ونجاح ثورة 25 يناير والأسئلة بين المصريين العاملين في الخارج تتمحور حول نقطة واحدة: كيف نساعد مصر؟.. والسؤال هذه المرة جاء مختلفاً عما سبق من حالات حنين أو تطوع للعطاء لأسباب إنسانية كما حدث عقب كارثة «الزلزال» أو «العبّارة» المنكوبة، فالشعور هذه المرة جاء مختلفاً ونابعاً من رغبة حقيقية للمشاركة في إعادة بناء مصر، أو لنقل منع سقوط اقتصادها في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها.
وأشار الدكتور أيمن علي في صحيفة الخليج الإماراتية إلى أن التحول الديمقراطي وتبني الشفافية والمسئولية والقضاء على الفساد كفيل بجلب فرص استثمار استثنائية، خاصة أن الاقتصاد غير الرسمي في مصر يصل إلى حجم الناتج المحلي تقريباً، ومن شأن ضم ذلك الاقتصاد الموازي إلى الاقتصاد الرسمي أن يسهم في قفزة كبيرة للاقتصاد المصري في السنوات المقبلة.
أتباع النظام السابق لا يزالون في الصورة
تعجب الكاتب أسامة غريب من استمرار وجود بعض أتباع نظام الحكم السابق على الساحة السياسية، حيث أشار في صحيفة الوطن الكويتية إلى أنه على الرغم من أن مصطفى الفقي كان سكرتيراً للرئيس المتنحي مبارك والذي خدم النظام السابق وقام بتبرير كل أفعاله مستخدماً حيل المثقفين الذين نسب نفسه إليهم، إلا أنه تم ترشيحه لمنصب أمين عام الجامعة العربية خلفاً للسيد عمرو موسى والذي أعلن بدوره عن ترشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة.
أشار الكاتب فهمي هويدي في صحيفة الشرق القطرية إلى أن نظام مبارك كان يخدع الناس من خلال تسويق فزاعة الإخوان، وشاءت المقادير أن يستمر ذات النهج في ظل النظام الجديد بعد إضافة فلول النظام السابق كفزاعة أخرى، والقاسم المشترك بين العهدين هو الاعتماد على فكرة عدم الثقة في وعي الجماهير وتقديرها.
حسرة إسرائيلية أمريكية على رحيل مبارك
لقاء مبارك ونتنياهو فى القاهرة أشار الكاتب علاء بيومي في صحيفة الراية القطرية إلى أن نظام مبارك كان يعني لأمريكا وإسرائيل الحفاظ على معاهدة السلام التي تم توقيعها عام 1979م والتي أعادت بناء الشرق الأوسط وأدخلت مصر العصر الأمريكي وجعلت من مصر حليف هام لأمريكا وإسرائيل والغرب، بالإضافة إلى دعم مصر لحلفاء أمريكا في المنطقة، وتفرغ جيش إسرائيل لجبهات قتال ومواجهة أخرى وتقليله لفرص الحرب مع مصر، ولذلك فكان انهيار نظام مبارك يعني اختلال المعادلات السابقة جميعها، لذا شعر البعض بالحسرة على مبارك خاصة أنه وصل لدرجة كبيرة في التعاون مع إسرائيل ضد إيران والإسلاميين في الوقت الحالي.
وأوضح الكاتب عبد الزهرة الركابي في صحيفة الخليج الإماراتية أن العلاقات بين مصر وإسرائيل سوف تتحدد في ضوء احتمالات عدة، أهمها أن أي نظام مصري جديد لن يكون مواكباً في سياسته لسياسة النظام السابق حيال إسرائيل، وبما أن الجانب الأمني والعسكري مرتبط بالجانب السياسي، فإن الدولة الصهيونية لن تكون مطمئنة للجبهة الجنوبية مستقبلاً.
كما أشار الكاتب جلال عارف إلى زيارة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية إلى مصر والتي قامت بها الأسبوع الماضي، حيث أوضح في صحيفة البيان الإماراتية أنها تباحثت مع المسئولين، ووعدت بالمساعدات، وحيّت الثورة، وعندما ذهبت لميدان التحرير كان يزعجها خبر القبض على جاسوس لإسرائيل، وكان يزعجها أن أحداث الفتنة الطائفية قد أمكن تطويقها، وكان يزعجها أكثر أنها لم تستطع أن تلتقط صورة لها في ميدان التحرير مع شباب الثورة الذين رفضوا لقاءها!!