اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية التحالف غير الرسمى بين جماعة الإخوان المسلمين وحركة المعارضة التى يقودها محمد البرادعى أكبر تهديد لسيطرة الحزب الوطنى على الساحة السياسية فى مصر.
فالبرادعى والإخوان من وجهة نظر الجريدة الأمريكية المحافظة من أهم اللاعبين على ساحة المعارضة فى مصر وتجميع قوتهما معا فى ظل موسم سياسى ساخن تشهده مصر مع اقتراب الانتخابات البرلمانية أواخر العام الحالى والانتخابات الرئاسية العام المقبل يمثل خطرا حقيقيا على نظام الحكم.
وترى الصحيفة الأمريكية أن الحملة الإعلامية التى أطلقها نشطاء الحزب الوطنى وأنصار جمال مبارك رئيس لجنة السياسات فى الحزب الوطنى ونجل الرئيس مبارك هى تأكيد لخطورة تحالف البرادعى والإخوان على خطط الحزب الوطنى. ولا يمكن اعتبار تحرك تلك المجموعات التى تدعو لترشيح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية رغم عدم إعلان والده عدم خوض الانتخابات المقبلة إلا دليلا إضافيا على القلق الذى سببه حشد قوى البرادعى والإخوان وراء مطالب التغيير على حد قول «وول ستريت جورنال».
غير أن الصورة ليست وردية تماما بالنسبة لهذا التحالف الذى تم تدشينه فى يونيو الماضى، عندما أعلن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين انضمام الجماعة رسميا إلى حركة جمع التوقيعات على بيان التغيير الذى يتبناه البرادعى.
فرغم اتفاق البرادعى والإخوان على ضرورة التصدى لنظام الحكم القائم والدعوة الشعبية إلى القيام بإصلاحات ديمقراطية فإن هناك الكثير من نقاط الخلاف التى تهدد هذا التحالف من وجهة نظر صحيفة «وول ستريت».
لعل أبرز هذه النقاط الأرضية الليبرالية والعلمانية للمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية مقابل الأرضية الدينية التى تتحرك عليها جماعة الإخوان المسلمين. فى الوقت نفسه، فإن الطابع المحافظ للبرادعى وتحركاته يثير الكثير من الشكوك حول مدى استعداده لخوض معركة حقيقية من أجل الترشح لأى منصب، وهو ما يحد من أى مكاسب يمكن أن تحققها جماعة الإخوان المسلمين من الارتباط به. جريدة الشروق