كشف الناقد الرياضى ياسر ايوب الفرق بين تعامل ادارة الاهلى من تقديم محمد بركات لاعب الفريق لبرنامج تلفزيونى وتعامل ادارة ريال مدريد مع سيرجيو راموس الذى يعد لاطلاق ألبوم غنائى وقال ايوب فى مقاله بالمصرى اليوم "لأنها أبداً لم ولن تتحول إلى أزمة أو مشكلة.. تبقى حكاية محمد بركات مع الأهلى قابلة وصالحة لأن تتحول إلى دعوة لمراجعة أحوال وحدود أنديتنا مع لاعبيها.. وهو ملف ضخم وشائك يحتاج كثيراً من الضوابط والوضوح والصرامة والعدالة والشفافية أيضاً.. ونحن حتى الآن لم نهتم بمعرفة وتحديد حقوق الأندية لدى لاعبيها.. وما واجبات اللاعبين والتزاماتهم مقابل الأموال التى يتقاضونها من أنديتهم.. وتركنا كل ذلك تحكمه الأهواء والمجاملات والمصادفات والظروف.. فكانت النتيجة الطبيعية لذلك أزمات وخلافات لا أول لها ولا آخر، أصبحنا نسمع عنها ونشهد عليها فى كل أنديتنا بلا استثناء.. مشكلات وصدامات بين النجوم والإدارة فى الأهلى والزمالك والإسماعيلى والاتحاد وبقية أنديتنا كلها.. ولكننى اخترت التوقف أمام حكاية الأهلى ومحمد بركات تحديداً لأنها لم تتحول إلى مشكلة.. ولأننى أعلم مدى تمسك إدارة الأهلى ببركات واعتزازها وتقديرها واحترامها له..
ولأن بركات أيضا قرر أنه أبداً لا ينوى الصدام مع إدارة الأهلى حتى وإن كان قرارها النهائى القاطع هو رفض تقديم بركات لبرنامج تليفزيونى فى شهر رمضان المقبل.. وسيصرف بركات النظر عن البرنامج إن أصرت إدارة الأهلى على رفضها لهذه الخطوة التى يريدها ويحلم بها بركات.. وأنا شخصياً لست مقتنعا بأن اللاعب المحترف ليس من حقه العمل الإعلامى أو الفنى وهو لايزال يلعب.. أو أن عقود الاحتراف فى الدنيا كلها تمنع أى لاعب من ذلك طالما أنه لا يتعارض مع التزامه وتدريباته وواجباته مع الفريق الذى يلعب له.. فأمامنا الآن نجم ريال مدريد، سيرجيو راموس، الذى كان طيلة الأسابيع الماضية يجرى البروفات ويعقد الاجتماعات استعداداً لإصدار أول ألبوم غنائى له.. ولم يمنعه ذلك من البقاء لاعباً أساسياً فى ريال مدريد الحالم باستعادة انتصاراته والذى كان يخوض السباق الشرس مع برشلونة على الدورى الإسبانى..
ولم أقم باختيار راموس بالمصادفة.. وإنما تعمدت اختيار هذا المثل تحديدا لأننى أعرف الشروط القاسية والبنود الكثيرة جداً التى يتضمنها كل عقد يجمع بين ريال مدريد وبين أى لاعب فى الفريق.. وإلى درجة أن زين الدين زيدان منذ سنوات قال لى يوماً وهو يضحك إن عقده مع ريال مدريد يمنعه حتى من اختيار أى مطعم سيتناول فيه العشاء مع زوجته فى مدريد، أو ماركة الساعة التى سيضعها زيدان حول معصمه.. ووقتها ضحك النجم الكبير بوتراجينيو، مدير فريق ريال مدريد، وأخرج من حقيبته عقد الريال مع زيدان وأشار إلى البنود التى تعطى النادى هذا الحق ووقع زيدان بالموافقة عليها وقبولها.. ولكن هذه العقود لم تمنع سيرجيو راموس من الاستعداد لإصدار ألبوم غنائى بكل ما يتطلبه ذلك من بروفات وانشغال وجهد وفكر ولقاءات.. إذ طالما أن راموس ملتزم ببنود التعاقد فهو حر تماما فى أى خطوات أخرى يقوم بها لا تتعارض مع وظيفته كلاعب كرة فى ريال مدريد.. وقد سبق للنجم البرازيلى الكبير كاكا أن قام بذلك أيضا.. ومارس الغناء والفن وهو لايزال لاعب كرة.. وأيضا نجم غانا الكبير أسامواه جيان..
ولست أريد التوقف أمام التجارب الكثيرة للاعبى الكرة فى أوروبا الذين قاموا بالتمثيل أو الغناء أو الكتابة أو الوقوف أمام الكاميرات.. فهى كلها تعنى أنها لا تتعارض مع الاحتراف حتى فى أندية كبرى لا تعرف المجاملة أو التهاون فى تعاقداتها مثل ريال مدريد أو مانشستر يونايتد أو أى ناد أوروبى آخر.. والمشكلة أننا نجد أنديتنا لا تطبق ذلك مثل أندية أوروبا الكبيرة والناجحة والمتألقة، وترفض أن يمارس أى لاعب لديها أى هواية فنية وإعلامية.. بينما نجد أنديتنا.. فى نفس الوقت لا تمانع أن يقوم أى لاعب لديها بتقديم أى إعلان أو يتعاقد مع أى شركة كبرى أو وكالة إعلانية، حتى وإن تعارضت مع سياسات النادى الإعلانية.. وهذا مجرد مثل للفوضى وغياب القواعد التى لابد أن يعود لها احترامها
