بداية لابد من تحية المجلس العسكري الذي يترأسه المشير محمد حسين طنطاوي ابن مدرسة المشاة المصرية التي اعتز بها اعتزازا خاصا لسبق أدائي للخدمة العسكرية الوطنية داخل معهد المشاة كضابط احتياط ومنذ أكثر من 30عاما.. وطبعا المجلس العسكري يدير الآن شئون البلاد لانه حل مكان السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية فلا يوجد الآن منصب لرئيس الجمهورية ولا منصب لرئيس مجلس الشعب انتظارا للانتخابات القادمة والمحدد لها شهر سبتمبر القادم .. ولكن لي عتاب مرير للمجلس العسكري لانه الحاكم الآن فبين كل فترة وأخرج يخرج علينا أحد الاعضاء مبديا رأيا سياسيا أو تشريعيا ولو كان دستوريا وكأن من يدلي برأيه فيلسوف أو فقيه دستوري لاننا نعاني الآن من هذا الوصف الذي يتغني به البعض من خلال أقلام تطلق أي صفة علي أي متحدث يدلي بحديث صحفي أو يبدي الرأي من خلال شاشة تليفزيونية أو قناة فضائية كما نلاحظ الآن لأن الاوصاف والألقاب لا حصر لها حتي بالنسبة لخبراء الاستراتيجية العسكرية حيث يعتقد البعض أنه المطلع والخبير ولا يوجد مثله أي نظير!! والمفترض أن يكون هناك التوضيح والبيان لأي أمر يتعلق بشئون واحوال البلاد يتم كتابته واعداده لاعلام الرأي العام ببيان محدد وبلا غموض ولا يحتاج لتعليقات أو تفسيرات فإذا كان هناك متحدث رسمي للمجلس العسكري فليدلي بهذا البيان والأمر إذا كان يستلزم شرحا عن وضع دستوري فليكن هناك استاذ في القانون الدستوري يفند ويشرح الرؤي والأفكار وبعيدا عن أي توضيح مقتصب قد يقوله من يلقي البيان وهكذا في أي أمر من الامور التي يستوجب اعلامها واخبارها للرأي العام!! للأسف في الفترة الاخيرة وجدنا كل من هب ودب يعتقد بأنه الفقيه والاستاذ وانه الفاهم وحده لانه الحامل للصولجان الدستوري ودون سواه مع أن مصر عامرة بالافاضل في العلوم الفقهية والدستورية وممن لا يحبون الظهور في أي وسيلة من وسائل الاعلام .. وكلامي دوغري للمجلس العسكري وبدون لف أو دوران لانه يتم استضافة بعض الاعلاميين ومقدمي البرامج الفضائية لانهم المجموعة «المتنقية» وكأنهم هم المعبرون عن تطلعات الشعب المصري وكلامي «حصري» ولا أقول لله يازمري!! ياحضرات السادة أعضاء المجلس العسكري أنتم أول من تحرصون علي الضبط والربط والانضباط ويفزعني انكم تدللون بعض من يتسمحون تحت يافطة «الثوار» من الشباب فنفاجأ بنماذج لا هم لها إلا السفسطة بالكلام وكأنهم فلاسفة ومنظرون ومن يستمع لهم يقول نعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. الثوار الحقيقيون لا يحبون الرغي بالكلام لان الكل شارك والثورة لم يقودها الشباب وحدهم ولكن شاركت فيها الجموع ومن مختلف الاعمار .. الثورة ثورة شعب ثار وانتفض وحماها ابناء الجيش الباسل والمقاتل .. فلا تصدعونا بظهور نماذج فكرية وسياسية لا تلقي القبول ويتم فرضها لحضور الاجتماعات ولو كانت سفريات أو اللقاءات وانتبهوا إلي ألاعيب بعض رؤساء الاحزاب المفتقدين للشعبية الجماهيرية وأعني بها الاحزاب التي تربت وترعرت في احضان صفوت الشريف ومباحث أمن الدولة وللأسف نجد المجلس العسكري يدعو رؤسائها للحضور