استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم 24 مايو 2024    عاجل| جيش الاحتلال يكشف عدد ضحاياه في الحرب على غزة (رقم كبير)    الصين تتهم تايوان بدفع الجزيرة نحو الحرب    غارات إسرائيلية تستهدف عددا من المناطق جنوب لبنان    ندالا يبشر الأهلي قبل مواجهة الترجي في إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا    أنشيلوتي يتحدث عن.. اعتزال كروس.. مشاركة مبابي في الأولمبياد.. وموقف تشواميني من نهائي الأبطال    محمد عادل: فرصة مصر قوية للتأهل لكأس العالم لكرة القدم للساق الواحدة    غدا.. 27 ألف و779 طالبا وطالبة يؤدون امتحانات الدبلومات الفنية ببني سويف    سياحة ومصايف الإسكندرية: نسب اشغال الشواطئ مرتفعة ورفع الرايا الحمراء في غرب    منتظرون بشغف: كل ما تريد معرفته عن موعد وقفة عيد الأضحى 2024    تعرف على موعد ومكان عزاء شقيق الفنان مدحت صالح    عائشة بن أحمد تكشف سبب هروبها من الزواج    صحة دمياط تنظم قافلة حياة كريمة في قرية أبو عدوي    تحرير 21 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: لا توجد مستشفيات تعمل فى شمال القطاع    حصاد البرلمان | إصدار قانون إدارة وتشغيل وتطوير المنشآت الصحية.. الأبرز    الاحتفال باليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم بطب عين شمس    قائمة أسعار الأجهزة الكهربائية في مصر 2024 (تفاصيل)    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من ميت سلسيل بالدقهلية    وزارة الداخلية تواصل فعاليات مبادرة "كلنا واحد.. معك في كل مكان" وتوجه قافلة إنسانية وطبية بجنوب سيناء    ضبط شخص بأسيوط لتزويره الشهادات الجامعية وترويجها عبر فيسبوك    الشرطة الإسبانية تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    لمدة 4 ساعات.. قطع المياه عن منطقة هضبة الأهرام مساء اليوم    راشد: تصدر جنوب الجيزة والدقي وأوسيم ومديرية الطرق إنجاز المشروعات بنسبة 100%    هشام ماجد يكشف عن مفاجأة بشأن مسلسل "اللعبة"    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    «التنمية الصناعية»: طرح خدمات الهيئة «أونلاين» للمستثمرين على البوابة الإلكترونية    "طرد للاعب فيوتشر".. حكم دولي يحسم الجدل بشأن عدم احتساب ركلة جزاء للزمالك    تعشق البطيخ؟- احذر تناوله في هذا الوقت    نقيب المحامين الفلسطينيين: قرار محكمة العدل ملزم لكن الفيتو الأمريكي يمكنه عرقلة تنفيذه    السيدة زينب.. هل دفنت في مصر؟    في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا (4)    وزارة الثقافة تحتفي بأعمال حلمي بكر ومحمد رشدي بحفل ضخم (تفاصيل)    15 دقيقة لوسائل الإعلام بمران الأهلى اليوم باستاد القاهرة قبل نهائى أفريقيا    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    واشنطن تدرس تعيين مسئول أمريكى للإشراف على قوة فلسطينية فى غزة بعد الحرب    ظهرت الآن.. رابط بوابة التعليم الأساسي للحصول على نتيجة الفصل الدراسي الثاني 2024    4 أفلام تتنافس على جوائز الدورة 50 لمهرجان جمعية الفيلم    الإسلام الحضاري    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    جوميز يخطر لاعبي الزمالك بهذا القرار بعد التعادل مع فيوتشر    وزير العمل يشهد تسليم الدفعة الثانية من «الرخص الدائمة» لمراكز التدريب    مجلس أمناء جامعة الإسكندرية يوجه بضرورة الاستخدام الأمثل لموازنة الجامعة    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    أخبار الأهلي : دفعة ثلاثية لكولر قبل مواجهة الترجي بالنهائي الأفريقي    سول تفرض عقوبات ضد 7 أفراد من كوريا الشمالية وسفينتين روسيتين    17 رسالة من «التربية والتعليم» لطمأنة الطلاب    بوتين يوقع قرارا يسمح بمصادرة الأصول الأمريكية    «الحج بين كمال الايمان وعظمة التيسير» موضوع خطبة الجمعة بمساجد شمال سيناء    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    مقتل مُدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    التموين تعلن التعاقد علي 20 ألف رأس ماشية    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق محمد الشحات: أحمد عز قال لي «عاوزين فلان ينجح في الانتخابات» فقلت «ده مكروه فرد «انت ضد الحزب».. فأغلقت الخط
محمد سعد خطاب يحاور المحافظ الذي تظاهر الأهالي للمطالبة بعودته بعد الثورة
نشر في صوت الأمة يوم 08 - 05 - 2011

· التقيت جمال مبارك مرة واحدة قبل انتخابات المحليات.. والرياسة قالت لي «جمال جاي عندك لو عاوز تقابله لو مش عاوز انت
· اللواء هتلر طنطاوي طلب مني مساحة من أرض الدولة لضباط الرقابة الإدارية فرديت «دي أرض مصر.. لما تبقي أرض أبويا أديهالك»
· الحق يقال.. الفريق سعد الدين الشاذلي وزع منشورا خلال حرب أكتوبر يتهم قوات الدفاع الجوي ب"الجبن" رغم أنه سحب وحدات المشاة من كتائب الصورايخ
· أشرف نجل صفوت الشريف طلب تخصيص 500 فدان علي شواطئ مطروح لعمل مشروع سياحي ولما طالبته بدراسة الجدوي قال «ينفع آخد الأرض وأجيب الدراسة السنة الجاية يا أونكل»
· من أين للموظف حسنين محمد حسنين أن يملك 22 فيلا في مارينا يؤجر الواحدة منها في الليلة الواحدة مقابل 10 آلاف جينه؟
هو أحد رموز العسكرية المصرية الذين تفتخر بهم مصر في الحرب والسلم معا..فالرجل ألزم نفسه كلمة الحق أينما وجدت وعلي أي لسان نطقت..لذا لم يكن مستغربا أن يلقاني بنفس روح التحدي والكلمات الواثقة التي لقيني بها قبل ثلاث سنوات عندما كان في قلب السلطة محافظا لمطروح في عهد النظام السابق، قبل أن تطيح به معركة مع الكبار حول سلب أراضي الدولة..التي يري الحفاظ عليها مهمة مقدسة ومن اخص واجبات هيبة الدولة..في قيادته لقوات الدفاع الجوي حربا وفي عمله محافظا لمطروح سلما، لم يفارقه شعور بأنه موظف لدي الشعب- كما يفضل-لذا لم يكن مدهشا منه في الحالين أن يتوخي صدق الشهادة علي كثير من رموز العهد السابق، دون ان يقيم وزنا لاعتبارات الأسماء والأماكن..فيسجل شهادته بتحمل الفريق سعد الدين الشاذلي مسئولية ثغرة الدفرسوار..كما يسجل شهادات علي فساد عصر مبارك..وإلي نص الحوار:
شعرت بالذنب وأنا في الطريق إليك، عندما تذكرت أن حواري معك علي صفحات"صوت الأمة" قبل ثلاث سنوات حول معركتك ضد التعديات علي أراضي الدولة، كان سببا في إنهاء عملك كمحافظ لمطروح؟!
- كنت أعتبر المحافظة علي أراضي الدولة جزءا كبيرا ورئيسيا من هيبة الدولة، من أجل ذلك وعندما تم تعييني محافظا لمطروح، كنت أستاء جدا من وجود القري السياحية علي طول الساحل الشمالي، من الإسكندرية حتي مرسي مطروح، لأن هذه القري التي يطلقون عليها قري سياحية ليست كذلك فأنا اعتبرها قري عقارية وليست سياحية، لذلك أصدرت قرارا بمنع استخدام الأرض إلا في أغراض النشاط السياحي، من الكيلو 105 حتي السلوم، وقد تسبب هذا القرار في مشكلة لي مع المحليات لكني طبقته داخل المحافظة، والحقيقة أني كنت أسعي جاهدا لمنع أي تعديات علي أرض الدولة، لدرجة أني كنت أقوم بتصوير المحافظة بالأقمار الصناعية كل ستة أشهر، كما كنت أتمم يوميا مع رؤساء المدن والقري علي عدم وجود تعديات علي أراضي المحافظة، وعند اكتشاف وجود تعديات كنت أتابع إزالتها فورا مع مدير الأمن، وربما كانت مطروح وقتها المحافظة الوحيدة التي لا تشكو من تعديات علي أراضي الدولة في اجتماعات مجلس المحافظين، وفي يوم من الايام فوجئت وانا في مكتبي جاي لي عقود محررة وموقع عليها النائب بلال أحمد بلال بما يساوي 12 ألف فدان في واحة سيوة. بالإضافة إلي مجموعة توكيلات رسمية لهذا النائب من اشخاص بالتصرف بالبيع لنفسه وللغير علي أراضي موجودة في منطقة الضبعة.. وكما تعودت في هذه المسائل عملت «ملف كامل» بهذه الوقائع وأرسلته لنيابة الأموال العامة، بما فيه أرقام الشيكات علي بنك الشرق الأوسط والمدرجة في العقد، بعد ان راجعنا وضع قيمة الشيكات في حساب النائب لدي البنك، وطبعا هو لم يستطع تحرير عقد نهائي لأن الأرض لم تكن ملكا له وإنما ملك الدولة، وبالتالي حرر عقدا ابتدائيا حتي يستطيع في المستقبل تسجيل الأرض لصالحه، لكني فوجئت باللواء عبداللطيف مبروك واللواء عادل لبشتين وبصحبتهما شخص كان اشتري مساحة 6 آلاف فدان من بلال ودفع 6 ملايين جنيه، يأتون إلي مكتبي، بطلب توفيق أوضاع هذا الشخص وتحرير عقد من المحافظة بهذه الأرض، انا طبعا رفضت تماما، وقلت له ماينفعش لو عاوز تاخد الأرض قدم بها طلب مشروع استثماري، ونعمل لك عقد انتفاع وليس عقدا نهائيا، فقال" طب والستة مليون اللي دفعتهم اعمل فيهم ايه"قلت له"وانا مالي ومال الستة مليون"..ونتيجة هذا النقاش تطاول الرجل فما كان مني إلا أن قدمته هو والناس اللي معاه للنيابة بهذه الواقعة.. وعملت «ملف كامل» بمساحة ال12 ألف فدان اللي قلت لحضرتك عليهم والأراضي اللي تحرر بشأنها توكيلات أرسلته لنيابة الأموال العامة العليا، مع نسخة منه للدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب آنذاك، لكن سرور لم يرفع الحصانة عن النائب بلال لمساءلته في هذه الوقائع، بل ولم يوجه له احد اي سؤال..وتركت بعدها مباشرة عملي بالمحافظة، لكني لا أستطيع الجزم بسبب خروجي، هل هو هذا الموضوع أم قضية الانتخابات..لكن اعتقد ان هذا الموضوع كان أحد الأسباب وراء إخراجي.
تردد حدوث صدام بينك وبين ابراهيم كامل (رجل الأعمال المحبوس حاليا) صديق عائلة الرئيس علي خلفية أرض الضبعة، مما عجل بالقطيعة مع النظام السابق..
لم تكن أرض الضبعة مسئوليتي المباشرة بل كانت مسئولية وزارة الكهرباء..لكن ابراهيم كامل طلب مني تخصيص مساحة 2 كيلو متر ونصف المتر في المنطقة المحاذية للضبعة لإقامة فندق ومشروع سياحي بها..وهو ما لم أوافق عليه، لعلمي أن قرار المشروع النووي لم يحسم بعد، وهو قرار يتعلق بالأمن القومي وأكبر من مسألة بناء فندق..ففضلت الانتظار لحين حسم موضوع المحطة النووية.. مما كان سببا للخصومة.
وماذا عن السبب الثاني..وما هي قصة الانتخابات؟
في الانتخابات كنت اعتبر نفسي كمحافظ مراقبا فقط يعني أنظم اللجان واشوف المستلزمات الإدارية للقضاة المشرفين وأعضاء تلك اللجان وتسهيل عمل المندوبين وتحقيق الانضباط داخل اللجنة وما إلي ذلك، وليس لي دخل بمسألة التصويت أو من ينتخب من..انا مالي، اللي عاوزينه الناس هو اللي ينجح..فأنا أري أن المحافظين ليس لهم دور في موضوع الانتخابات من قريب أو بعيد إلا تنظيم العملية الانتخابية إداريا..لكن كانت لنا تجرية في انتخابات 2005 عندما أعد الحزب في المجمع الانتخابي أسماء مرشيح في دوائر مطروح، والحقيقة كان لي اعتراض علي حكاية المجمع دا، لأنه رشح أربعة أسماء لا تصلح بالمرة، فقلت لهم في الحزب ياجماعة الناس اللي انتو اخترتوا أسماءهم دول ماينفعوش..مفيش فايدة، المهم رشح آخرون انفسهم كمستقلين عن الحزب وللأسف كان بينهم "بلال"..وكان طبيعيا أن الأربعة اللي كان مرشحهم الحزب يسقطوا بينما نجح الأربعة الذين رشحتهم بسبب حب الناس لهم.
وهل كانت هناك توجيهات من الإدارة في العملية الانتخابية؟
بالنسبة لي شخصيا فبطبعي ماحدش يقدر يقول فيه توجيهات..وانا كنت اترك الفرصة لمرشحي المعارضة سواء من حزب الوفد أو التجمع او غيرهما يعلقون لافتات الدعاية كما يشاءون.. اللي عاوز يعلق يعلق..فلم أسمح باحتكار الحزب الوطني للدعاية، وليس في انتخابات الشعب وحدها، بل في المحليات أيضا، وفي الانتخابات الأخيرة للمحليات جاءني أمين الحزب الوطني بالمحافظة وطلب حجز أول 20 اسم لمرشحي الوطني في أسبقية التقدم للترشيح، قلت لأ طبعا، اللي ييجي الأول يتم تسجيله الأول.
وهل جرت أي اتصالات بك خلال الانتخابات من امين التنظيم السابق بالحزب أحمد عز؟
أحمد عز كلمني في 2005 وقال لي "عاوزين فلان ينجح في الانتخابات" قلت له"ينجح ازاي يا أستاذ احمد إذا كان مكروه من الناس"فقال" يعني انت سيادتك ضد الحزب"فقلت له"عيب تكلمني بالطريقة دي..مع السلامة" وأنهيت المكالمة..بس، وفي الحقيقة حتي في حياتي العسكرية القائمة علي الانضباط والأوامر لم أكن استريح إلا لعمل الصواب وما يمليه علي ضميري.
بمناسبة الحياة العسكرية..أعرف أن لك عدة مواقف من محاولات الكبار الاستيلاء علي أراضي الدولة في طريق الإسكندرية الصحراوي عندما كنت قائدا لقوات الدفاع الجوي..نريد كشفها الآن.
تعلم ان أرض الحزام الأخضر بطريق الإسكندرية الصحراوي التي استولي عليها المدعو سمير زكي عبد القوي رئيس شركة 6 اكتوبر لاستصلاح الأراضي، متاخمة لأراضي منطقة ميدان الرماية التي يشرف عليها الدفاع الجوي ضمن منطقة غرب القاهرة العسكرية..وكان زكي كثير التعديات علي أرض الميدان بضم جزء منها لأراضي الحزام الأخضر والشركة ومن قبلها جمعية 6 أكتوبر الزراعية التي كان يرأسها..وذات مرة فوجئت بالشيخ الطبيب أحمد نعينع يدخل مكتبي في القيادة ليطلب تسليمه قطعة أرض متاخمة لمنطقة الرماية، قلت له "ازاي..دي أرض القوات المسلحة" فقال" انا شاريها من سمير زكي ودافع له فلوس" قلت له" وانا مالي روح له وخد فلوسك".
وفي موقف آخر فوجئت باتصال من محمد ابراهيم سليمان وزير الإسكان آنذاك توسط فيه للمدعو سمير زكي كي اقابله وقال" الراجل عنده شوية مشاكل مع الناس عندك بخصوص الأرض بتاعة الجمعية" فسمحت له بالمجئ..لكنه وفي اليوم التالي تأخر عن موعده ربع ساعة فرفضت مقابلته، وإذا بابراهيم سليمان يتصل بي مرة اخري للسماح بلقائه مع الاعتذار عن تأخره..فقبلت..لأفاجأ في اليوم التالي بما لم أتوقعه..حيث دخل زكي إلي مكتبي وعندما هم بالجلوس امرته أن يقف ويعرض مشكلته، فإذا به يخرج عقدا ببيع خمسين فدانا خالصة الثمن ويعطيه لي علي أنه هدية، فما كان مني إلا أن طردته شر طردة..وأمرت بعمل براميل خرسانية ووضعها علي كافة حدود المنطقة بعد تجريف الزراعات التي قام بها زكي في أرض الدولة والتي استولي عليها..وهذه مسألة لاتتعلق بطهارة الذمة المالية فقط بل بحرمة التفريط أو التلاعب في أراضي دولة هي ملك للمال العام..فليس لدي مانع من أن أشتري أرضا هنا أو هناك إذا كان بمقدوري شرائها، وليس من باب وضع اليد والاستحواذ..
وهل واجهت مواقف أخري في هذا الصدد؟
هناك موقف آخر عندما كان اللواء هتلر طنطاوي رئيسا لهيئة الرقابة الإدارية، وبالمناسبة هو زميل دفعتي وكان الأول علي الدفعة، حيث كان يريد ضم مساحة من الأرض المجاورة لمنطقة الرماية أيضا لتخصص لضباط الرقابة الإدارية..وكلمني اللواء هتلر طنطاوي ليطلب ضم هذه الأرض وقال إنه سينشئ جمعية لضباط الرقابة الإدارية فقلت له"وهي دي أرض ابويا عشان اديهالك..دي أرض مصر والقوات المسلحة" فقال" سأذهب للمشير" رديت"روح لأي حد انا مليش دعوة".
كنت محافظا لمطروح في أوج الحديث عن التوريث..كيف كنت تري هذا الاتجاه داخل أروقة الحكم..وهل توقعت ما جري في مصر مؤخرا؟
كانت علاقتي كمحافظ بالرئيس فقط ولم تكن لي علاقة بأسرته، وأذكر أن جمال مبارك أراد زيارة الحزب الوطني بمطروح قبيل انتخابات المحليات الأخيرة في عام 2008، وجاءني اتصال من رئاسة الجمهورية يبلغني"جمال جاي عندك لزيارة الحزب..عاوز تقابله قابله مش عاوز انت حر".. لكني اخترت كفلاح استقباله بوصفه ضيفا علي في بيتي..وبالفعل استقبلته عند قدومه في المطار ثم تركته ولم اهتم بمتابعة تحركاته ولا حتي وداعه عند سفره..من ناحية تانية إحنا مش مملكة عشان نقبل بالتوريث ولا أظن أن الشعب كان سيسمح بالتوريث حتي لو لم تكن هناك ثورة يناير، وأري أن الأمور لو سارت في مسارها السابق لكانت ثورة يناير تأجلت إلي موعد انتخابات الرئاسة القادمة..كما أن ما حدث في انتخابات مجلس الشوري ثم انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، يشبه ما نسميه في القوات المسلحة "السلوك الفاضح"..فما جري في تلك الانتخابات كان سلوكا فاضحا للنظام فيما يتعلق بالتزوير والاتجاه نحو التوريث..لكن مصر وطن يملكه شعب وليس الرئيس أيا كان..وأعجب من الذين يخرجون في مظاهرات للتعاطف مع الرئيس السابق..ألم يكن يعلم وهو يعدل المادة 76 من الدستور أنه يقصر حق الترشح للرئاسة علي نفسه ونجله فقط..ألم يكن واعيا بحجم فساد وزير مثل ابراهيم سليمان، عندما تجاهل كل الاتهامات ضده بل وأعطاه وساما..ألم يكن لديه خبر بأراضي الدولة علي الطريق الصحراوي وغيره..والتي تم توزيعها وبيعها بتراب الفلوس لتتحول إلي منتجعات تباع بالمليارات..إذن ما حدث في يوم 25 يناير من ثورة هو نتاج لكل هذا الضغط، وما حدث صحح أوضاعا مغلوطة، كما أصبح "بعبع" لأي رئيس او مسئول قادم حتي لا يسير علي الطريق الخطأ أو "يمشي وحش"..وأي رئيس أو حكومة قادمة ستضع في اعتبارها أن هذا الشعب لم يعد نائما، وأنه علي استعداد ليعيد ثورته مرة أخري إذا وجد من يلعب بمقدراته.
ألم تلتق أحدا من عائلة الرئيس السابق أبدا.؟
التقيت منير ثابت صهر مبارك في نادي هليوبوليس ذات مرة وجري بيننا تعارف، ثم فوجئت به يطلبني لاقتراح عمل مشروع في مطروح، طالبا منحه قطعة أرض كبيرة، وبعد أخذ ورد تبين لي أنه يتعامل باعتباره شقيق حرم الرئيس، فكان يطلب أشياء مستحيلة مثل إغلاق طريق رئيسي لخدمة مشروعه، فرفضت بحسم، فما كان منه إلا أن قاطعني تماما، ولم يعد لطلب استكمال المشروع.
هل أثر ذلك علي تعاملك مع الرئيس وأنت علي رأس محافظة مهمة؟
بعد اختياري محافظا لمطروح جاء مبارك لزيارة مطروح وسألني "هتعمل إيه"..فرديت: مش هاعمل حاجة غير بمساعدتك..فرد بكلمة واحدة"طيب".. ثم انصرف.. ولم تدر بيننا أحاديث ذات شأن.. وفي الاسبوع التالي أرسل إلي عاطف عبيد ومعه عدد من الوزراء..وأذكر أنني دعوتهم لغداء فاقترحوا علي تناول الغداء في مزرعة النائب بلال وكنت جديدا علي المحافظة، فذهبت بهم إلي هناك، وفوجئت بمشهد غريب.. حيث رأيت هذا النائب يناول عبيد قطع اللحم في فمه يطعمه بيديه، وهو يقول"ما تخليهم 5 آلاف يا دكتور عاطف"..وعرفت أن يوسف والي كان خصص له مساحة 3500 فدان وانه يريد زيادتها إلي خمسة آلاف فدان، فنهرته أمام الجميع وقلت له" اسكت ياراجل انت".
علمت أن جهات التحقيق طلبت شهادتك مؤخرا حول قضية فساد واحد من أصهار الرئيس السابق؟
نعم..استدعيت للشهادة حول موضوع تخصيص مئات الأفدنة لرجل الأعمال محمود الجمال بعد خروجي من المحافظة، والتي اشتراها من إحدي الجمعيات فضلا عن ست قطع من جمعيات أخري..وقلت إن عقود تلك القطع غير قانوينة وواجبة الفسخ فورا..وطريقة الشراء عبر جهات متعددة واحدة من طرق التلاعب التي منعتها تماما، حيث قصرت منح عقود الأراضي علي المحافظة فقط لمنع التلاعب بشراء من جمعية أو نقابة ثم الشراء من المشتري، مما يسهل عملية الاستيلاء علي أراضي الدولة ونهبها..كما حظرت منح المتقدم حق عمل تخصيص قطع كثيرة بدعوي عمل مشاريع عليها، فإذا طلب ست قطع أمنحه قطعتين فقط لضمان الجدية وأقول له اعمل مشروع علي دول الأول وبعدين نمنحك غيرها.. لذا لم يوجد في عهدي عقد باطل واحد او قضية تسهيل للتربح بأراضي الدولة، وجميع عقود الأراضي التي تمت في عهدي كانت عقود تخصيص بغرض البيع حين انتهاء المستثمر من المشروع، لأني كنت أؤمن بأنه لاتوجد" تنمية منتجعية".. فالتنمية لابد أن تكون "مجتمعية".. بمعني خلق فرص عمل لأبناء المحافظة داخل هذه المشروعات التي تنشأ بمعرفة المحافظة، لذا اشترطت علي المستثمرين أن تستغل نسبة 50% من مساحة الأرض في عمل فندق حتي يكون عدد الغرف بالمشروع يعادل منتجعا كاملا.. لأن طاقة تشغيل الأفراد تعادل من ثلاثة إلي أربعة أفراد لكل غرفة، مما يعني ان فندقا به 100 غرفة يكفي لتشغيل 400 من الشباب..لذا كان لدينا مدرسة فندقية في مطروح..كما كان أمثال الجمال وابراهيم كامل ومنصور عامر سواء بسواء كأي مواطن عندي..ويعلم الجميع في السلطة وفي المحافظة أن محمد الشحات لم يأخذ سنتيمترا واحدا في مطروح او غيرها سواء عندما كنت في الخدمة أو بعدها.
كنت علي رأس المحافظة الوحيدة التي لم تشهد أزمة خبز في عهد النظام السابق..كيف واجهت هذه الأزمة؟
تعلم أن لدينا عمالة زائدة في موظفي الحكومة..لذا انتهزت الفرصة وكلفت عددا من هؤلاء الموظفين بمراقبة المخابز بطريقة خاصة.
كيف؟
وضعت موظفا واحدا عند كل مخبز مقابل 100 جنيه مكافأة فوق راتبه الشهري، علي ان يقوم بتسلم حصة الدقيق الواردة للمخبز، ثم يقوم بفتح أجولة الحصة بالسكين في موقع الاستلام ورمي محتواها من الدقيق في عجانة الفرن وسكب المياه عليها، ليستحيل علي أصحاب المخابز تخزين الحصص وبيعها فيما بعد بالسوق السوداء مما كان يخلق تلك الأزمة..ويوريني صاحب الفرن بعد كدا هيبيع الدقيق بره ازاي.!
وماذا عن دور أبناء المسئولين المحبوسين حاليا في عمليات الاستيلاء علي أراضي الدولة؟
كلمني مرة أشرف نجل صفوت الشريف وكان عاوز يأخد 500 فدان علي الشاطئ مباشرة فقلت له يا أشرف النظام عندنا أنك تقدم مشروع بدراسة جدوي ثم ننظر في الملاءة المالية لك وسابقة الأعمال في مجال المشروع..وإذا تم إجازتك من اللجنة الابتدائية ثم اللجنة العليا نعطيك عقد انتفاع بالأرض لكن مفيش بيع..(وهنا يضحك الفريق الشحات متذكرا رد نجل رئيس مجلس الشوري المحبوس) فقال أشرف"طيب يا أونكل ينفع تديني الأرض والسنة الجاية أجيب دراسة الجدوي" فقلت له لأ طبعا لما تبقي أرض ابويا هاديهالك.
وهل تعرضت لمواقف مماثلة من أنجال واقارب مسئولين آخرين؟
في الحقيقة..لأ، لأنهم كانوا عارفيني ولم يكونوا يفضلون الاقتراب مني في هذه المسائل، خوفا من رد فعلي..وسأحكي لك واقعة كي تدرك سبب عدم اقترابهم مني..ذات مرة عينت 150 مدرسا للغة الإنجليزية في عهد وزير التعليم حسين كامل بهاء الدين، لوجود عجز في هذا التخصص وخاصة بين أبناء المحافظة، حيث كنت أمنع تعيين أبناء المحافظات الأخري لغير الحاجة، وكنت أشترط عند تعيين أحد من الخارج ان يواصل العمل داخل مطروح لمدة خمس سنوات.. ثم فوجئت أن الوزير قرر نقل احد هؤلاء المدرسين من الخارج إلي محافظته الوادي الجديد بالمخالفة لهذا الشرط ودون علمي..حيث جاءني مدير التعليم ليبلغني بالقرار..فطلبت الوزير وأبلغته بأن قرار النقل لا يصح في ظل قراري بمنع النقل قبل خمس سنوات، كما أني لا أستطيع استثناء أحد دون فتح الباب للموظفين الآخرين..وقلت له لو زملاؤه طلبوا النقل أسوة بهذا المدرس هاقعد انا ادرس للعيال، أقول للناس التانية إيه !..فرد قائلا"قل لهم الوزير هو اللي نقله"فغضبت وقلت له" لست بهذا الضعف والمدرس لن ينفذ النقل"وبالفعل ألغيت قرار الوزير.
كما أذكر واقعة طريفة أخري في هذا الإطار..حينما عرض عبدالسلام المحجوب محافظ الإسكندرية السابق علي عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق في اجتماع لمجلس المحافظين بيع قصور الإسكندرية لرجال أعمال عرب لاستغلالها كفنادق..فطلبت الكلمة فبادر لسؤالي "إيه رأيك"فأجبت علي الفور: تبقي خيانة..لأن الناس دول يذلون أبناءنا بسبب الشعور بالنقص تجاه الشعب المصري، كلما تذكروا التكية التي أنشأناها لهم علي أرضهم..فكيف آتي أنا وأبيع لهم تراث هذا الشعب..وقد أسر المحجوب هذا الموقف في صدره، ورده بتشفي بعد قرار إقالتي حيث كان أول من أبلغني الخبر واتصل بي ليلا وعندما رفعت سماعة التليفون سمعته يقول"مبروك يا سيادة الفريق" فسألته مبروك علي إيه..فأجاب"انت قعدت في البيت".
وكيف تفسر تضخم ثروات كبار المسئولين وعائلاتهم في عهد النظام السابق؟
انت تخاف الله، لأن هناك جنة ونار، اي لوجود ثواب وعقاب، وهؤلاء لم يكن هناك من يحاسبهم..(ضاحكا) والمثل بيقول"اللي يلاقي الدلع ومايدلعش يبقي غلطان"..وإلا فكيف نفسر حصول شخص مثل اللواء حسنين محمد حسنين وكيل المخابرات العامة السابق علي 22 فيلا في مارينا يؤجر الواحدة منها في اليوم مقابل 10 آلاف جنيه.. من أين له هذا وهو ضابط بسيط..رغم أن الإسنان لا يستطيع ملء بطنه بما يزيد علي حاجته من الطعام..وأحد الشباب سألني إيه الفرق بين المليار والخمسين مليار فقلت له لا دا هينصرف ولا دا هينصرف لأننا هنموت قبل ما نصرفه وهنسيبه لمن يبعثره.."ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب".
حدثنا عن شهادتك الخاصة علي دور بعض القادة في حرب أكتوبر حيث كنت واحدا من قادتها وأبطالها..
كنت قائدا لكتيبة صواريخ مسئولة في منطقة التبين..والحقيقة لدي شهادة للتاريخ حول ما جري في ثغرة الدفرسوار..التي أحدثت شرخا في حائط الصواريخ..فبعد تحقيقات حول ما حدث بعد أن صرت قائدا للدفاع الجوي، تبين أن الدفاع الجوي أبلغ عن تسلل دبابات العدو وعبورها القناة ليلا..لكن هذا البلاغ قوبل باستخفاف من رئاسة الأركان، وتشهد الوقائع علي الأرض أن كتائب الصواريخ لم تضرب من الجو بالمقاتلات الإسرائيلية، وإنما ضربت بالدبابات التي عبرت في الثغرة ودخلت في مواجهة مباشرة مع قوات الدفاع الجوي، غير المؤهلة للتعامل مع اهداف ارضية بالمرة..بعد أن جري سحب وحدات المشاة التي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.