بعد الزلزال العنيف الذي ضرب شمال شرق اليابان.. قامت شركة 'نيسان لصناعة السيارات بتعليق عمليات انتاج سياراتها بمصنعيها في توتشيجي وايواكي في اليابان لعدة أيام. وتقع توتشيجي بشمال غرب طوكيو في حين تقع ايواكي في شمال اليابان. وأضافت شركة صناعة السيارات أن العمليات بمصانعها في أوباما وكيوشو ويوكوهاما ستتوقف لبضعة أيام. وكانت ''نيسان'' قد أنتجت 81 ألفا و851 سيارة في اليابان في يناير الماضي أي ما يعادل 22 % من إنتاجها من السيارات. من ناحية أخري من المُعتقد تأثر العديد من أسواق السيارات العالمية بزلزال اليابان وحتي الدول التي تقوم بتصنيع السيارات خارج اليابان حيث تقوم هذه الدول باستيراد قطع الغيار ومكونات التصنيع من اليابان. كان الزلزال القوي الذي ضرب اليابان يوم الجمعة الماضي قد تسبب في تعطيل صادرات السيارات اليابانية وقطع الغيار إلي الخارج مع تسبب تسونامي في إغلاق الموانئ الرئيسية، حيث قال محللون إنه إذا ظلت الموانئ مغلقة لفترة طويلة فإن صادرات السيارات اليابانية، وخصوصا إلي أمريكا الشمالية، قد تتعطل. وقال دينيس فيراج رئيس مجموعة استشارات السيارات «إنه وضع سيئ للغاية». وأضاف «اليابان لديها موانئ ممتازة لكنها ستركز علي العمليات المرتبطة بجهود الإنقاذ»، متوقعا أن تتأثر أيضا مصانع السيارات في أمريكا الشمالية إذا تعطلت شحنات أجزاء السيارات. من جهة أخري ، أعلنت شركة هوندا أنها أوقفت كافة عمليات الإنتاج في اليابان حتي 20 مارس الجاري علي الأقل. من جهة أخري ذكرت وكالة الانباء اليابانية «كيودو» أن شركة تويوتا أغلقت مصانعها البالغ عددها 12 مصنعاً في اليابان، بما فيها مصانع قطع السيارات. وفي نفس الوقت قامت سوزوكي بتعليق العمل في مصنعين تابعين لها باليابان بينما قامت سوبارو بوقف العمل بمصانعها لعدة أيام. ولم يتوقف التأثير السلبي علي مجرد إنتاج الشركات اليابانية من السيارات في مصانعها هناك، حيث ستتأثر بعض الشركات المسئولة عن تجميع السيارات اليابانية في مناطق مختلفة من العالم بنقص قطع الغيار التي تأتي نسبة كبيرة منها من المصانع اليابانية. في الواقع جاء توقف بعض المصانع اليابانية نتيجة للأضرار التي أصابتها من جراء الزلزال وتوقف البعض الأخر في المناطق البعيدة عن موقع الزلزال والمد البحري نتيجة لانقطاع الكهرباء ضمن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليابانية لتوفير الطاقة بعد إغلاق عدد من المفاعلات النووية أضف إلي ذلك الدمار الذي أصاب شبكات الطرق والسكك الحديدية الأمر الذي مد أثار الزلزال إلي مصانع مكونات السيارات في مختلف أنحاء اليابان. ربما المشكلة التي تواجه صناعة السيارات في أنحاء العالم هو أن تلك الشركات لم تكن تورد للمصانع في أوروبا وأمريكا وأسيا مكونات للسيارات اليابانية فقط بل للسيارات الأخري بما في ذلك السيارات الأمريكية والأوروبية. وإن لم يكن لدي تلك الشركات موردين آخرين لقطع الغيار والمكونات، فحتما سيتأثر الإنتاج لفترة من الزمن. ولو نظرنا لوضع الشركات اليابانية لوجدنا أن خسائرها من الزلزال ضخمة. فلدي تويوتا مصنعين في المناطق المتأثرة بالزلزال ينتجا موديلات ياريس وسيون xD وxB . ومع توقف إنتاج مصانع الشركة لأيام، تعطل هذا الإنتاج بحوالي 40 ألف سيارة، بينما بلغت نسبة توقف إنتاج تويوتا عالمياً حوالي 45%. أما نيسان فمشكلتها أعمق، حيث قالت الشركة أن 6 من مصانعها في اليابان تعرضت لأضرار في المنشآت أو المعدات نتيجة الزلزال بما في ذلك مصنع أوباما الذي ينتج موديل ليف الكهربي الجديد. وعلاوة علي ذلك تعرضت أكثر من 2300 سيارة نيسان وانفنيتي للدمار نتيجة موجات المد البحري التي أعقبت الزلزال منها 1300 سيارة في ميناء هيتاشي كانت متجهة إلي السوق الأمريكي. أما هوندا، فقالت أنها أغلقت مركزاً للأبحاث والتطوير بعد أن انهار جدار بأحد مبانيه أسفر عن مصرع عامل بالمركز. وبالطبع كانت الخسائر تقدر بعشرات الآلاف من السيارات نتيجة توقف الإنتاج. ربما أقل الشركات تضرراً من الزلزال كانتا سوزوكي وميتسوبيشي خاصة وأن مصانع كلاهما تقع في مناطق بعيدة عن شمال اليابان وإن كانت كلتا الشركتين قد أغلقتا مصانعهما نتيجة الزلزال. وعلي صعيد رياضة سباقات السيارات، تم الإعلان عن تأجيل سباق الجائزة الكبري اليابانية ضمن موسم الفورميلا-1 لعام 2011 بسبب تصدع الطرق المدية إلي طوكيو وبعض أجزاء حلبة السباق. وكان المقرر انطلاق السباق في 24 أبريل المقبل. بشكل عام، لا تزال أوساط صناعة السيارات تراقب الوضع في اليابان عن كثب وإن كانت نبرة التشاؤم تغلب علي الجميع اليوم مع تعقد الموقف اقتصادياً واجتماعياً وبيئيا في اليابان التي تتعرض حالياً لأخطر كارثة تحل بها منذ الحرب العالمية الثانية.