· الفساد امتدت أذرعه الخبيثة إلي كل شبر في مصر.. والموافقة علي التعديلات الدستورية تنال من الثورة وتؤخرنا للوراء · سماسرة الأزمات أخطر ما يهدد الثورة وهم تربية إعلام النظام الديكتاتوري الفاسد بحكم ما تتميز به من خلفية ثقافية وسياسية حذرت الفنانة «رغدة» من سماسرة الأزمات وما اعتبرتهم ذيول النظام البائد. «رغدة» قالت في حوارها مع «صوت الأمة» إن هناك من يحاول العبث بمقدرات الشعب المصري وارادته التي فرضت العديد من المتغيرات ليس في مصر وحدها، بل في الوطن العربي. وطالبت رغدة الجميع بالتماسك وعدم رفض الآخر حتي تتحقق أهداف الثورة، مشيرة إلي أن الفساد سوف يتلاشي يوماً بعد يوم كيف ترين المشهد الآن؟ - احذر من سماسرة الأزمات.. فهم أخطر ما قد يهدد الثورة، فلكل ثورة ايجابياتها وسلبياتها، ونحن نعيشهما معاً في الوقت الراهن فمازلنا نري من يركبون الموجة ويبحثون عن استغلال الفرص ويبحثون عن مكان بعد حالة من التملق والنفاق يعيشها هؤلاء الآن ويكرسون لها كل السبل.. فهناك من تحرر من قيود النظام وهناك من لم يستطع مثل الاعلام الحكومي الذي لايزال عاجزاً عن تحقيق مبدأ الشفافية في تناول قضاياه ولكني التمس لهؤلاء العذر لأن الحال الآن غريب علينا. وأضف لهذا إنهم «تربية» اعلام النظام الديكتاتوري الفاسد ولكنهم يوم بعد الآخر سيتخلصون من هذا، ويمارسون الاعلام الحر. كيف وجدت «رغدة» الفساد داخل الحقل الفني؟ - الفساد امتدت أذرعه الخبيثة إلي كل شبر في مصر بما فيها الحياة الفنية أيضاً.. فأنا واحدة من الناس الموضوع تحتهم خطوط حمراء كثيرة منذ قضيتي مع عبدالرحمن حافظ بعد أن رفضت دفع «اتاوة» جبرية تفرض علي كل فنان يقوم بعمل فني وشعارهم في هذا «نفع واستنفع» فاذا كانت الفنانة تريد أن تعمل فيكتب العقد برقم ويصلها رقم آخر وكله «من تحت الترابيزة» ومازالت مدينة الانتاج الاعلامي هي الحصن الحصين لهذا الفساد، فالذين يتحدثون عن قطاع الانتاج أقول لهم إن هذا القطاع لا يمثل نقطة في بحر من فساد المدينة ولو فتحوا ملفات المدينة سيجدون رائحة عفن شديدة، ومازال ذيول النظام القديم هناك، ويارب «يغوروا» كلهم علشان ننضف بقي.. كده كفاية. قمت بالتصويت عبر الانترنت لصالح التعديلات الدستورية، الا ترين أنها مجحفة للثورة وما كانت تنادي به؟ - علي العكس تماماً.. فأنا ضد هذه التعديلات لأنها تنال من الثورة وتؤخرنا أو تحول اتجاهنا إلي الخلف مرة أخري، فالدستور سقط بسقوط النظام.. فمعني سقوط النظام هو سقوط دستور لا يرضاه الشعب. فما معني أن يخلع الرئيس ويبقي الدستور الذي كان يمشي بمنهجية هذا الرئيس لهذا كنت من أوائل من صوتوا ضد هذا العبث بمقدرات الشعب.. فنحن نريد ديمقراطية حقيقية وليست الديمقراطية التي تنادي بها الأحزاب العاجزة حتي الآن عن تحقيق الديمقراطية داخلها وعدم تداول الكراسي فما معني أن يجلس الرئيس بالحزب عشرين وثلاثين سنة، فهذه هي ديمقراطية تزاوج المال بالسياسة التي لا نرتضيها. هناك من المنافقين داخل الوسط الفني والاعلامي من ركب الموجة واصبح من أهم رموز الثورة وأصبحوا يرفعون شعار «سفينة نوح للخلاص» كيف تجدين هؤلاء؟ - كل واحد وله حرية التعبير عما يريد.. فإذا كانت مبادئ الثورة هي الديمقراطية فهذه هي الديمقراطية، الرأي والرأي الآخر.. الاختلاف ولكل واحد مايري المهم أن نتحد، فأنا ضد الانشقاق أو فكرة المؤامرة أو التخوين فكلنا شركاء في هذا الوطن ومصر في كل لحظة تدخل مرحلة جديدة من الديمقراطية والاستقرار وهذا ما نريد الحفاظ عليه دائما.