· ضابط الشرطة قال لأهل الضحية: «أعمل لكم إيه» ومدير الأمن رفض القبض علي المتهم غاب الأمن..فاستشهد أحمد صلاح شينكو بقرية توشكي.. واشتعلت النوبة وحمل ابناؤها السلاح.. هذا مجمل الحادث الأليم الذي راح ضحيته شاب لم يتجاوز عمره ال19 عاما بعد أن اغتالته رصاصات بلطجية زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والذين يعملون بأرض استولي عليها بوادي النقرة بالقرب من القري النوبية. الشاب القتيل هو الشقيق الأوسط لأخوين وهو يدرس بالفرقة الأولي بكلية تجارة بجامعة جنوبالوادي وبدأت مأساته مساء الأحد الماضي عندما كان أحمد وشهرته «داني» يقف مع أقاربه وأصدقائه علي مشارف قرية توشكي غرب إحدي القري النوبية التي تبعد عن مركز «كوم أمبو» ب15 كيلو وعن قرية توشكي ب500 متر ووقع الحادث في الساعة الحادية عشر ليلا عندما كان شباب القرية يقفون في اللجان الشعبية أمام الكوبري المؤدي إلي القرية مباشرة وكانوا يهدفون لمنع هجوم البلطجية الذين أتي بهم زكريا عزمي للعمل بأرضه حيث يعمل هؤلاء البلطجية في تهريب المخدرات والسلاح إلي السودان عن طريق اختراق منطقة وادي خربت التي تبعد عن توشكي غرب بأقل من كيلو. أثناء وقوف الشباب لحماية القرية تلقوا اتصالا من زملائهم في قرية توشكي شرق بوجود سيارة نصف نقل يستقلها ثلاثة أشخاص يحملون رشاشات وطلبوا منهم اعتراض طريق البلطجية الذين يتجهون لمهاجمتهم وما أن اقتربت السيارة من الشباب الذين اكتفوا بحمل العصا والطوب حتي قاموا بفتح الرشاشات عليهم مما دفعهم للاختباء في تلك اللحظة فأصيب أحمد برصاصة في ظهره لم يشعر بها إلي أن سقط علي الأرض أثر حدوث «تنميل» في قدمه فتشبث بصديقه طالبا منه عدم تركه فأسرع شباب القرية بالعودة تحت وابل من الرصاص ليحملوا أحمد في الوقت الذي فر فيه الجناه باتجاه وادي خربت وقبل أن يصل أحمد إلي مستشفي كوم أمبو كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة. وعقب استشهاد أحمد أسرع الشباب لابلاغ مركز الشرطة بالقرية إلا أن رئيس المباحث رد قائلا: «أعمل لكم إيه» وهو ما أشعل الموقف في كل القري النوبية التي أسرعت بالهجوم علي مركز الشرطة واستولوا علي السلاح ليدافعوا به عن أنفسهم طالما أن السلاح موجود وضباط الشرطة يرفضون مساعدتهم ، الغريب أن شباب القرية قاموا بعمل تحريات عن مرتكب الحادث وتوصلوا إلي أن المتهم من منطقة تسمي نجع الخفية بجوار قرية الصديقية بكوم أمبو وقدموا هذه التحريات للأمن إلا أن مدير الأمن رد قائلا: إن هناك صعوبة في القبض علي المتهم الآن نظرا لخوف الشرطة من الأهالي وهو ما زاد من اشتعال الموقف لتتحول قري النوبة لثكنات عسكرية بعد أن أغلق كل شباب القري حدد قراهم ببناء بوابات حديدية ضخمة يمنعون خلالها مرور أي أشخاص يحملون السلاح في انتظار أي هجوم جديد، كما قام الشباب النوبي بعمل قنابل مولوتوف للدفاع عن أنفسهم اضافة إلي قيام كل قري النوبة بتجميع معلومات أكثر عن المتهم وهوما سيهدد باشعال معارك بالاسلحة بين النوبيين والصعايدة الموجودين بجوارهم إذا لم يتم القبض علي المتهم بأسرع وقت ممكن.