عندما تقرأ رواية "1919 " للكاتب احمد مراد تشعروأن الزمن لم يتغير ، الأحداث التاريخية مشابهة تماماً لما يحدث الآن ، نفس الثورة التي لم تكتمل ، شوهت أبطالها ، ثورة تدخلت فيها المصالح والمؤامرات، شباب ضحي بنفسه وحياته من أجل إيمانه بوطنه ، وخائنين حاولوا تشويه سمعة الشرفاء الذين نادو بالحرية والعدالة الأجتماعية ، التخوين والشك الذي سكن عقول الكثيرين ،الأحداث متشابهة لكن الأحتلال مختلف . نجح احمد مراد أن ينقلنا إلي حقبة تاريخية تعود إلي ثورة 1919 ومقاومة سعد زغلول ومعاناته ضد الأنجليز ، قصة حزب الوفد وصموده أمام الأعتقالات والنفي لزعمائه ، تشكيله لمنظمة مقاومة سرية تقوم بأعمال فدائية من أجل الوطن ، إجتماعتهم السرية اسفل مقهي " ريش " ومقهي " متاتيا " تخلل الأحداث التاريخية قصة حب بين أحمد كيره خريج كلية الطب والعضو الأساسي في منظمة المقاومة السرية المسماه " اليد السوداء " وبين نازلي سليلة الحسب والنسب ، والدها عبد الرحيم باشا صبري ، كان محافظا في ذلك الوقت قبل ان يضحي بحب ابنته من احمد كيره في سبيل الزواج من السلطان "فؤاد " عين بعد ذالك رئس وزراء . استطاع احمد مراد سرد الأحداث بدقة ومهارة ناتجة من البحث الدقيق لهذه الحقبة التاريخية وإستخدام ابطال حقيقين بأسمائهم ، وظفهم في ملحمة شعرية ما بين العامية والفصحي ، فتعود معه إلي هذا الزمن الذي عبر عنه بأسلوب ادبي جذاب . الرواية تقع فى، 447 صفحة، وهى صادرة عن دار "الشروق"، وكتب لها الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق كلمة الغلاف، "سيخطتفك فيها أحمد مراد فى آلة زمن ليهبط بك فى حقبة تغلى فيها القاهرة بالأحداث"... "شخصيات عديدة سوف تتعاطف معها أو تمقتها، أو تفعل الشيئين بلا تحفظ، بحوار مفعم بالحيوية حتى لتوشك على سماعه يتردد فى أذنك، وتفاصيل تاريخية مضنية ودقيقة، سوف تدرك أن البعض ما زال مصرا على الجدية والاتقان"