هي فنانة مثيرة للجدل تختفي كثيراً ولكنها عندما تعود تشعرك أنها لم تغب يوما .. هي الفنانة رغدة او بلقيس كما اختارت هي ان تعود بشخصية هذه الملكة التي لا تقل هي الأخري اثارة للجدل فهي شغلت أذهان المفسرين والمؤرخين والباحثين وألهمت الشعراء والأدباء واحتلت مكانا بارزا في العديد من الأعمال الفنية التي قدمت منذ أقدم العصور وحتي الآن ولأنها اقتحمت تراث معظم شعوب العالم بصفتها مثال الجمال والحكمة والسلطان اختارتها رغدة لتعود بها من جديد إلي خشبة المسرح القومي وفي حديثها ل"صوت الأمة" قالت عنها: كنت بصدد الدخول في أكثر من مشروع سينمائي وتليفزيوني ولكني أجلتها جميعا عندما علمت أن مشروع بلقيس سيري النور اخيراً فقد عرض علي بعد أن أنهي الكاتب محفوظ عبد الرحمن كتابة النص المسرحي ولكنه ظل حبيس الأدراج لمدة 6 سنوات وما ان وافق المسرح القومي علي إنتاجه أجلت كل العروض لأنني في حالة انتظار لبلقيس منذ سنوات وليس، كما أشيع أن هناك فنانات أخريات كن مرشحات لهذا الدور ويكفيني شهادة مخرج العرض أحمد عبدالحليم والمؤلف الكبير محفوظ عبدالرحمن بأنني كنت الترشيح الأول للدور لأنني الأنسب من الناحية الشكلية والصفات الشخصية من حيث القوة والجمال وهذا أبلغ رد علي مثيري الشائعات . - كيف كان استعدادك لأداء شخصية بلقيس؟ شخصية بلقيس بها من التفاصيل الكثيرة التي من الممكن الحديث عنها ولقد بحثت عن تلك السيدة العظيمة في كتب التاريخ وكيف كانت علاقتها بالآخرين وكيف تناولتها الرؤي المختلفة وعن طبيعة العصر أنذاك كما ان النص المسرحي لم يتعرض لزاوية بلقيس من الناحية الدينية ، فصحيح أنها ذكرت في جميع الكتب السماوية وكانت قصتها مع سيدنا سليمان من أكثر قصص الانبياء تداولا لكننا نتعرض لها من الناحية الاجتماعية والسياسية بصفتها من أقوي الملكات التي عرفها التاريخ الإنساني فهي شخصية قوية ضحت بنفسها من أجل وطنها. وبالطبع تستعرض المسرحية الكثير من تفاصيل حياتها الشخصية كامرأة بعيداً عن كونها سيدة فدائية لنقول إن المرأة مهما بلغت من قوة ومنصب فهي بلاشك امرأة تحتاج إلي رجل تشعر بالحماية والأمان معه. - وهل العرض سيحتوي علي بعض الاسقاطات السياسية والإجتماعية ليوكب ما نمر به من أحداث؟ -بالتأكيد فلا يخلو اي عمل فني جاد من إسقاطات فهي اشكالية لابد من طرحها حتي نأخذ من التاريخ مسرحاً لأحداث تلتقي وواقعنا في العديد من النقاط ففكرة القهر والإستبداد تيمة تصلح لكل الأوقات وهي التيمة التي يدور حولها العرض فقد استغل المؤلف المناخ الأسطوري ليقدم عملاً مرتبطاً بالواقع المعاش في بلادنا. الفكرة الأساسية التي كانت تلح علي هي أن الإنسان أقوي من كل الظروف ، إلا إذا لم يصدق أو يقتنع بذلك نحن فقط نستسلم لوهم أن الآخرين أقوي وأننا أضعف. والعرض يقدم مجموعة مقهورة يتم دفعهم للسفر لمكان لا يريدون الوصول إليه إذ أنهم مجبرون علي الذهاب لخطبة الأميرة للملك رغم أنفها ، وهي مرغمة علي الزواج ورغم ذلك ينتصر العمل في النهاية لإرادة الإنسان .