عندما وقف الرئيس زين العابدين بن علي قبل أن يصبح خالي شغل وقاعد مستني مكتب العمل أمام شاشات التليفزيون، وأطلق أشهر نكتة في القرن الحادي والعشرين، ولا الحاج محمد جحا في زمانه، وقال بثقة شديدة وكأن ربنا نور بصيرته فجأة، خلاص يا أخوانا.. فهمتكوا.. فهمتكوا لم يكن يعرف ياضنايا، أن هذه النكتة التي جعلت الدنيا بحالها تموت علي روحها من الضحك، سوف تجعله يحمل لقب رئيس سابق، ويضرب نفسه بالبراطيش أنه فهم وياريته كان فضل علي عماه، بدل ما هو قاعد يدور علي أي حتة يريح فيها الجتة، حتي لو كانت شقة مفروشة، أو بالإيجار الجديد بس يكون مهاود شوية، وكل السماسرة يهربون منه، لأنهم مش عاوزين شبهة، وكل شوية البوليس ينطلهم. السيد السند الرئيس السابق الباحث عن أي وظيفة حاليا بس مش لاقي كفيل لم يفهم إلا بعد أكثر من ربع قرن؟!! ووبعد أن خربت مالطة، وكأنه جاله هاتف من المنام لابس أخضر في أخضر، وقاله قوم يازين تونس مابقتش خضرة، بقت تركواز، فهب مذعوراً، لكن الوقت كان قد فات، فركب الطيارة وفلسع وسابها تولع، المهم يلم القرشين بتوعه اللي كان مشغلهم في السوق، وهو يغني.. طار في الهوا شاشي.. وأنت ماتدراشي.. ياجدع.. بينما يهتف الشعب في الشوارع.. إذا الشعب يوماً أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر، ولابد لابن علي أن ينجلي.. ويضربله نفسين وينجلي. والحقيقة المرة.. أن كل الحكام العرب لايفهمون إلا بعد أن يسقط العرش في بحيرة الرمال، ويبدأون في البحث عن أي راجل جدع يوافق يقعدهم عنده، بعد أن تخلي عنهم الاتباع والخصيان واللصوص والقتلة، كل واحد فيهم يحلف علي المصحف أنه ولي من أولياء الله الصالحين، وأن شعبه المسطول، يقدم له النذور كل طلعة شمس، ويغنون له في المساء.. خليك هنا يارئيس.. بلاش تفارق، ده احنا من غيرك ولا حاجة، حتي تقع السلطانية من فوق دماغة، لقد أفتي مشايخ الأزهر.. أن الخروج علي الحاكم جائز شرعا إذا انتشر الفساد، ولا تعليق.. لأن العضمة كبرت وما تستحملش نومة البرش في الشتا المنيل ده، ولا حتي قلمين من المخبرين. محمد الرفاعي E-mail : [email protected]