لأسمع فيها قصيد هجاء وأظل أصفق لنداء برحيل طغاة جبناء لن أخفي فرحا وشماتة لسقوط عروش حمقاء بإرادة شعب عربي قد كتب تاريخه بإباء وهروب رئيس مفزوع من غضب جموع الشرفاء لم يلق أحداً يأويه في المدن أو في الصحراء لم يرض أحد يخفيه لم يلق سترا لعراء ينبذه البحر والجو تلفظه أرض وسماء فصار الوغد مرتعدا كجرذ يطوحه هواء يبكي يتذلل يتودد من كان يراهم غوغاء يرجو من شعبه أن يصفح يرحمه كأحد الضعفاء وأنا أتراقص في زهو لرحيل طاغية ووباء ورؤية شعب منتصر قد ثأر لكل الشهداء كم ظل المشهد يطربني شكرا يا أهل الخضراء كم عاد الأمل يداعبني أن أجد للجرح دواء أن يشفي وطني ويعافي بأيادي الشعب البيضاء غداً سأحضر أمسية لأسمع فيها قصيد هجاء ونصيحة شاعر للحاكم أن يرحل من دون دماء أن يصن بعض كرامته أن يحفظ له كبرياء يزهد في قبر ملكي بدلا أن يدفن أشلاء ويغادر وطني في عجالة لأحرر شمسا وهواء أن يأخذ من تونس عبرة فذاك مصير السفهاء مازال الأمر يدهشني كيف نظن بوجهه ماء هل سجل تاريخنا يوما حاكم عربيا ذا حياء من بعد ناصر لم يأت بطل ذو جبهة شماء هيبة ومكانة ووقار قد كان زعيم الزعماء أو جاء رئيس وطني له من أخلاق النبلاء أو ملك أمين علي شعبه يجزل له خيرا وعطاء سيظل الحاكم في وطني آلهة أرض وسماء بيوتهم قصور من عاج تعزلها مناطق خضراء قبورهم معابد ومتاحف تتحدي قدرا وفناء سيظل الحكام في وطني منطقهم كبر وغباء عهدهم جهل وظلام حكمهم كوارث وبلاء سيظل الحكام في وطني هم وآلام وشقاء سيظل الحكام وجيعة في قلوب جموع البسطاء ويظل الشعب يقاومهم يناصبهم بغضا وعداء قد صدق الشعر وأبياته وحكمة أحد الشعراء لو جاءنا حاكم تزويرا لن يرحل إلا بحذاء