من حق كل مواطن مصري .. أن يفتخر بالدكتور مجدي يعقوب.. هذا المواطن المصري الذي يعتبر علامة بارزة في مجال جراحات القلب علي المستوي العالمي .. حقق نجاحا مذهلا في هذا التخصص الدقيق وأجري 2000عملية زرع قلب .. ورغم النجاح والشهرة والصيت العلمي .. لم ينس بلده وأهلها الطيبين.. عاد إليها وذهب إلي أقصي نقطة في جنوبها.. حط رحاله عند أصحاب البشرة السمراء والقلوب البيضاء .. وهي الصفات والسمات التي يتمتع بها أهل أسوان الطيبين .. استقر دكتور مجدي يعقوب عندهم ليقيم مشروعه بأهدافه النبيلة .. وهل هناك أنبل من مشروع لمداواة أصحاب القلوب العليلة من أطفال وشيوخ وباقي الأعمار الذين لا يملكون آلاف الجنيهات التي يطلبها تجار عمليات القلوب المفتوحة!.. عبقرية اختيار المكان من جانب الدكتور مجدي لها عدة أسباب .. أولها طبيعة مناخ أسوان الجاف وهوائها النقي المناسب لأصحاب هذه الجراحات الدقيقة .. والسبب الثاني توفير الوقت وتقصير المسافة علي أهالي مدن الصعيد .. والثالث رد الجميل للمكان الذي قضي فيه الدكتور مجدي فترة من حياته اثناء دراسته الثانوية.. إذن نحن أمام تجربة مصرية رائعة لشخصية مصرية عظيمة ضربت المثل والقدوة في الإيثار ورد الجميل للبلد الذي ينتمي إليه .. وإذا كانت أسوان تشهد كل عام ظاهرة فلكية يقف أمامها العالم مبهورا .. حيث تتعامد الشمس مرتين علي وجه رمسيس الثاني في معبده في أبوسمبل.. الأولي يوم 22أكتوبر يوم ميلاده والثانية يوم 22فبراير يوم جلوسه علي العرش!.. وإذا كانت أسوان أيضا تحتضن علي أرضا أكبر مشروع اقامه المصريون في القرن العشرين وهو السد العالي . فإن مشروع دكتور مجدي يعقوب بأبعاده وأهدافه الانسانية النبيلة يعتبر في رأيي من أهم المشروعات التي اقيمت علي أرض اسوان في القرن الواحد والعشرين.. وهنا لابد أن أشيرالي محافظ الاقليم اللواء مصطفي السيد الذي نسيه الجميع في غمرة الحديث عن مشروع دكتور مجدي يعقوب! اللواءمصطفي السيد تزامن قدومه إلي اسوان مع بداية المشروع ولم يتوان عن تسخير كل الامكانيات وتقديم كل التسهيلات والدعم لاقامة المشروع.. وهو مجهود يستحق أن نقدم الشكر والتقدير للواء مصطفي السيد الذي أعرف عنه الحزم في كل الامور .. من هنا كان علي مصر أن ترد الجميل للابن البار والنبتة الطيبة ونموذج للاخلاص لوطنه وبسطاء شعبه !! كما وصفه الرئيس مبارك الدكتور مجدي يعقوب وهو يمنحه قلادة النيل العظمي في احتفال أقيم لهذا الغرض يوم الثلاثاء الماضي في رئاسة الجمهورية .. علي الجانب الآخر - هناك للأسف - من ينتمي إلي مهنة الطب وفي نفس تخصص الدكتور مجدي ولكن علي النقيض تماما!.. فإذا كان الدكتور مجدي قد تبرع من ماله الخاص لاقامة مشروع لا يهدف إلي الربح .. فان غيره استغل نفس المرض لجمع الاموال بصرف النظر عن نجاح العمليات أو فشلها! وأحد من هؤلاء يشترط الحصول علي 26ألف جنيه من المريض يقوم يتحصيلها سكرتيره الخاص قبل الدخول إلي غرفة العمليات! هذا الطبيب يجري عملياته في مستشفيين أحدهما علي النيل في منطقة الجيزة والآخر يبعد عنه مسافة بسيطة! يدخل للطبيب أربعة من المرضي لاجراء العمليات دفعة واحدة! الطبيب يكتفي بشق صدور المرضي ويترك الباقي للمساعدين والمتدربين!.. الطبيب أجري الشهر المادي عمليات قلب مفتوح لأربعة من المرضي.. توفي منهم ثلاثة والرابع دخل في غيبوبة! نعلم تماما أن الاعمار بيد الله وان كل نفس ذائقة الموت وان الموت حق وعمر الانسان محدد بالثانية .. ولكن أليس من حق أهل المريض الذي توفي علي يد الطبيب إذا حدث خطأ أو إهمال اثناء العملية أن يحصلوا علي حقوقهم! وهل يمكن لطبيب مهما أوتي من علم أو مقدرة أن يجري أربع أو ست عمليات دفعة واحدة! وهل إذا توقف القلب أو نزف المريض اثناء اجراء العملية تقع المسئولية علي من! معلوماتي الطبية المتواضعة تقول ان المريض صاحب علمية القلب المفتوح اذا توقف قلبه اثناء اجراء العملية لمدة خمس دقائق فقط يؤدي إلي تدمير خلايا المخ! واذا ماتت خلايا المخ انتهي المريض تماما حتي لو ظل يتنفس تنفسا صناعيا بضعة أيام! خلاصة القول من يحاسب الطبيب علي خطأه أو إهماله! قطعا هناك طريقان أولهما اللجوء إلي نقابة الاطباء لمحاسبة الطبيب وإذا كان البعض قد قال لي إن فلانا علي رأسه ريشة ومستور ولا يمكن محاسبته! وعندما قلت ذلك لنقيب الاطباء الرجل الرائع الدكتور حمدي السيد أكد لي أن أي طبيب مهما علا بشأنه ليس بعيدا عن المساءلة.. الطريق الثاني هو اللجوء إلي القضاء وتسليط الاضواء إعلاميا علي هذه القضايا التي تتعلق بأرواح الناس! وقد تم بالفعل تحرير محضر في قسم العجوزة لهذا الغرض! انني اضع الحقائق كلها امام نقابة الاطباء.. واذا كنت لم اذكر اسماء المتوفين أو اسم الطبيب! فانني قد اضطر إلي ذلك مستقبلا! مرة أخري تحية للرجل العظيم دكتور مجدي يعقوب وتجربته العظيمة في اسوان .. في مقابل البعض الذي حول غرفة العمليات إلي مجرز آلي بسبب الجشع وحب المال! نجاح الصاوي