نجحت وزارة الخارجية خلال الفترة الماضية في انجاز العديد الملفات سواء التي تخص الشأن المصر أو العربي، فقد نجحت وزارة الخارجية في انهاء حالة التوتر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وهذا ما ظهر في إعلان الولاياتالمتحدة تسليمها 10 طائرات هليكوبتر اباتشي هجومية لمصر في تخفيف لتعليق للمساعدات فرض بعد الإطاحة بالمعزول. وجاءت هذه الخطوة على خلفية قرار وزير الخارجية الامريكي جون كيري بان يشهد في الكونجرس بأن مصر أوفت بالمعايير الرئيسية التي تسمح لواشنطن بالافراج عن بعض المساعدات التي جرى تعليقها العام الماضي. وقالت جين بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية إن كيري في اتصاله الهاتفي مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي "حث مصر على تنفيذ تعهداتها بالانتقال الي الديمقراطية بما في ذلك اجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، مضيفة أن كيري دعا مصر ايضا الي تخفيف القيود على حرية التعبير والاجتماع. كما توجه فهمي صباح اليوم إلى الولاياتالمتحدة في زيارة تشمل كلاً من سان فرانسيسكو والعاصمة واشنطن، حيث يجري خلالها مباحثات مع نظيره الأمريكي جون كيرى تتناول العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والملفات الإقليمية والدولية الهامة. ولم تقتصر انجازات الخارجية عند هذا الحد بل نجحت الوزارة في الضغط واقناع الدول الاوروبية والصين وروسيا والبنك الدولي بوقف تمويل سد النهضة الإثيوبي وذلك بعد رفض اثيوبيا لاي محاولات مصرية للحوار الجاد ومحاولتهم اضاعة الوقت لحين الانتهاء من اجزاء كبيرة من السد ووضع مصر امام الامر الواقع. فبعد معركة دبلوماسية شاقة نجحت مصر في استصدار قرار أوروبي روسي صيني بوقف تمويل سد النهضة الإثيوبي الذي يؤثر حال اكتماله على 20 في المائة من حصة القاهرة في مياه النيل، بجانب تجميد قروض دولية لإثيوبيا بقيمة 3.7 مليار دولار، بينها قرض صيني بمليار دولار. وذكرت مصادر دبلوماسية مصرية أن المعركة مستمرة دبلوماسيا وقانونيا ودوليا لوقف بناء السد نهائيا، وإجبار إثيوبيا على الالتزام بالخطط المتفق عليها من قبل، فالقانون الدولي للانهار الدوليى يحظر على أي منظمة دولية أو دولة، أن تساهم في تمويل أي مشروع على النهر سواء من خلال قرض أو منح أو مساعدات تضير بحقوق دول أخرى. وفي إنجاز آخر نجحت الخارجية ومنذ 30 يونيو في إقناع الدول بأن ما حدث هو ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا، وأن مصر تسير بجدية نحو تحقيق خارطة الطريق والي بدأت بصناعة دستور بجديد وسوف يتم انجاز خطوة جديدة فيها عبر الانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي سبيل اثبات نزاهية تلك الانتخابات وقعت الخارجية اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي تقضي بارسال نحو 150 مبعوث مستقل من الاتحاد الاوروبي للاشراف على الانتخابات على مستوى الجمهورية. كما تسعى الخارجية للحصول على موافقة الاتحاد الإفريقي بشأن ارسال وفد للاشراف على الانتخابات، لما لذلك من اعتراف منهم بأن ما حدث في 30 يونيو هي ثورة ولذلك فلا يوجد مبرر لتجميد عضوية مصر في الاتحاد. فقد أكد السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الخارجية، أن مجلس السلم والأمن الإفريقي، قد تطرق في اجتماعه يوم 16 إبريل الجاري إلى الانتخابات الرئاسية المصرية، وقرر مراجعة الوضع فى مصر بشكل كلى عقب إطلاعه على تقرير الوفد الإفريقي رفيع المستوى الذي قام بزيارة القاهرة مؤخراً، وحملت زيارته العديد من الرسائل الإيجابية بشأن دعم التقدم المحرز فى تنفيذ خارطة المستقبل، وأهمية عودة مصر إلى دورها الطبيعي داخل الاتحاد الإفريقي. وأوضح عبد العاطي أن الاجتماع المشار إليه عكس عدم تأييد الدول الأعضاء بالمجلس لما طرحه المسئول بإحدى إدارات مفوضية الاتحاد الإفريقي بشأن عدم جواز مشاركة من شاركوا فى التغيير الذى تم عقب ثورة 30 يونيو فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولم تتوقف النجاحات عند هذا الحد، بل استطاعت الدبلوماسية المصرية في وهذا ما ظهر في استدعاء سفراء مصر في قطر وتركيا، كما قامت الخارجية منذ بضعة ايام باستدعاء القائم بالأعمال الإيرانية في مصر وذلك اعتراضا على بعض ممارساته. كما استطاعت مصر التنسيق مع دول السعودية والبحرين والإمارات لسحب سفرائهم من دولة قطر، وذلك بعد ان قامت مصر بالفعل بسحب سفيرها بسبب مواقف قطر المعادية لمصر ومحاولاتها الدائمة للتدخل في الشأن المصري ودعم جماعة الإخوان المسلميين والتي اعتبرتها الحكومة المصرية جماعة إرهابية. وكعادة مصر أنها الدولة الرائدة في المنطقة وانها الدولة الكبرى التي تحفظ مصالح الدول العربية، فقد نجحت مصر في اتمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيين، فالقضية الفلسطينية كانت ضمن القضايا الرئيسية التي تناولها فهمي مع نظيره الأمريكي خلال الاتصالات الهاتفية العديدة بينهما، كما أنها ستكون على رأس القضايا الإقليمية التي سيتناولها مع مسئولي الإدارة وأعضاء الكونجرس البارزين خلال زيارته الحالية لأمريكا. وأكد فهمي استمرار مصر في ممارسة دورها التاريخي والقومي في مساندة الشعب الفلسطيني منوهاً بالجهود التي بذلتها عبر السنوات الماضية لإتمام عملية المصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية والتي تمخضت عن توقيع اتفاق القاهرة في مايو عام 2011، وهو ما كان محور لقاء الوزير مع عزام الأحمد قبل توجهه مع وفد فتح والفصائل الفلسطينية إلي غزة.