عندما يكون الابداع ارث جيني اصيل , ثم يقوم ذلك الجين بالإتحاد مع قاعدة " الحاجه ام الاختراع " , فالمحصلة النهائية هي مواطن مصري طبيعي جدا , هكذا هي روحه وطريقة تفكيره و تفاصيل يومه , شخصا اعتاد ان يصنع من " الفسيخ شربات " ومن الهموم نكتة , ومن مواقع التواصل الاجتماعي ثورة , ومن خاصية الهاشتاج مادة موصلة للصوت , فيسمعها رئيس الوزراء متكرما , و يحصد المواطن المصري والطفل المصري تحديدا النتائج . ولمن لا يعرف معنى الهاشتاج فهو خاصية تتيح للمهتمين بموضوع معين متابعة كل ما قيل او كتب في هذا الموضوع اذا ما قام ناشره بوضع الهاشتاج المناسب له , فمثلا اذا كنت مهتم بفاعلية معينة كمعرض الكتاب يمكنك قراءة كل ما كتب و نشر على مواقع التواصل الاجتماعي التي تدعم الخاصية كالفيسبوك و التويتر مثلا عند كبسك على الهاشتاج #معرض_الكتاب . عن اي هاشتاج اتحدث على وجه الخصوص ؟ بالطبع اتحدث هنا عن هاشتاج #اوقفوا_السبكى و #اوقفوا_افلام_السبكى والذي كانت نتيجته #شكرا_محلب . ولست هنا بصدد تحلل كل ما قيل اليوم وتناولته محطات الاذاعة والتلفاز حول ما اذا كان منع فيلم " حلاوة روح " يتعارض مع حرية الإبداع و حرية الرأي , ولا حول الاراء التي اجتمعت على ان الفيلم يحمل من الفساد الاخلاقي والاجتماعي ما قد يغرق المجتمع في فساد اعظم , ولست بصدد الحديث حول اهمية ان يكون للعمل الفني هدف اخلاقي سامي ونبيل , فانا لست من مؤيدي فكرة ان كل عمل فني لابد ان يكون له هدف او ان الاعمال الفنية يجب ان تعلي من شأن قيمة ما , ففي رأيي الخاص ان اعظم و اسمى اهداف الفن هو الترفيه في حد ذاته , ولكني اريد الحديث هنا عن نقطتين على وجه الخصوص , اما الأولى , فهي فكرة ان الفيلم موجه للكبار فقط , و انا على ثقة تامة بان النسبة الاكبر من مشاهدي الفيلم خلال فترة عرضة القصيرة كانت تحت السن القانوني , فشباك التذاكر لا يطلب هوية المشتري ليتحقق من عمره , و كلمة للكبار فقط هي اشبه ما يكون بدعوة دخول مفتوحة لصغار السن المصنوعين من الفضول الخالص , ناهيك عن ان احد ابطال الفيلم طفلا في الاساس , وعن ان كم الدعاية التي بثت على اغلب قنوات التلفاز قد شاهدها الاطفال قبل الكبار , انا مع حرية الإبداع قلبا وقالبا , ولكن قبل ان نتحدث عن الحرية يجب ان نعرف جميعا ان الحرية قيدا ومسؤولية , وقبل ان نتحدث عن الإبداع يجب ان نضع تعريفا واضحا و محددا للإبداع ومقوماته حتى نستطيع التميز والتفرقة بين الابداع و الاسفاف , وقبل ان نصنع فيلما يستهدف الكبار فقط يجب ان نمتلك الوسائل و التدابير اللازمة لحصر مشاهدي الفيلم في الكبار فقط , ففي اي دولة تحترم نفسها مشاهدة طفل لفيلم على هذه الشاكلة قد يعرض من سمح له بمشاهدته للمسائلة القانونية . اما النقطة الثانية , فهي فكرة استجابة الحكومة مشكورة للنداء الشعبي المطالب بوقف عرض الفيلم , تلك الاستجابة التي اراها امل كبير بان اصواتنا اخيرا قد وجدت من يسمعها , و نهاية , لا اجد شيء اختتم به هذا المقال انسب وابلغ من هاشتاج #شكرا_محلب . صافيناز رسلان