مابين اجتهادات صحفية حقيقية، واستسهالات مهنية لا ترقي للحرفية، حاول البعض خلالها البحث عن أي جديد بخصوص الحالة الصحية للمطرب عامر منيب، عن طريق نشر مجموعة من الأخبار والتقارير، في محاولة فاشلة لمتابعة الوضع المرضي للمطرب المصري المقيم في ألمانيا منذ ما يقرب من الثلاثة أشهر برفقة زوجته وشقيقه جمال، وما بين هذه الاجتهادات وتلك الاستسهالات، أطلت علينا خلالها مغالطات كثيرة لا حصر لها، لعل أقربها للذكر وصول عامر منيب إلي مصر بالفعل بعد رحلة علاج لألمانيا استأصل خلالها ورما حميدا علي القولون، بينما رجح البعض خباثة الورم ومرور عامر بأصعب أوقات حياته، وهو مالم يحدث علي الإطلاق، حيث يعيش منيب حالياً أفضل حالاته النفسية بعد أن أنهي كورس العلاج الذي بدأه بمجرد وصوله إلي ألمانيا، التي سافر إليها بعد نصيحة الأطباء له في مستشفي دار الفؤاد الذي دخله بعد شعوره ببعض التقلصات الشديدة في الأمعاء، وبناء عليه ذهب لإجراء بعض الفحوصات في المستشفي المذكور للاطمئنان علي حالته، والتي اكتشف الأطباء بعدها ارتفاع نسبة الكريتين في الكُلي، مما سيؤدي في المستقبل إلي فشلها في تأدية وظائفها بالشكل المطلوب، وعلي أثر تلك الفحوصات، قرر الأطباء في دار الفؤاد تركيب قسطرة له في المثانة لاستخراج الكريتين من الدم، وقد استمر تركيب القسطرة لمدة خمسة عشر يوماً، حتي اطمأن الأطباء لعودة معدلات الدم إلي طبيعتها، وعودة وظائف الكلي للعمل بدون مشاكل، وبعد ذلك كانت النصيحة الأهم له بالسفر إلي ألمانيا لوجود أفضل أطباء العالم في هذا التخصص هناك، وهو ما قام به عامر بالفعل، بعد أن أوفد شقيقه جمال للسفر إلي هناك لحجز غرفة في مستشفي برلين الجامعي، وعمل الترتيبات اللازمة، وبمجرد وصوله قرر الأطباء الألمان بدء الفحوصات الطبية اللازمة علي الفور، التي أوضحت لهم وجوب استئصال عشرة سنتيمترات من القولون لوجود التهابات خطيرة بهذا الجزء، قد تؤدي فيما بعد إلي مخاطر لا حصر لها، بل قد تضر بأجزاء أخري في الأمعاء عن طريق العدوي، وهو ما وافق عليه عامر علي الفور بشجاعة كبيرة، وفي هذه الأثناء كانت زوجة عامر بصحبته للشد من أزر زوجها في تلك الأزمة العابرة التي انتهت بنجاح استئصال الجزء المراد، وبعودة شقيقه جمال إلي مصر قبل العودة مرة أخري إلي ألمانيا للانتهاء من بعض التفاصيل المتعلقة بالحالة الصحية، وهو الوقت نفسه الذي تزامن فيه قرار الأطباء الألمان بوضع جدول زمني للعلاج يستمر قرابة الثلاثة أشهر، ويعتمد علي تناول مجموعة معينة من الأدوية لمدة شهرين، يفصل بين كل أسبوع منها تحاليل طبية شاملة لحالة ووظائف الجسم، إلي أن استقرت الحالة الصحية بالكامل ل عامر واطمأن الأطباء إلي النتيجة الإيجابية للاستئصال، وهو ما جعلهم يعجلون بالدخول في فترة النقاهة عن طريق تكثيف كورس العلاج، الذي انتهي تماماً يوم 20 نوفمبر الماضي، علي أن يبدأ عامر في المواظبة علي تناول بعض الأدوية مدي الحياة، أو الاطمئنان علي خروج القولون من حالة الضعف التي يعانيها منذ فترة أيهما أقرب ليسمح له الأطباء في النهاية باتخاذ قرار العودة إلي مصر وقتما يشاء، وهو الوقت الذي حدده عامر وعائلته يوم السبت 27 نوفمبر، بعد رحلة علاج طويلة في مستشفي برلين الجامعي، اختبر فيها صبره وصبر عائلته، وحب المعجبين له خارج الوسط الفني، وداخله، وكم كانت المكالمات التليفونية التي تلقاها من زملاء مشواره الفني كفيلة بارتفاع روحه المعنوية في مواجهة مرضه، لينهي بذلك رحلة العلاج بنجاح، عائداً إلي مصر للاستعداد من جديد لأعماله ومشاريعه الفنية المؤجلة منذ فترة.