· ترقية الضباط المشاركين في تطهيرها.. وأنباء عن تواطؤ قيادات أمنية مع بعض العائلات بعد خمس سنوات من اقتحامها يسود الهدوء قرية النخيلة التابعة لمركز ابو تيج محافظة اسيوط موطن عزت حنفي الملقب بالامبراطور ونفذ فيه وشقيقه حكم الاعدام عقب القبض عليه في حملة مكبرة بمشاركة كبار قيادات وزارة الداخلية خلال شهرمارس 2004، لتتصدر اخبار القرية اولويات وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في الداخل والخارج. وتعد قضية اولاد علي حنفي التي انتهت باعدام عزت وشقيقه حمدان وسجن 67 من افراد عائلته لفترات متفاوتة الاشهر جنائيا في القرن الماضي «صوت الأمة» تجولت لاستطلاع حال القرية التي شغلت الرأي العام قبل خمس سنوات حين كانت مرتعا للاجرام وتجارة الأسلحة وزراعة المخدرات. كان سهلا أن تلحظ- للوهلة الأولي- حالة الهدوء التي تنتاب القرية حيث الأهالي في الطرقات يمشون بلا اسلحة ودون الالتفات حولهم تحسبا لطلقات نارية قد تأتي فجأة من أي اتجاه كما كان في الماضي فقد تخلي الجميع عن التجول بأسلحتهم تحدثنا إلي الأهالي لمعرفة انطباعاتهم ومايدور نجلدهم بعد خمس سنوات من اقتحام قريتهم والقضاء علي عائلة أولاد علي حنفي. محمود سيد 28 سنة ليسانس حقوق جامعة أسيوط أكد أن القرية لم تشهد منذ اقتحامها من جانب الاجهزة الامنية مذابح ثأرية مثلما كان من قبل فقد سيطرت عليها الشرطة التي استعملت كل أساليب الضغط علي الأهالي كما أن عائلات القرية وضعت نصب أعينها ما حدث لأولاد علي حنفي لذلك انتهت المشاكل الثأرية باستثناء بعض المناوشات التي من الممكن أن تحدث من وقت لآخر ومعظمها خلافات حول تقسيم الاراضي وزراعتها ودائما ماتتدخل الشرطة بالقبض علي طرفي المشكلة التي سرعان ما ينتهي داخل مركز شرطة ابويتج بالتصالح سواء بالتراضي أو بالضغط الأمني. عز محمود 45 سنة فلاح أشار إلي مدي المعاناة التي يتعرضون لها جراء وجود نقطتي شرطة احداها بقرية النخيلة والاخري بجزيرة النخيلة والنقطة الأخيرة تم انشاؤها بمنزل حسن علي حنفي شقيق امبراطور النخيلة وبها قوة أمنية قوامها 3 ضباط و8 عساكر أمن مركزي، وأكد عز علي أن أي مشكلة تحدث بالقرية تواجه بعنف من جانب الشرطة التي وصفها قائلا: زي ما يكون فيه تار بايت بيننا وبينها فهي تتعامل بقسوة مع الأهالي الذين يتعرضون للتعذيب أحيانا داخل مركز الشرطة إذا رفضوا تسليم أسلحة آلية أو رفضوا إنهاء مشكلة معينة بالتصالح وإختتم الفلاح حديثه قائلا احنا ولاكدة كنا مستريحين ولا كده ارتحنا يقصد أيام عزت حنفي والايام الحالية. جابر صدقي 60سنة فلاح أكد أن أهم ما في الموضوع هو إقامة مولود الشيخ شعيب الذي بدأ يوم الخميس الماضي 26 مارس وهو احتفال ضخم تتجمع في القرية كلها وقد بدأ الاحتفال الجماهيري بمولد الشيخ شعيب والكلام علي لسان الفلاح- فقد كانت المعارك الثأرية الطاحنة التي نشبت بين عائلة أولاد علي حنفي علي رأسهم عزت وأولاد سباق وعلي رأسهم «مرزوق» تمنع الأّهالي من الاحتفال بالمولد خاصة أن ضريح الشيخ شعيب يقع وسط منازل عائلة «سباق» التي تربطها «علاقات وطيدة مع القيادات الأمنية بعد أن تمت مداهمة القرية عن طريق منازلهم للايقاع بأفراد عائلة علي حنفي واختتم جابر حديثه قائلا المشكلة مكانتش في بيت علي حنفي بس.. كل العائلات كانت مستقوية والسلاح بدأ يظهر تاني.. ما يؤرق أهالي «النخيلة» حاليا كما جاء علي لسان بعضهم رفضوا ذكر أسمائهم هو تنامي العلاقات مجددا بين بعض العائلات والقيادات الامنية بمديرية أمن أسيوط وهي علاقات سمحت بنوع من التراخي تجاه هذه العائلات مما أدي إلي ظهور الاسلحة مجددا كما أن عمليات الاستيلاء علي بعض الأراضي التي كانت تزرعهاعائلة علي حنفي هو بمثابة قنبلة قابلة للانفجار في أي وقت وضعتها الاجهزة الأمنية بالقرية بقصد القضاء علي عائلة امبراطور النخيلة نهائيا إلا أن الأهالي يتوقعون مواجهة أخري بين عائلة علي حنفي وعائلات مجاورة لها بسبب تلك الاراضي التي تم توزيعها، فخلال السنوات الماضية نشأ جيل جديد من أبناء عائلة الامبراطور يشعر بمرارة توزيع أراضيهم علي الأهالي ولأن الأرض عرض كما يعتبرها الصعايدة فالمواجهات المسلحة لاستعادتها واردة قريبا لذا لم تقم الأجهزة الأمنية والتنفيذية بحسم هذه المشكلة وبخصوص المعارك الثأرية بالنخيلة فمازالت بعض الخصومات مفتوحة وعلي رأسها الخصومة بين عائلتي «قنبة» و«شيف »التي بدأت في عام 1992 عندما قتل شاب من العائلة الأولي علي يد أبناءالعائلة الثانية وكذلك وجود خصومة بين عائلتي سباق وزوكي والاخيرة قتل منها 4 أشخاص رغم اقتحام النخيلة ووجود قوة أمنية بالقرية التي يصل تعدادها 60 ألف نسمة وتقع جنوبأسيوط بمسافة 30 كيلو مترا.. ويبدو أن ضباط الشرطة الذين يتولون الخدمة في هذه الدائرة حصلوا علي الضوء الاخضر للتعامل مع الأهالي واستخدام كافة الأساليب للسيطرة علي القرية وما يماثلها من محافظة أسيوط ومنها «نج عبدالرسول» وتعتبر الاجهزة الأمنية هذه المناطق مصدر للقضايا والضبطيات الجيدة ووسيلة للترقي مثلما حدث مع كل الضباط الذين شاركوا في اقتحام هاتين القرتين النخيلة ونجع عبدالرسول وعلي رأسهم اللواء محمد شعراي مساعد وزير الداخلية ومدير إدارة الأمن المركزي الذي تولي محافظة سوهاج ثم البحيرة وعدلي فايد مساعد أول الوزير ومديرمباحث الوزارة الذي تولي مصلحة الأمن العام وابراهيم صابر رئيس مباحث اسيوط الذي رقي عقب الحملة إلي مدير الإدارة العامة للمباحث رغم اتهامه من جانب عائلة علي حنفي بتزوير محاضر الضبطيات ورضا الصايم مدير إدارة البحث الجنائي الذي أصبح مديرا المباحث القليوبية ثم نقل إلي الاسماعيلية وعاصم حمزة منصور الذي أصبح مدير المباحث سوهاج ومحب حمزة منصور الذي رقي إلي مساعد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بأسيوط الغريب في الأمر كله هو احالة اللواء علي عبدالرحمن مدير أمن اسيوط السابق إلي المعاش رغم اشرافه علي الحملة فقد تولي بعدها مديرية أمن كفر الشيخ ثم احيل للمعاش بعد أن رفضت وزارة الداخلية المد له سنة أخري.. وعلي الرغم من تواجد قوات الأمن بالقرية مازالت ضبطيات المخدرات والاسلحة مستمرة فقد ضبط جهاز مباحث مركز شرطة ابوتيج برئاسة المقدم الحسيني ابراهيم بنادق آلية ونحو 5000 طلقة إثر مشاجرة بين عائلتين بالطريق السريع.