سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رموز الشيعة لا يستبعدون أن يكون «اليماني» المقبوض عليه هو المهدي المنتظر فعلا رغم إيمانهم بأن من علامات ظهوره تحرير فلسطين وسقوط الإمبراطورية الأمريكية وبروز قوة عظمي بين المسلمين
· شيماء العقالي: اليأس تسرب إلي قلوب الشيعة من طول انتظار المهدي ولذلك يسارعون إلي تصديق شائعات ظهوره أثارت واقعة القبض علي أحمد حسن اليماني «مغربي الجنسية» والذي يدعي انه المهدي المنتظر ضمن 12شيعيا من جنسيات مختلفة ردود أفعال واسعة في المجتمع المصري والعربي والاسلامي وفتحت باب التساؤلات من جديد حول حقيقة المهدي المنتظر وموعد وتداعيات ظوره. بدأت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا مع اليماني في القضية التي حملت رقم 680حصر أمن الدولة العليا لسنة2010 ضمن 12متهما شيعيا من مصر والمغرب والعراق تم القبض عليهم آواخر الشهر الماضي بتهمة نشر المذهب الشيعي في مدينة 6أكتوبر وسب ولعن الصحابة. يقول المفكر الشيعي د.أحمد راسم النفيس إن الأمة الاسلامية في انتظار المهدي المنتظر حتي وإن لم يكن اليماني الذي تم القبض عليه مشيرا إلي أن من علامات ظهوره بداية تحرير الاراضي الفلسطينية وسقوط الامبراطورية الامريكية وعدم فرض هيمنتها وظهور قوة عظمي بين المسلمين تحقق الوحدة الاسلامية ويكاتف المسلمون فيما بينهم ويحقوقون مصالحهم. وتحفظ النفيس في تأكيد فكرة ظهور المهدي المنتظر قائلا «احتمال وليه لا!! موضحا أن المهدي المنتظر ليست فكرة شيعية فالسلفيون يعتقدون بصحة الروايات والافكار التي جاءت من المهدي المنتظر لأن المهدية هي استكمال للدين وليس خرافات وأشار إلي أن هناك من أدي المهدية وهو الصادق المهدي السوداني في القرن 19 والذي حاربه الجيش المصري. أما محمد الدريني فتوافق مع النفيس في معظم الافكار موظحا أن هناك العديد من علامات ظهور المهدي المنتظر واقتراب الساعة قد تم بالفعل وأشار إلي اننا في انتظاره!! وتوضح الدكتورة شيماء العقالي الباحثة في الشئون الإيرانية ونظرية ولاية الفقيه ورئيس قسم الفقة الشيعي بجامعة عين شمس أن الفكر الشيعي في موضوع الولاية يقوم علي أساس أن تكون السلطة والولاية من بعد الله سبحانه وتعالي، للرسول الأعظم «صلي الله عليه وسلم»، ومن بعده للأئمة المعصومين الأثني عشر، وفي عصر الغيبة تكون للولي الفقيه حتي يإذن الله تعالي بخروج الإمام الثاني عشر «المهدي المنتظر» من غيبته ويتولي هو بنفسه ولاية الأمة. والمهدي المنتظر عند الشيعة هو الامام القائم محمد بن الإمام الحسن العسكري بن الامام الهادي بن الجواد بن رضا بن الكاظم بن الصادق بن الباقر بن السجاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب ووالدته السيدة نرجس حفيدة قيصر ملك الروم ولد في ليلة النصف من شعبان عام255 هجرية في سامراء، ويؤمن الشيعة بأنه يغيب غيبتين غيبة صغري وغيبة كبري، غيبته الصغري بدأت منذ انتقال الامامة إليه عام260، وانتهت في 329هجرية حيث بدأت الغيبة الكبري. أما المهدي المنتظر عند أهل السن والجماعة فهو رجل من هذه الأمة يبعثه الله مع بداية العلامات الكبري ليوم القيامة بعد خروج المسيخ الدجال وظهور يأجوج ومأجوج حيث يخرج المهدي «وهو رجل عادي» من الأمة لينصر الله سبحانه وتعالي به دينه ويأتي المسيح فيصلي خلفه، ثم يقتل المسيخ الدجال وتقوم قائمة الاسلام في الارض. وتضيف الدكتورة شيماء العقالي أن مسألة الامام المهدي وغيبته وانتظاره تعد من أهم المسائل المعاصرة في حياة الشيعة، بل وتشكل غيبته أكبر اشكالية دينية سياسية، ومع طول فترة الغيبة بدأ نوع من اليآس يدب في قلوب بعض الشيعة ونوع من الامل في قلوب البعض الآخر، وقد آثر البعض الأول السكون والانتظار حتي يأتي الفرج في حين أثر البعض الآخر السعي والعمل والبحث عن بديل الامام الغائب للقيام بمهامه والتي تتمثل في اقامة المجتمع الاسلامي الصحيح علي غرار حكومة النبي «صلي الله عليه وسلم» وأشارت إلي أن فكرة المخلص الذي سينشر العدل والخير في الارض بعد أن يطغي الظلم والجور ليست فكرة اسلامية فقط بل تجدها في المسيحية واليهودية وكل ينتظر مخلصه علي اختلاف اسمه ودينه. ورغم رفض تلك الفكرة من قبل بعض المفكرين الذين رأوا انها فكرة مجوسية الاصل نجد محمد إقبال ينفي فكرة ظهور المهدي المخلص في الاسلام وبهذا يؤيد فكرة ابن خلدون الذي يعزي فكرظهور المخلص إلي الفكر المجوسي الذي يتضمن الكفاح التاريخي بين الخير والشر حيث يسود الشر في منتصف الزمان وينتصر الخير أخيرا في يوم الدينونة.