نظرة واحدة غيرت حياتي كلها وأدخلت علي قلبي السكينة وأبعدت عن عقلي الأفكار والوساوس المضطربة وأنارت لي طريق المستقبل نظرة إلي أجمل وجه في دنياي إلي الملامح البريئة الملائكية، فتحت باب غرفته ومشيت علي أطراف أصابعي حتي لا أوقظه من نومه أردت أن ألقي عليه نظرة واتأمل وجهه وهو نائم، كنت أريد أن أحاسب نفسي أمامه وأسأل نفسي، هل هذا الطفل البرئ يتحمل أن يعيش بعيداً عن أمه ووالده وإذا كان سيطاوعني قلبي فما ذنبه هو في كل هذه المشاكل والخلافات بيني وبين والده فكرت طويلاً وطلبت الاسعاف حتي يلحق زوجي ويسعفوه من الذي أقدمت عليه فقد وضعت له سما في العشاء، أردت قتله لم يكن الوصول إلي هذا القرار بالأمر الهين فقد استنفد دموعي وسهري وقلقي الكثير من الصدمات والمناقشات وقد كان مصراً علي مواصلة الحياة بيننا برغم أنني مصرة علي الطلاق قلت أنهي حياته بالموت هكذا أعترفت سمية أمام وكيل النيابة بعد القبض عليها قالت مشكلتي مع زوجي أنني اكتشفت بعد الزواج به من أربع سنوات أنه لايزال يعيش بخياله وقلبه في حبه القديم وأن جسده فقط هو الذي يقيم معي فقد اكتشفت بعد زواجي منه أنه كان علي علاقة حب مع إحدي قريباته وهي طبيبة وأنه كان هناك اتفاق بينهما علي الزواج لكن هذه العلاقة اصطدمت بخلافات أسرية بين عائلته وعائلتها وأخذت هي جانب أسرتها في هذا الخلاف وقاطعته نزولا علي رغبة أهلها وفي محاولة منه لتجاوز هذه المشكلة أو رد الصفعة لها قرر أن يتزوج من فتاة أخري أجمل وأفضل منها وكان حظي أن اختارني أنا زوجة له.. لم أكن أعلم بتفاصيل هذا الحب ورغبته في سرعة اتمام الزواج فقد رحبت به أسرتي كما أنني أعجبت به فهو شخص ممتاز من كل الوجود عائلة طيبة وثري وله مكانته في المجتمع فهو مهندس معماري ومحط اعجاب الكثيرين وله سيارة وشقة تمليك في الشيخ زايد.. قضينا شهر العسل في شرم الشيخ برغم السعادة التي غرقت فيها فقد كنت بين الحين والآخر أشعر أنه في شرود وأنه يهرب من الواقع والعودة إلي الذكريات.. ومضت السنة الأولي علي زواجنا وأنجبنا طفلنا وكانت سعادتي وسعادة أسرتي لا توصف فهو أول حفيد في العائلةومنذ تلك الفترة تحول اهتمام زوجي إلي طفلنا كان يداعبه ويقضي أكثر الوقت يداعبه ويهتم به ومع الوقت بدأت البرودة تتسلل إلي حياتنا وأصبحت علاقتنا أقل دفئا وفقد اهتمامه بي ولاحظت شروده الدائم ولم يكن ينتبه إلي ندائي له أو ملاحظاتي له. حاولت كثيرا أن أقترب منه وأن يفتح معي حواراً ولكن كان يهرب مني وفجأة عثرت علي رسائل حب بينه وبين خطيبته السابقة.. رسائل قديمة ويعتني بها ويغلق عليها الدرج بالمفتاح وحاولت معرفة المزيد من شقيقته وهي صديقة لي، عرفت منها أن خطيبته السابقة تزوجت وأنجبت طفلة ولكن زوجها مات في حادث سيارة وأنه يساعدها في ادارة أموالها وأنه يتردد عليها ولكن كأخت له ازداد الصراع في نفسي وطلبت منه أن يطلقني رفض وانسحب ونام في غرفة أخري شعرت بالاهانة وأنني أفقده ويرفض طلاقي.. وفي لحظة ضعف أردت أن أتخلص منه.. ووضعت له سم فئران وخطوت إلي غرفة طفلي ونظرت إلي وجهه البرئ وأيقنت أنني لا يمكن أن أحرمه من والده وأن يشب في أحضانه وقلت أنني قاتلة مجرمة بعد أن أدركت أن زوجي لم يسيء إلي في شئ وأنه ليس من حقي أن أحاسبه علي علاقة في خياله انشغل بها قبل أن يعرفني وقبل أن يخطبني وأن علي أن أقترب منه أكثر وأقدم له ما يحتاجه من رعاية واهتمام.. أسرعت أطلب الاسعاف لانقاذه ثم قدمت نفسي للتحقيق.. والاعتراف بعد أن تم انقاذ زوجي من الموت ولكن أصيب بالعمي وهي عاهة كما يقولون في القانون ومازلت انتظر نهاية التحقيق والعقوبة ونظرة في وجه طفلي الصغير .