ترامب: إيران ترفض قيادتها الحكومية.. لماذا لا يكون هناك تغيير للنظام؟    تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق.. جرحٌ ينكأ ذاكرة العنف الطائفي(تقرير)    أكسيوس: ضرب إيران كان قرارا شخصيا لترامب وليس للبنتاجون.. وواشنطن أبلغت طهران    روسيا تتهم أمريكا بالمقامرة بسلامة ورفاهية البشرية جمعاء    الهلال السعودي يتعادل مع سالزبورج في كأس العالم للأندية    عطية الله: درسنا بورتو جيدا.. وسنحاول استغلال نقاط ضعفه    هالاند يقود تشكيل السيتي أمام العين.. ومرموش على مقاعد البدلاء    دونجا: أداء الأهلي في كأس العالم للأندية سيئ.. والفريق يلعب بطريقة غير واضحة مع ريبيرو    التعليم: وصلنا لمرحلة من التكنولوجيا المرعبة في وسائل الغش بامتحانات الثانوية العامة    نانسي عجرم تُشعل مهرجان موازين في المغرب بعودة مُبهرة بعد سنوات من الغياب    ثورة «الأزهرى».. كواليس غضب الوزير من مشاهير الأئمة.. وضغوط من "جميع الاتجاهات" لإلغاء قرارات النقل.. الأوقاف تنهى عصر التوازنات وتستعيد سلطاتها فى ضبط الدعوة    «أكسيوس»: الهجوم على إيران كان عملية ترامب وليس البنتاجون    جراء الضربة الأمريكية.. معهد الأمن الدولي: مجمع أصفهان النووي الإيراني تضرر بشدة    وزير الخارجية الإيراني يصل إلى موسكو للتشاور مع بوتين    برواتب تصل إلى 13 ألف جنيه.. وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة للشباب    فاتورة التصعيد الإسرائيلى- الإيرانى.. اشتعال أسعار الطاقة وارتباك الأسواق واهتزاز استقرار الاقتصاد العربى.. توقعات بزيادة التضخم مجددا فى الأسواق الناشئة وإضراب في سلاسل الإمداد    92.9 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة    طبيبة كفر الدوار تطعن على حكم إيقافها 6 أشهر في قضية إفشاء أسرار المرضى    مدرب بورتو: نلعب ضد خصم قوي في إفريقيا.. وكرامتنا مجروحة ولدينا فرصة لتغيير الأمر أمام الأهلي    85% حد أدنى للشهادات المعادلة.. تنسيق برنامج تكنولوجيا تصنيع الملابس 2025    مشاجرة بالبنزين في بولاق الدكرور والضحية سيدة    مأساة في البحيرة.. طفلان خرجا للهروب من حرارة الصيف فعادا جثتين هامدتين    مصرع شابين غرقا ببركة زراعية في الوادي الجديد    إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص بالصف    تنسيق الجامعات 2025.. كل ما تريد معرفته عن هندسة حلوان لطلاب الثانوية    بالصور.. خطوبة نجل سامي العدل بحضور الأهل والأصدقاء    حقيقة تحديد 4 نوفمبر المقبل موعدا لافتتاح المتحف المصري الكبير    الأزهر للفتوى يحذر من الغش في الامتحانات: المُعاونة على الإثم إثم وشراكة في الجريمة    ما حكم تسمية المولود ب اسم من أسماء الله الحسنى؟.. أمين الفتوى يُجيب    علي جمعة: المواطنة هي الصيغة الأكثر عدلاً في مجتمع متعدد الطوائف    بالأرقام.. ممثل منظمة الصحة العالمية: 50% من حالات السرطان يمكن الوقاية منها    نيللي كريم تكشف عن مواصفات فتى أحلامها المستقبلي (فيديو)    «الخدمات الطبية» تقدم فحصًا طبيًا ل312 حالة من العاملين بكهرباء جنوب القاهرة    موعد افتتاح المتحف المصري الكبير    جامعة جزيرة الأمير إدوارد بالقاهرة تحتفل بتخريج دفعتها الرابعة لعام 2024/2025    بعد ارتفاعه رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 23 يونيو 2025    سيناتور أمريكي: إدارة ترامب تكذب على الشعب الأمريكي    تفاصيل القبض علي المتهم بقتل زوجته بعلقة موت في الدقهلية    رئاسة حى غرب المنصورة تواصل حملاتها المكبرة لرفع الإشغالات والتعديات على حرم الطريق    إصابة 6 أشخاص خلال مشاجرة ب الأسلحة البيضاء في المنوفية    سعر الطماطم والبصل والخضار في الأسواق اليوم الاثنين 23 يونيو 2025    منصة إلكترونية بين مصر والأردن لضمان حماية العامل    اعتماد نتيجة امتحانات الترم الثاني لمعاهد "رعاية" التمريضية بالأقصر.. تعرف على الأوائل    مندوب إيران بمجلس الأمن: أمريكا الوحيدة تاريخيا من استخدمت أسلحة نووية    لا تسمح لأحد بفرض رأيه عليك.. حظ برج الدلو اليوم 23 يونيو    18 يوليو.. هاني شاكر يلتقي جمهوره على مسرح البالون في حفل غنائي جديد    «المهرجان الختامى لفرق الأقاليم» يواصل فعاليات دورته السابعة والأربعين    صنّاع وأبطال «لام شمسية»: الرقابة لم تتدخل فى العمل    وشهد شاهد من أهله .. شفيق طلبَ وساطة تل أبيب لدى واشنطن لإعلان فوزه أمام الرئيس مرسي!    «الشيوخ» ينتقد أوضاع كليات التربية.. ووزير التعليم العالى: لسنا بعيدين عن الموجود بالخارج    غضب أيمن الرمادي من الزمالك بسبب مكافأة كأس مصر (تفاصيل)    كورتوا ينتقد أسينسيو: كرر نفس الخطأ مرتين.. وعليه أن يكون أكثر ذكاءً    كأس العالم للأندية.. ريبيرو يتحدث عن مواجهة بورتو وحلم الأهلي في التأهل    محافظ كفر الشيخ يشيد بحملات طرق الأبواب بالقرى لنشر خدمات الصحة الإنجابية    تقديم الخدمات الطبية ل1338 مواطناً فى قافلة مجانية بدسوق في كفر الشيخ    وداعًا لأرق الصيف.. 4 أعشاب تقضي على الأرق وتهدئ الأعصاب    هل يُغسل المتوفى المصاب بالحروق أم له رخصة شرعية بعدم تغسيله؟.. الإفتاء تجيب    محمد علي مهاجمًا محمد حسان بسبب إقامته عزاء لوالدته: تراجع عما أفتيت به الناس في الماضي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فريد شوقى.. ملك السينما المصرية توجوه ملكا للسينماالعربية!
نشر في صوت الأمة يوم 11 - 03 - 2014

* غنت «هدى سلطان» على المسرح «إن كنت ناسى أفكرك» وكانت تضع يديها على كتفيه قبل رحيله بعامين فقط!
* فى استفتاء أفضل 100 فيلم عربى رصيده 7
* حطم أسطورة النجوم فى الأربعينيات وجعلك تشعر بأن بينك وبينه علاقة حميمة وكأنك عرفته منذ زمن بعيد
* «فريد شوقى» نجومية تلمع منذ الخمسينيات مع بداية ثورة يوليو 52 رغم أن بدايته تعود إلى الأربعينيات
* صاحب الرصيد الأكبر فى أهم أفلامنا ليظل الملك هو الملك
* آخر ظهور علنى لفريد وهدى سلطان معاً عام 1996 فى أحد الفنادق
شاهد «فريد شوقى» يوم وداعه فى التليفزيون المصرى قبل رحيله بأربعين يوماً فقط.. كان «فريد» فى المستشفى وفجأة أدار مؤشر القناة الأولى وذلك فى منتصف شهر يونيو واستمع للمذيعة وهى تنعى الأمة لرحيل فنان الشعب كما كان يحب أن يطلقون عليه فتقول رحل صباح اليوم الفنان الكبير «فريد شوقى» عن عمر يناهز الخامسة والسبعين وسوف تشيع جنازته ظهر الغد من جامع «عمر مكرم»!!
على الفور اتصل الفقيد بمبنى الإذاعة والتليفزيون وذهبت الكاميرات إلى «فريد شوقى» الذى ضحك قائلاً الخبر صادق لكنه فقط سابق لأوانه وأضاف يطلقون عليه بلغة المسرح «بروفة جينرال»!!
ومر 40 يوماً وتحديداً يوم 27 يوليو 1998 شاهدنا المذيع وهو ينعى للأمة العربية «فريد شوقى» وتمنينا من كل قلوبنا أن تمتد بروفات الموت إلا أن الستائر أسدلت ولم تعد هناك فرصة لبروفة أخرى!!
اختار «فريد شوقى» أن يرحل ويخاصم الحياة عندما وجد نفسه غير قادر على أن يقف أمام الكاميرا مرة أخرى.. كان «فريد» يعانى من مشاكل فى القلب صاحبته على مدى 30 عاماً ولكنه كان قادراً على أن يمثل ويضحك ويغنى ويسهر ويعيش.. عندما أصيب فى ساقه قبل عدة أسابيع من رحيله وجد صعوبة شديدة فى الحركة ولم يرض الوحش لنفسه أن يظل حبيس حجرة المستشفى ولهذا امتنع عن تناول الطعام وأغلق الأبواب فى انتظار المحطة الأخيرة!!
«فريد شوقى» نجم للتداول والمعايشة واللمس وليس نجماً اسطورياً.. حطم «فريد» أسطورة النجوم فى الأربعينيات وجعلك تشعر بأن بينك وبينه علاقة حميمة وكأنك عرفته منذ زمن بعيد وبينكما على أى مقهى شعبى ثأر بايت على عشرتين طاولة ودورين كوتشينة!!
اقترب «فريد» من الجمهور بطريقة فريدة فى علاقة خاصة ساخنة ليست مثل التى كانت تربطهم بنجوم أسبق مثل «عماد حمدى»، «حسين صدقى»، «محسن سرحان».. إنه نجم قابل للتداول وللتعامل اليومى وليس نجماً مغطى بأوراق السوليفان.. عندما أحاول أن أقترب من تحليل الحالة الفنية الخاصة لفريد أجد أنه امتداد لعملاقين وهما «نجيب الريحانى» و«يوسف وهبى» أستاذا «فريد شوقى».. أخذ من كل منهما الجانب الخفى المستتر وليس الجانب المعروف المعلن.. تجد من «نجيب الريحانى» الشجن النبيل الذى يغلف أداء ذلك الكوميديان.. ومن «يوسف وهبى» الروح المرحة التى تتستر وراء أداء هذا التراجيديان.. مزج «فريد شوقى» بين قمتى الإبداع المصري!!
«فريد شوقى» نجومية تلمع منذ الخمسينيات مع بداية ثورة يوليو 52 رغم أن بدايته تعود إلى الأربعينيات.. كان «فريد شوقى» فى الأربعينيات يلعب السينما بمقياس السينما وقانونها السائد فى تلك السنوات.. المخرجون الذين يتعاملون مع نجوم لهم وسامة «حسين صدقى» و«أنور وجدى» و«كمال الشناوى» لا يمكن أن يفسحون لفريد شوقى المجال لكى يقف ولو فى آخر الصف.. ولهذا كان عليه أن يقدم دور الشرير بأسلوبه النمطى فى تلك السنوات، المخرجون كانوا يريدونه كذلك وجمهور تلك السنوات كان يريده أيضاً كذلك.. الشرير الذى يرفع حاجباً وينزل الآخر.. الذى يكشر عن أنيابه ولسان حاله يهتف.. «أنا الشرير والشرير أنا والله العظيم تلاتة أنا شرير».. ولهذا يقدم أفلاماً مثل «ملائكة جهنم» أول إخراج لحسن الإمام و«قلبى دليلى» و«غزل البنات» لأنور وجدى وهو يحاول أن يحاكى تلك الأنماط التى اشتهرت بها السينما حيث يشاهد الجمهور الفنان فى أى عمل فنى ويستطيع أن يدرك أبعاد الشخصية من فرط نمطيتها وتكرراها مثل «استيفان روستى»، «زينات صدقى»، «عبدالفتاح القصرى»، «عبدالسلام النابلسى».. وجاءت الثورة وتغير توجه الجمهور وتعانق «فريد شوقى» مع سينما «صلاح أبو سيف» أكثر مخرجى الخمسينيات إدراكاً لما حدث من تغير اجتماعى واقتصادى بعد الثورة.. ويكتب «فريد» قصة «الأسطى حسن» وتشاركه زوجته فى ذلك الحين «هدى سلطان» البطولة ويخرجه «صلاح أبو سيف» ويكتب السيناريو والحوار «السيد بدير» ويكسب «فريد شوقى» العديد من النقاط فى مشوار النجومية وتنهال العروض السينمائية عليه ويجد أن أسماء مثل «محسن سرحان»، «كمال الشناوى»، «شكرى سرحان»، «عماد حمدى» تسبقه على أفيشات الأفلام ولا يعترض لأنه يعلم أن السباق لم ينته به.. ويواصل «فريد شوقى» صناعة اسمه ويكتب عام 54 فيلم «جعلونى مجرماً» ويشارك «نجيب محفوظ» و«السيد بدير» و«عاطف سالم» كتابة السيناريو والحوار وينتج «فريد شوقى» هذا الفيلم ويمنح لنجيب محفوظ أجراً قدره 50 جنيهاً ويعيد له «نجيب محفوظ» الظرف الذى به المبلغ شاكراً ويعتذر «فريد شوقى» بسبب ضآلة المبلغ لاعتقاده أن «نجيب محفوظ» يرفض احتجاجاً على الأجر.. ولكن «نجيب» يقول له لقد تعلمت كتابة السيناريو من هذه الجلسات المفروض أنى أدفع لك!!
فى عام 1956 يلحظ «جمال عبد الناصر» أن «فريد شوقى» لديه نجومية خاصة وأنه «وحش الشاشة» و«ملك الترسو» ولهذا يستدعيه ويجد نفسه أمام القيادة السياسية وجهاً لوجه وطلب منه «عبد الناصر» ضرورة أن يقدم فيلماً عن «بورسعيد» ويتحمس «فريد» ويتفق على إخراجه مع «عز الدين ذوالفقار» ليمجد من خلاله الانتصار فى 56.. أدرك «جمال عبد الناصر» أن «فريد» هو النجم الشعبى الأول وأراد استغلال نجوميته لصالح معاركنا الوطنية!!
«فريد شوقى» يقفز إلى مرتبة النجم الأول.. الموزع الخارجى يسأل قبل أن يتعاقد على الفيلم عن عدد الخناقات التى تجمع بين «فريد شوقى» و«محمود المليجى» وإذا كان العدد ملائماً يتم التعاقد ويعلو الثمن بزيادة عدد المعارك!!
«فريد شوقى» فنان لديه خفة ظل وروح إنه ليس كوميدياناً مثل «نجيب الريحانى» و«إسماعيل يسن» و«فؤاد المهندس» و«عادل إمام» ولكنه يملك القدرة على الأداء المرح ولهذا كان ينبغى أن يلتقى مع المخرج «فطين عبد الوهاب» وقدما عدداً من الأفلام المرحة ولا أقول الكوميدية!
وتتواصل الرحلة ويعيد بعد 14 عاماً فيلم «أمير الدهاء» عام 64 وهو عن نفس قصة «الكونت دى مونت كريستو» التى شاهدناها عام 1950 فى فيلم «أمير الانتقام» لألكسندر ديماس «الأب»!
منذ نهاية الخمسينيات كانت نجومية «فريد شوقى» وشعبيته تتصاعد وحتى منتصف السبعينيات «رصيف نمرة خمسة» نيازى مصطفى 1956 «باب الحديد» يوسف شاهين 1958 «بداية ونهاية» صلاح أبو سيف 1960 «كلمة شرف» حسام الدين مصطفى 1972.. لكنه لاحظ أن هناك جيلاً آخر بدأ يأخذ مكانته مع مطلع السبعينيات وأصبحوا نجوماً لهم شعبيتهم وأسماؤهم عند الموزعين تشكل عوامل جذب وأعنى بهم جيل «محمود يسن»، «حسين فهمى»، «نور الشريف» ووجد أيضاً أن للزمن بصمات لا يمكن أن يمحوها الماكياج على الوجه. «فريد شوقى» هو أكثر النجوم الذين ازداد الطلب عليهم ولهذا تجده فى نهاية السبعينيات يلعب بمفرده بطولة 14 فيلماً فى عام واحد وتأتى الثمانينيات ويقف مع كل النجوم مثل «نور الشريف»، «أحمد زكى»، «عادل إمام»، «محمود عبد العزيز»، «فاروق الفيشاوى».. نجوم تلك المرحلة وتسند لهم فى أغلب هذه الأفلام مساحات درامية أكبر لكنه لم يتوقف كثيراً أمام ذلك فهذه هى سنة الفن وهذا هو قانون اللعبة الذى ارتضاه «فريد» عندما نزل إلى الملعب منذ أكثر من خمسين عاماً ورغم ذلك فلقد كان هناك قانون فى الأفلام السينمائية بعد أن كثرت المشكلات فى الثمانينيات حول أفيشات الأفلام ومن يأتى اسمه سابقاً للآخر.. القانون أطلقه نور الشريف «اللى أجره أعلى منى يسبقنى».. ويضرب مثلاً بأنه كان يسبق فى البداية اسم «عادل إمام» فى الأفلام المشتركة بينهما ولكن بعد أن أصبح أجر «عادل إمام» أكبر منه فإنه يستحق أن يسبقه بلا حساسية على الأفيش وفى التترات وهو ما طبقه بالمناسبة قبل بضعة سنوات فى فيلم «عمارة يعقوبيان» عندما اشترك مع عادل إمام فى البطولة، إلا أنه وكالعادة فإن لكل قاعدة استثناء وكان الاستثناء الذى اتفق عليه الجميع هو أن «فريد شوقى» نظراً لتاريخه فهو يأتى اسمه سابقاً الجميع والغريب أن «نور الشريف» التزم فى هذا الفيلم الذى أنتجه عام 1994 «الطيب والشرس والجميلة» بكتابة اسم «فريد شوقى» سابقاً لاسمه فى التترات إلا أن الأفيشات كان لها قانون آخر حيث جاء اسم «نور» سابقاً «فريد» مما أثار غضبه فأقام دعوى قضائية ضد اقرب وأحب تلاميذه إليه!!
كان «فريد شوقى» ملكاً متوجاً لا أحد يرد له كلمة وحاول «نور الشريف» استرضاؤه وتأكيد أنها غلطة غير مقصودة، حتى رضى عنه الملك بعد أن كان رفض حتى مصافحته فصافحه وسامحه وتنازل عن القضية!!
كل الفنانين كان يعنيهم بالدرجة الأولى رأى الملك ولهذا أول من يطلبون رأيه فى أدائهم السينمائى أو المسرحى هو فريد وفى بداية حياته وعلى طريقة الأستاذ الأول فى المجاملة كان يبالغ أحياناً قائلاً «برافو يا حبيبتى.. حلو يا حياتى «لكنه كان على المقابل يقسو على تلاميذه لو كانوا يستحقون القسوة وقدر القسوة على قدر المحبة.. كانت الإسكندرية فى مطلع التسعينيات تقدم مسرحيات صيفية وكان هناك دائماً أكثر من 20 مسرحية تتنافس على جيوب المصطافين من العرب والمصريين ووجهت الدعوة إلى «فريد شوقى» لحضور إحدى هذه المسرحيات وفى منتصف الفصل الأول فوجئ الجمهور بأن «فريد» يقف اعتقدوا أنه كعادته سوف يوجه تحية للفنانين على خشبة المسرح لكنه قال لا هذا ليس مسرحاً.. لن أشارك فى هذه الجريمة حتى بالمشاهدة وغادر المسرح وكانوا كلما أرادوا لحاقه واسترضاؤه يعلو صوته أكثر بالغضب، كلن يستشعر أنه ليس فقط المشاركة فى التمثيل ولكن مجرد الحضور لمثل هذه المسرحيات جريمة لا تغتفر فى حق تاريخه الفنى!! العلاقة المحورية فى حياته هى زواجه من الفنانة الكبيرة «هدى سلطان» تزوجها فى نهاية الأربعينيات وهى الأكثر نجومية لكنها أحبت «فريد» وكان كل منهما قد سبق له الزواج مرة واحدة.. أسفرت العلاقة عن أفلام لا تنسى «الأسطى حسن»، «جعلونى مجرماً»، «رصيف نمرة خمسة» وغيرها وغيرها، وكان أجمل ما فى هذا الثنائى أنه لا يقيد أى منهما فى العمل مع الآخرين وهكذا مثلاً شاهدنا «هدى سلطان» فى «امرأة على الطريق» لعز الدين ذو الفقار أمام «رشدى أباظة» وكان مرشحاً لهذا الدور «فريد شوقى» لكنه طلب التأجيل عدة أسابيع لينهى ارتباطاته ولم توافق جهة الإنتاج ولم تنسحب «هدى سلطان» فكان واحداً من أهم أدوارها على الشاشة!!
«الفتوة» لصلاح أبو سيف والذى شارك «فريد» فى كتابة قصته السينمائية وهو واحداً من أهم أفلام السينما المصرية والعربية.. الدور النسائى الأول لعبته «تحية كاريوكا».. نعم بعد الطلاق حدثت بعض المشكلات ولم يلتقيا فنياً أمام الكاميرا ونجح «مدحت السباعى» فى تحقيق ذلك حيث كان زوجاً للمنتجة «ناهد» ابنة «هدى سلطان» و«فريد شوقى» تمكن «السباعى» من الجمع بينهما صوتاً لهدى وصورة لفريد حيث غنت «هدى سلطان» صوتاً فقط مقدمة تترات فيلم «الطيب والشرس والجميلة» الذى لعب «فريد» بطولته!!
آخر ظهور علنى لفريد وهدى سلطان معاً عام 1996 فى أحد الفنادق وبمناسبة اختيار أفضل فنانى السينما المصرية فى حفل أقامه «سعد الدين وهبه» رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولي.. غنت «هدى سلطان» على المسرح «ان كنت ناسى أفكرك» وكانت تضع يديها على كتفى «فريد شوقى» ولا أتصور أبداً أنه نسى حتى تذكرة «هدى سلطان».. كان «فريد» عندما يسأل لماذا طلقت «هدى سلطان» يقول أنا لم أطلقها هى التى طلقتنى يقصد أنها أصرت على طلب الطلاق وتزوج بعد ذلك فى مطلع السبعينيات من السيدة «سهير ترك» وأنجب منها الفنانة «رانيا فريد شوقى» والمخرجة «عبير فريد شوقى»، وبعد رحيل فريد شوقى ودعته هدى سلطان وكان بينهما مشكلات قضائية بسبب شركة إنتاج جمعت بينهما فتنازلت هدى إكراما لروح فريد عن القضية!!
«فريد شوقى» ممثلاً أرى له الكثير من الذرى الإبداعية أهمها على مستوى فن الأداء «بداية ونهاية»، «السقا مات» الفيلمان لصلاح أبو سيف.. «خرج ولم يعد» لمحمد خان «عندما يأتى المساء» وهو فيلم تليفزيونى أخرجه «هانى لاشين» وشاركت «فريد» البطولة «سناء جميل» والمقصود بالمساء هو الموت.
فى فيلم «السقا مات».. «فريد شوقى» يمشى فى الجنازات «مشرفاتى» وكان معروفاً أن هناك مهنًا يتكسب منها الناس حتى مطلع الخمسينيات مثل «المطيباتى» الذى يشارك فى كورس الأغانى وكل دوره هو أنه أثناء تسجيل الأغانى يردد «الله الله.. أعد» وهكذا.. أما «المشرفاتى» فإنه يرتدى بذلة سوداء يتقدم الجنازة لزوم الوجاهة.. يؤدى «فريد» دور رجل فى نهايات العمر يشعر قبل رحيله بأنه يريد أن يعيش الحياة.. وعبر «فريد» بكل صدق وأستاذية عن تباينات هذه الشخصية وفى لحظة الذروة.. ذروة الإقبال على الحياة تنتهى به الحياة!! نعم «فريد شوقى» مساحة عريضة من الانتشار بلغت 400 فيلم كانت بينها إخفاقات سينمائية لكن اسم «فريد» لم يعرف يوماً السقوط ولم يفقد بريقه الفنى أو الشخصى حتى رحيله.. فقد منحته الجماهير شيكاً على بياض من حبها ولا ينتهى الحب مهما تعددت الأخطاء.. على الجانب الآخر منح «فريد» جمهوره دفئاً لا تنخفض درجة حرارته.. نصبته الجماهير ملكاً لهم وبايعه النجوم ملكاً عليهم ويُغيب الموت الملك ولكنه يُطل علينا قبل نهاية هذا العام فى هذا الاستفتاء الذى أجراه مهرجان «دبى» صاحب الرصيد الأكبر فى أهم أفلامنا ليظل الملك هو الملك
نشر بعدد 680 بتاريخ 23/12/2013


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.