ربما لا يتفق البعض مع القول بأن نظام التحكم في الثبات هو أهم ابتكارات السلامة منذ ظهور أحزمة الأمان حيث يري البعض أن الوسائد الهوائية أهم بكثير لمساهمتها في إنقاذ أرواح الكثير من البشر خلال الحوادث. و لكن لو اقتنعنا بأن أكثر الحوادث أمانا هي التي لم تقع لأدركنا مدي أهمية التحكم الإلكتروني في الثبات. تتوافر نظم الثبات الإلكتروني بكثرة في الموديلات الفاخرة و تدريجيا بدأت تظهر في الموديلات الأقل سعرا خاصة في فئة مركبات الدفع الرباعي . و تختلف المسميات فبورش تطلق علي النظام "إدارة الثبات" و جنرال موتورز تسميه "ستابيليتي تراك" و تويوتا تطلق عليه اسم "نظام التحكم في ثبات المركبة" و لكن الهدف واحد و هو إبقاء السيارة تحت السيطرة خاصة علي الطرق المبللة. سنطلق علي النظام مجازا اسم "التحكم في الثبات" و يقوم هذا النظام بشيئين و هما تقليل قوة المحرك و إبطاء سرعة عجلة معينة من العجلات الأربعة حتي تتحرك السيارة في الاتجاه الذي ترغب فيه. و كي يحدث يحتاج كمبيوتر نظام التحكم في الثبات إلي بعض المعلومات التي تتوافر من خلال بعض أدوات الاستشعار. فأولا يحتاج النظام لمعرفة الاتجاه الذي يرغب فيه السائق و تتوافر المعلومات الخاصة بذلك من خلال أداة استشعار علي عجلة القيادة تحدد للكمبيوتر الزاوية التي تتجه إليها السيارة. و عليك أن تتذكر عزيزي القارئ أنك لو توجهت بسيارتك إلي الترعة فأعلم أنك ستستقر في قاعها ولن ينفعك وجود نظام التحكم في الثبات لأن مهمته هو مساعدة السيارة علي التقدم في الاتجاه الذي تشير إليه عجلة القيادة. يستخدم النظام أداة استشعار أخري تحدد زاوية السيارة بالنسبة لزاوية عجلة القيادة ، ففي حالات الانزلاق يحدد النظام الفرق بين زاوية السيارة و زاوية عجلة القيادة كي يحدد بعدها الوسيلة المثلي لإعادة الثبات إلي السيارة. فعلي سبيل المثال ، عندما تتعرض السارة لما يسمي "أوفر ستير" وهو اتجاه مؤخرة السيارة في عكس اتجاه دوران عجلة القيادة يصدر النظام تعليماته إلي كمبيوتر المحرك لتقليل القوة و بعدها يقوم باستخدام فرامل العجلة الأمامية اليمني لإعادة الاتزان إلي السيارة مرة أخري. و لو حدث ما يسمي "أندر ستير" وهو عدم استجابة السيارة للدوران عند إحدي المنحنيات يقوم النظام بخفض قوة المحرك و لكن في تلك المرة يتم استخدام فرامل العجلة الأمامية اليسري لتسهيل دوران السيارة. و بمجرد عودة التوازن إلي اتجاه السيارة تعود القوة إلي معدلاتها الأولي و يتوقف الضغط علي الفرامل. و في بعض النظم ، يتم استخدام أدوات استشعار علي جانبي السيارة الهدف منها حساب القوي الجانبية التي توثر عليها و بالتالي يمكن تعديل قوة ضغط الفرامل عند المنحنيات. فعندما تتمايل السيارة قليلا عند تجاوز منحني يزيد السحب علي الإطارات الخارجية و يقل علي الإطارات الداخلية و بالتالي يؤدي تعديل قوة الفرامل إلي تقليل فرص انغلاق العجلات إذا تدخل نظام التحكم في الثبات. تختلف بعض النظم في طريقة عملها ، فالنظام الموجود في موديلات أكيورا و الذي يعرف بنظام الدفع الكلي الفائق يقوم بتسريع العجلة الخلفية العكسية بدلا من ضغط الفرامل علي إحدي العجلات الأمامية كي تستدير السيارة و بالتالي لا يتم اللجوء لخفض القوة أو الأداء. لا يزال هذا النظام يشهد تطورات متعددة حيث بدأت بعض الشركات في إدماجه ببعض البرامج الأخري. و في بعض السيارات ومنها سوبارو يغلب الطابع الرياضي علي النظام بينما يأخد في البعض الأخر طابعا محافظا كما في موديلات مرسيدس بنز علي سبيل المثال حيث يكون التدخل سريعا للغاية لإعادة الثبات إلي السيارة. بقي أن نذكر أن النظام لا يقتصر عمله عند الدوران فحسب بل أنه يساعد أمهر السائقين خلال المناورات التي تهدف لتجنب التصادمات حيث يعيد للسيارة إتزانها خلال لحظات ، ربما أن تشعر بأن السيارة فقدت اتزانها.