طبقا لمعلوماتي «الموثوقة» التي أتلقاها من وسائل إعلامنا "الحكومية" فإن مصر الدولة والحكومة - كانت مع غزة الفلسطينية أيام تدمير جيش «الدفاع الإسرائيلي» لها برعاية وأسلحة أمريكية باعتبار أن ما فعلته إسرائيل هو من قبيل «الدفاع عن النفس»!، ولعل أقرب ما عبرت به مصر - الدولة والحكومة - عن عواطفها «كاملة الدسم» كان في مطلع هذا الشهر باحتضانها لمؤتمر عربي دولي لإعمار غزة، التي جنت منه وعودا بمنح لإعادة إعمارها حجمه 4 مليارات دولار بزيادة عن الذي كان مستهدفا مع التفاؤل الشديد بمقدار 2 مليار دولار فالحمد لله «علي كده» ويارب بس يدفعوا!، لكنه يبدو لي أن هناك جيبا في مصر ضد سياسة دولتها وحكومتها فيما يختص بغزة!، وهذا الجيب جامعي للأسف وقد رأي هذا الجيب «مناسبة جامعية» في التعبير عن «مشاعره» تجاه غزة بما يناقض سياسة الحكومة والدولة، فقد اتخذت خمس جامعات مصرية تابعة للدولة - لا خاصة ولا أهلية - قرارات حاسمة بفصل 28 طالبا «إخوانيا» - ضمن توصيف اتهامهم! - بما برر الفصل!، والتحقيق مع 69 طالبا آخرين في الجامعات الخمس، وكانت «المناسبة الجامعية» - احتفال جماعة 9 مارس لاستقلال الجامعات في حرم جامعة القاهرة!، مناسبة جامعية 0 كما نري - تتوافق ما قررته الجامعات الخمس حيث قياداتها مستقلة تماما عن كل ما فعلته الدولة من مظاهر «التأييد» لغزة ونكبتها حتي تعرف «جماعة 9 مارس » أن هناك قيادات جامعية تعرف الاستقلال وتعمل به في تأديب طلابها وعقابهم علي مشاعرهم تجاه غزة!، فقد تلاحظ لهذه القيادات الجامعية - غير المنتخبة والحائزة «علي» «الايزو» في الالتزام والانضباط الأمني داخل مقار جامعات الزقازيق وكفر الشيخ وبورسعيد وأسيوط والأزهر فرع المنصورة أن الطلاب - بينهم 3 طالبات - لابد من فصلهن لمدد تتراوح ما بين أسبوعين وشهر!، وأن هناك من الطلاب عدد 69 آخرين قد شاركوا من تقرر فصلهم في مهرجان التضامن مع غزة!، كما أن هؤلاء وأولئك قد رفعوا شعارا من كلمتين: «راقي بأخلاقي» مما أزعج القيادات الجامعية! وقد رأت كلية الآداب في جامعة الزقازيق إحالة 10 من طلابها - أسرة الحضارة الإسلامية - إلي التحقيق حتي لا تخرج حملة «راقي بأخلاقي» بكامل زينتها علي الطلاب في الكلية!، ولكن التهمة التي استدعت فصل البعض من الطلاب والتحقيق مع البعض الآخر في الجامعات الخمس كانت تنظيم الوقفات الاحتجاجية لمناصرة الفلسطينيين في غزة، وجمع التبرعات لإعادة إعمار غزة!، وتعليق لافتات «معا لإعمار غزة»! واشتراك بعض هؤلاء الطلاب في مظاهرات للتضامن مع غزة! قلت في نفس: هل الذي أزعج القيادات الجامعية «الملتزمة» في الجامعات الخمس أن بعضا من طلابها سيدفع بعضا من جنيهاته المصرية القليلة لإعادة إعمار غزة!، خلافا للتعليمات التي نصت مشددا علي أن إعادة إعمار غزة لن يكون بغير اليورو والدولار!، فلا مكان للجنيه المصري ولا حاجة لغزة به! ثم عدلت عن قبول هذا الخاطر عندما لاحظت أن تبرعات الدولة المصرية لغزة كانت عبارة عن مواد غذائية وبطاطين وأودية ممولة بالكامل ومشتراة من السوق المصرية بالجنيه المصري طبعا، ولم يقتنع عقلي بأن القيادات الجامعية في هذه الجامعات قد استشعرت خطرا بالغا من شعار «راقي بأخلاقي» حيث هو صالح كي يكون مطلع أغنية.. بل وعاطفية «كمان» كأن يغني أحد المطربين «راقي بأخلاقي معاكي.. شوفيلي جنيه وياكي»! بقيت الوقفات الاحتجاجية التي أزعجت القيادات، فهل كانت «زحمة» إلي هذا الحد!، حتي أنه لم تعاد لها زحمة حفلة المطرب «إياه» التي راح ضحيتها طلاب دفعوا تذاكر «وقوف» إلي حين النقل إلي المستشفيات!، وهل من ابن حلال يسأل لي عن طبيعة هذه القيادات الجامعية التي قادت أعمال الفصل والتحقيق!.