سقوط السوبر ستار.. النجوم الكبار " صفر كبير " البصمة غير موجودة.. المهارات الفردية غير متاحة.. الفاعلية في صناعة الانتصارات مفقودة.. سطور نترجم بها مصير فئة السوبر ستار ممن جري الرهان عليهم في وقت سابق لصناعة الانتصارات. من نتحدث عنهم هنا هم كبار النجوم الذين راهن عليهم الجميع في منح كأس العالم للمتعة الكروية وانتزاع الآهات من صدور الجماهير.. مر الدور الاول لمسابقة كأس العالم دون أن يكون للنجوم بصمة حقيقية في منح منتخباتهم بطاقات التأهل الي دور الستة عشر. أغلبهم برر الامر بالرقابة اللصيقة، والبعض برر الامر بأن البداية دائما اصعب واللعب يكون علي قدر الحاجة وهو حصد النقاط، ومنهم من تعرض للطرد وودع الدور الاول بصورة غير لائقة لاسمه وبريقه. والعنوان الابرز هنا إن أجاز التعبير هو نهاية زمن النجم الاوحد في منتخبات المونديال خلال الدور الاول ومرور من صعد وسقوط من سقط دون أن يكون للنجم الاوحد الذي جري الرهان عليه قبل بداية البطولة بصمة حقيقية. منتخب البرازيل أحد أهم نماذج الظاهرة بكل ماتحمل من معان، خاصة أن الصغير قبل الكبير كان يعلم أن ماركوس دونجا المدير الفني لراقصي السامبا راهن قبل بداية البطولة علي بيليه الابيض او كاكا صاحب القميص رقم 10 ونجم وسط ريال مدريد الاسباني ليكون نجم البرازيل الابرز في المونديال، والمثير أن كاكا كان أسوأ لاعبي راقصي السامبا في الدور الاول، فظهر بمستوي متواضع للغاية في اللقاء الاول امام كوريا الشمالية الذي فازت خلاله البرازيل بصعوبة بالغة 2-1، ولم يقدم كاكا ايا من لمساته الساحرة وغابت تمريراته المؤثرة الي رءوس الحربة وكذلك لم يكن له تواجد علي مرمي المنافس. وكان المبرر وقتها انه تعرض لرقابة لصيقة من مدافعي كوريا الشمالية أدت الي ابتعاده عن مستواه المعهود ، وفي اللقاء الثاني امام كوت ديفوار كان كاكا متوترا وعصبيا بصورة غير متوقعة ولم يكن ورقة رابحة للبرازيل رغم عدم تعرضه لرقابة كالتي مارسها عليه مدرب كوريا الشمالية، وتعرض للطرد في الشوط الثاني بعد أن نال بطاقتين صفراء في اقل من 5دقائق وانتهي مشواره سريعا في الدور الاول. وفي منتخب البرتغال كان الرهان منذ البداية علي كريستيانو رونالدو لاعب وسط مهاجم ريال مدريد الاسباني واغلي لاعب كرة في التاريخ، وهو اللاعب الذي وصفه مديره الفني كارلوس كيروش ب: النجم الخارق للعادة واراهن عليه من اجل منح البرتغال بطاقة التأهل الي الدور قبل النهائي وتكرار انجاز فليبو سكولاري، رونالدو هو اعظم لاعبي البرتغال عبر تاريخها واراه افضل من ايزيبيو وكذلك لويس فيجو وهو قادر علي تحقيق طموحات الجماهير البرتغالية، وبعد نهاية تصريحات كارلوس كيروش المدير الفني انطلقت مسيرة برازيل اوروبا في المونديال ولكن بلا ادني بروز حقيقي لرونالدو، فهو لم تكن له بصمة حقيقية في مباراة كوت ديفوار الافتتاحية التي انتهت بالتعادل السلبي وكانت بصمة رونالدو الوحيدة هي تسديدة قوية اصطدمت بالعارضة، وفي مباراة كوريا الشمالية حققت البرتغال فوزا تاريخيا بالفوز بسبعة اهداف مقابل لاشيء، الطريف في تلك المباراة أن رونالدو لم يظهر علي الاطلاق تهديفيا سوي بعد أن نجحت البرتغال في تسجيل 5 اهداف، وكان مبرره بعد نهاية اللقاء تعرضه لرقابة لصيقة ادت الي ابتعاده عن الصورة وانه يطلب الحماية من الحكام، واذا كان كاكا هو افضل لاعبي العالم لعام 2007 فخليفته الذي حاز علي الكرة الذهبية بعده في العام التالي 2008 هو كريستيانو رونالدو. ومن تابع مباريات منتخب هولندا يجد انها نجحت في العبور الي دور الستة عشر كأول منتخب يتأهل الي الدور التالي من بين ال32 منتخبا بفوزين علي الدنمارك واليابان علي الترتيب دون أن يكون هناك تواجد لأهم لاعبي المنتخب الهولندي ارين روبين الذي قدم موسماً استثنائياً مع بايرن ميونيخ الالماني والذي يعالج من الاصابة حاليا ويعد روبين هو احد ابرز 10 لاعبين في العالم خلال العامين الماضيين . وكان الاداء الجماعي هو السمة الابرز لمنتخب هولندا في الدور الاول. ولم يظهر ليونيل ميسي افضل لاعبي العالم لعام 2009 والافضل في النصف الاول من العام بمستواه الساحر الذي كان عليه في فريقه برشلونة الاسباني في الاعوام الثلاثة الاخيرة، ورغم الاشادة المستمرة من جانب دييجو ارماندو مارادونا المدير الفني للارجنتين الا أن تحليلات الخبراء التي لاتعرف المجاملات واكدت أن ميسي أقل بكثير مما عليه في البارسا خاصة في عنصر التهديف، حيث كان يسجل هدفا في كل مباراة، في حين لم يسجل ميسي مع الارجنتين في اول مباراتين لراقصي التانجو وعاب عليه في نفس الوقت الفشل في اللعب بمركزه الجديد كصانع العاب ولاعب ثالث في الهجوم، رغم اجادته به في وقت سابق مع برشلونة، بخلاف تباطوء ميسي في التعامل مع الكرة بعكس سرعته المعروف عنها عندما كان يرتدي قميص البارسا خلال العام ونصف العام الاخيرة. وشهدت الاوساط الانجليزية الاعلامية هجوما شرسا علي وايني روني الهداف المميز للانجليز واللاعب الابرز في الكتيبة المختارة من فابيو كابيللو، وتعرض روني للهجوم العنيف من جانب الاعلام الانجليزي خاصة بعد مباراة انجلترا امام الجزائر التي شهدت فشله في تسديدة كرة واحدة علي مرمي المنتخب الجزائري، بالاضافة الي تراجع مردود التعاون بينه وبين زميله ايميل هيسكي رأس حربة الانجليز. ويعد روني هو الفتي الذهبي للمنتخب الانجليزي وكان فرس الرهان لمديره الفني الايطالي الذي توقع له أن يكون احد ابرز لاعبي المونديال الاسمر في نسخته الاولي. وسقط ايضا في الدور الاول نجم آخر كان يجري الرهان عليه من قبل منتخب بلاده وهو فابيو كانافارو قائد ايطاليا وافضل لاعبي العالم عام 2006 الذي شهد تتويج ايطاليا بطلا لكأس العالم، وكان كانافارو رهان خاسر لمديره الفني مارشيلو ليبي بسبب اخطائه القاتلة التي أدت الي فقدان ايطاليا ل4 نقاط مباشرة بالتعادل الايجابي امام باراجواي ونيوزيلندا كلاهما سجل في مرمي ايطاليا من اخطاء قاتلة لكانافارو. والكرة الافريقية كان لها نصيبها من الامر، والابرز علي الاطلاق في ذلك المجال هو منتخب غانا الذي قدم العروض الافضل للكرة السمراء في المونديال دون أن يكون ضمن التشكيل الاساسي كل من سولي مونتاري نجم الانتر الايطالي وكذلك ستيفان ابياه قائد بولونيا وقائد المنتخب في نفس الوقت، وكلاهما نجم ابعده المدير الفني ميلوفان من التشكيل الاساسي لاسببا تتعلق باللياقة البدنية والظهور السييء لهما في المباريات الودية. ولم تستفد الكاميرون بوجود نجم سوبر لديها هو صامويل ايتو هداف انتر ناسيونالي الايطالي والنجم السابق لبرشلونة الاسباني وكانت اول المنتخبات التي ودعت المنافسات مبكرا بالخسارة امام الدنمارك ومن قبلها الخسارة من اليابان، الطريف أن ايتو قبل بداية مشوار الاسود في المجموعة الخامسة ادلي بتصريح ساذج قال فيه بالنص:الكاميرون ستنافس علي لقب كأس العالم، ولها القدرة علي احراز الكأس ونحن من سيشرف افريقيا ومجموعتنا سهلة والعبور الي دور الستة عشر سهلا للاسود. وكان السقوط الأكبر لدولة النجوم من نصيب النجم الأسمر نيكولاس انيلكا الذي علقت عليه الجماهير الفرنسية آمالا عريضة وتوسمت فيه أن يؤدي دور نجم الديوك زين الدين زيدان الذي تمكن من انتزاع كأس العالم في 2002 وبلغ المباراة النهائية في بطولة 2006 . وبعيداً عن الظهور الباهت لانيلكا ورفاقه كان سقوطهم الاخلاقي مدويا بعد أن قرر الاتحاد الفرنسي استبعاد أنيلكا من الفريق بعد أن تطاول علي مدربه وسبه بألفاظ يعاقب عليها القانون لمجرد أن المدرب ريمون دومينيك طلب من مهاجمه أن يبقي في منطقة الجزاء ولا يغادرها، مما كان من أنيلكا أن قال لمدربه إذهب إلي الجحيم يا أبن العاهرة، وبعد استبعاده من الفريق امتنع زملاؤه عن التدريب مهددين بعدم أداء المباراة الأخيرة في مجموعتهم ليكون السقوط مدوياً علي المستوي الفني والاخلاقي.