في مصر توجد ثروات فندقية تناطح أشهر الفنادق في العالم.. ولأن مصر بلد رائع وجميل وبه النيل ولأن من حظ القابضة للسياحة، بل ومن حقها أن تنفرد وتفخر بامتلاكها لفنادق تاريخية كفندق «الكتراكت» بأسوان وهو درة فنادق القابضة للسياحة، كما يقول رئيس مجلس الإدارة السيد علي عبدالعزيز ولذلك أسباب كما يقول.. وقلت له ماذا تقول؟! قال إنه مع امتداد السكة الحديد لجنوب مصر زادت أعداد السياح لزيارة مدينة أسوان، ومع زيادة الاعداد بدأ في التفكير في بناء فنادق علي ضفاف النيل، بالاضافة للمراكب النيلية لتزيد من الطاقة الفندقية للمدينة.. فندق كتراكت مبني علي طراز الفيكتوري، حيث كان الطابع الانجليزي غالبا علي الطراز المعماري لهذه الفترة الزمنية، واستمد اسم الفندق من الصخور الجرانيتية الضخمة المنتشرة في النيل في هذه المنطقة وقد صمم الفندق نفسه علي كتلة صخرية مما يتيح لنزلائه التمتع بمظهر النيل المتجه للشمال.. ظهر أول إعلان للفندق في جريدة الاجيبشان جازيت يوم 11 ديسمبر 1899 وأعلن عن وجود غرف كبيرة وشقق فندقية ومكتبية وطاولة بلياردو ومدفأة وكهرباء تعمل طوال الليل وكان الفندق في ذلك الحين يستوعب حوالي 60 ضيفا مقيما.. وفي عام 1901 زاد الطلب بشدة علي الغرف حتي اضطرت ادارة الفندق لاقامة الخيم لاقامة النزلاء وتمت اضافة غرف جديدة عام 1902 لتضاعف عدد الغرف، وانتشرت شهرة الفندق في العالم كله.. وحضر افتتاح المطعم الرئيسي 1902 الذي اقيم في العاشر من ديسمبر من نفس العام الخديو عباس حلمي حاكم مصر وديوك كونوت الابن الثالث للملكة فكتوريا ولورد وليدي كرومر والشاب ونستون تشرشل وجون ايرد مهندس سد اسوان الذي أرسي حجر اساس السد في نفس اليوم وباقة كبيرة من رجال الدولة والوزراء.. بالرغم من أن الطابع الهندسي الخارجي للفندق ذو طابع فيكتوري إلا أن التصميم الداخلي للفندق ذو طابع شرقي، والمطعم الرئيسي الذي مازال موجوداً للآن يتمتع بطابع أندلسي فريد، ذي قبة ترتفع عن الارض بحوالي 75 قدما والعواميد مستوحاة من مدفن السلطان قلاون والزخارف مستوحاة من جامع ابن طولون في القاهرة والمطعم مصمم ليستوعب 200 ضيف مع مكان غير مرئي مخصص للأوركسترا.. أما أشهر أماكن الفندق علي الاطلاق فهو التراس الخاص بالفندق حيث يمكن للضيوف رؤية غروب الشمس من الساعة الرابعة الي الساعة السابعة مساء حتي إن هناك بعض نزلاء الفندق المستديمين لهم أماكن مخصصة لهم منذ عشرين عاما.. من أشهر ضيوف الفندق اجاثا كريستي التي كتبت روايتها الشهيرة «جريمة علي النيل» هناك كما صور الفيلم ايضا في فندق كتراكت، وكان الجناح الملكي هو المكان المفضل لملك مصر والسودان الملك فؤاد وكان النحاس باشا رئيس وزراء مصر يجلس علي الاريكة في الجانب الايمن من بهو الفندق وكان طعامه الخاص يعد في مطبخ الفندق القديم.. ومن مشاهير ضيوف الفندق أيضا الاغاخان الذي واظب علي زيارة الفندق كل عام لعلاج الروماتيزم وكانت أولي زياراته عام 1937 حيث قضي شهر العسل في الجناح الجنوبي في الدور الثاني وعقب وفاته عام 1957 طلب أن يدفن في أسوان.. وقد استغرق بناء قبره حوالي عامين وهو ما يراه الضيوف من شرفة الفندق في الوقت الحالي.. وفي عام 1939 ومع بداية الحرب العالمية الثانية وروميل ومونتجمري علي مشارف العالمين أرسلت الاسر الانجليزية في مصر بناتهن الي اسوان للحماية من الحرب القادمة واختلطوا بالعائلات التي كانت تقيم بالفندق وغير قادرة علي العودة الي بلادهم وكانت من المرات الاولي التي يسمح للجنود بالدخول للفندق بالزي العسكري وبدون الملابس الرسمية.. وفي بداية عام 1946 ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية ظهرت أول صحيفة تصدر بعد الحرب وظهر بها إعلان للفندق في ديسمبر 1946 وكانت إدارة الفندق ادارة سويسرية والموظفون به يونانيين وايطاليين وسويسريين، أما الموظفون المحليون فكانوا من أهل النوبة.. ومازال يتدفق علي الفندق الزوار من جميع أنحاء العالم لزيارة هذا الفندق العريق.. وتقوم الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق «إيجوث» التابعة للشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما بعملية تجديد شاملة للفندق لترجع به إلي أصوله وتراثه القديم.