· سوريا تضم أرضها قبر «هابيل» ولذلك دلالة لأنها جزء أصيل من تاريخ الحضارة الإنسانية · في لبنان تفقدنا «زحلة» المدينة الجميلة بجبالها العالية الخضراء وما أحلي ما تتناوله من الطعام اللبناني الشهير وما أجمل الزيارات لمنطقة مغارة «جعيتا» الاسطورية دمشق - بيروت - حمدي عندما تذهب لبلاد الشام تشعر بالحنين لليالي زمان وتتذكر بطولات القادة العظام وتسترجع أمجاد الدولة الأموية وتجول بخاطرك فدائية صلاح الدين الأيوبي الذي يطل تمثاله علي الساحة الفسيحة المقابلة للمسجد الأموي ولو عكفت قليلا مبتعدا إلي جهتي اليمين واليسار ستجد سوق الحميدية الشهير بحوانيته وممراته الداخلية وتصل أيضا إلي منطقة «البذورية». جو وعبق تاريخي تشم رائحته وتستمتع بنسيمه ونسماته حتي لو تذوقت طعاما تشعر بلذة استطعامه لأنه غير ملوث لأنه تشرب من نهر «بردي» الذي قال فيه أمير الشعراء أحلي الكلام ونظم الشعر عنه وقال: سلام من صبا بردي أرق ودمع لايكفكف يادمشق.. وقال أيضا سماؤك من حلي الماضي كتاب وأرضك من حلي التاريخ رق.. بل وصفها بقوله دخلتك والأصيل له انتلاق ووجهك ضاحك القسمات طلق.. وكذلك.. جزاكم ذو الجلال بني دمشق.. وعز الشرق أوله دمشق، فعلا دمشق لها رحيق خاص حتي لو تجولت في الأحياء القديمة.. تجدها نظيفة وجميلة والمباني تكاد تنطق وتتحدث عمن شيدها ومن بناها.. حتي في منطقة «باب توما» الشهير ولن أتحدث عن الجبل العالي «قسيون» الذي تري وأنت عليه مدينة دمشق وكأنها «لؤلؤة» وما أحلي تواجدك عليه ليلاً وبالطبع كانت لنا جولة في سوق الحلوي الشهير بدمشق بشارع الميدان حيث العشرات من المحلات التي تقدم أشهي وأطعم الحلويات الشامية الشهيرة.. البائع يقابلك بابتسامة ويصر علي تذوقك لأي نوع قد تقع عيناك عليه ويسعد عندما تبلغه بأنك قادم من مصر لتزور بلاد الشام فيرد عليك بكلمة مرحبا بالأخ وابن العم.. وقد لا يعلم العديد منا بأن منطقة «سرغا يا» والزبداني وبلودان ووادي بردي الواقعة علي طريق دمشقبيروت يوجد بالقرب منها قبر «النبي هابيل» ابن سيدنا «آدم» أبوالبشر أجمعين.. هابيل الذي قتله أخوه «قابيل» وتعلم كيف يدفن أخاه عندما شاهد «الغراب» ففعل كما شاهد.. سوريا تضم أرضها قبر «هابيل» ولذلك دلالة لأنها جزء أصيل من تاريخ الحضارة الإنسانية.. وما أجمل الطريق الذي يوصل إلي بيروت في لبنان فلا تزيد مسافته علي 110 كيلو مترات.. مجرد ساعة من الزمن ما بين دمشقوبيروت تماما كالمسافة فيما بين القاهرة وطنطا ومدد ياسيدي أحمد البدوي.. وعندما تصل إلي المنطقة الحدودية تجد الإعلانات المسطرة ذات الألوان التي تقول.. «حماك الله يا أرض الشام»، كانت رحلة رائعة نظمتها غرفة شركات السياحة المصرية التي يترأسها خالد المناوي وكان قائد الرحلة «ناصر تركي» نائب رئيس الغرفة ومعه الدينامو الذي لايهدأ «رياض قابيل» أمين عام الغرفة وبمشاركة فاعلة من باسل السيسي رئيس اللجنة الاقتصادية وشارك في الرحلة أيضا العديد من أصحاب الشركات وبعض الشخصيات وطبيعي ألا ننسي الدور الرائع لشركة «لاكي تورز» وجدية الواثق اللواء محمد رضا وفاعلية يسري حسين الذي لم يهدأ سواء في سوريا أو لبنان. في سوريا قمنا أيضا بزيارة الأديرة التاريخية القبطية في معلولة وصيدنايا وفي يوم الوصول لمنطقة الحدود السورية اللبنانية كانت الأمطار غزيرة وكأنها ترحب بالقادمين كدلالة علي قدوم الخير علي حد تعبير «أسامة العشري» وكيل أول وزارة السياحة الذي أكد علي التمثيل المشرف لأي مسئول مصري جاد حريص علي سمعة ومكانة بلاده ويكفي موقفه الرائع أثناء اللقاء مع وزير السياحة اللبناني عندما أبلغه عما حدث مع ضابط لبناني صغير مع أحد أصحاب الشركات السياحية تشاء الظروف أن يتشابه اسمه مع اسم آخر ممنوع من دخول «لبنان» وأصر الضابط علي عودته مرة أخري إلي سوريا وعلي الفور وكان الدور الرائع ليسري حسين ممثل شركة «لاكي تورز» الذي جهز سيارة لتعود بصاحب الشركة وزوجته إلي دمشق معززين مكرمين وتم حجز أماكن الإقامة لهما بأحد فنادق دمشق ليمضي بقية أيام الرحلة في سوريا.. الوزير اللبناني علم بالواقعة واستاء من هذا التصرف وقدم اعتذاره للوفد المصري بل وأصر علي عقد مؤتمر صحفي حضرته القنوات التليفزيونية والفضائيات اللبنانية وأشاد بالعلاقات الحميمية بين الشعبين المصري واللبناني وقرر عرض الأمر في اجتماع مجلس الوزراء اللبناني وحيا الوفد المصري وكان الرد ببلاغة علي لسان أسامة العشري الذي أكد علي الأخوة وصلات القربي والدم.. وشكرًا للوزير عبود. ما علينا مكثنا في لبنان خمس ليال وتفقدنا «زحلة» المدينة الجميلة بجبالها العالية الخضراء وما أحلي ما تتناوله من الطعام اللبناني الشهير وما أجمل الزيارات لمنطقة مغارة «جعيتا» الاسطورية والتي تعتبر بحق إحدي عجائب الدنيا فمن شاهدها لايستطيع أن يصف ما شهده! حتي في منطقة السيدة حريصة «مريم العذراء» ومنطقة جونيه الرائعة ومنطقة المرفأ القديم وقلعة «بيلوس».. وما أحلي التجوال في بيروت ليلا والتمتع بالسهر.. عموما كانت رحلة وجولة ناجحة في كل من دمشقوبيروت.. كانت اللقاءات والضيافات من قبل السفارة المصرية في دمشقوبيروت أيضا.. كان التلاقي محببا وبالدرجة أنه أسفر في لبنان عن توقيع بروتوكول وتنظيم البرامج السياحية المشتركة مثلا بين مصر ولبنان وتشجيع السياحة الشعبية وضرورة إعادة النظر لإعادة الخط الملاحي بين الاسكندريةوبيروت.. كانت رحلة جميلة لم يلوح فيها أي أحد بأي «نبوت» ويكفي أن شركة «لاكي تورز» المصرية وقعت اتفاقية كبيرة بين مصر وسوريا ومصر ولبنان للتبادل والمشاركة السياحية تأكيداً للمحبة والصداقة الأبدية.