· صعد أحمد محمد أحمد 56 سنة موظف بحي شبرا وخطيب مسجد «الرحمن» بشارع المحطة بالجيزة وتناول الخطيب قصة بني إسرائيل في القرآن الكريم وبدأ في شرحها للمصلين ذاكرا خيانتهم ونقضهم لعهودهم ومكرهم نجحت وزارة الأوقاف خلال السنوات الأخيرة في أن تحجم الأئمة والخطباءوالدعاة بالمساجد من الخوض في أي أمور لها علاقة بالسياسة للدرجة التي جعلت بعضهم يتخوف من الخوض في أمور دينية مثل عدالة عمر وأخلاق الصحابة وإدارتهم للبلاد ومعاملتهم الحسنة للبسطاء من المسلمين حتي لايفهم أنه اسقاط علي حكم «مبارك» وهي خطة وضعتها الأجهزة الأمنية التي رأت أن ترك حرية الحديق للخطباء والدعاة يمثل خطرا داهما علي الأمن السياسي للبلاد فهو من وجهة نظرهم يجلب الارهاب مما دفع مباحث أمن الدولة إلي اشتراط الحصول علي موافقتها حتي يستطيع الامام الصعود إلي «المنبر» ولأن بعض الخطباء يختلط عليهم الأمر ولا يلتزمون حرفيا بما تمليه عليهم الأوقاف ومفتشوها ومباحث أمن الدولة، لذلك يفاجأون بخصومات في الرواتب واستدعاءات أمنية ومحاضر في أقسام الشرطة، وهو ما حدث مع خطيب بأحد مساجد شارع المحطة بالجيزة لا لشيء سوي أنه تطاول علي إسرائيل في خطبة الجمعة. ففي صلاة الجمعة الماضية- الأول من يناير- صعد أحمد محمد أحمد 56 سنة موظف بحي شبرا وخطيب مسجد «الرحمن» بشارع المحطة بالجيزة وتناول الخطيب قصة بني اسرائيل في القرآن الكريم وبدأ في شرحها للمصلين ذاكرا خيانتهم ونقضهم لعهودهم ومكرهم مؤكدا أن الله غضب عليهم ولعنهم وابتلاهم قديما، ثم بدأ الخطيب بعد ذلك في الحديث عن مأساة اخواننا الفلسطينيين والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليهم واحتلال أراضيهم التي تضم أولي القبلتين «المسجد الأقصي» وبعدها أنهي الخطيب خطبته وأقام الصلاة وفور خروج الامام من المسجد فوجئ بمفتش الأوقاف يعاتبه ويعنفه علي الحديث في السياسة وسب اليهود وإسرائيل وهو ما اندهش لأجله الخطيب الذي علم أن الحوار ربما يتطور لخصومات مالية ومساءلة من أمن الدولة. وفي اليوم التالي توجه خليفة عبدالعزيز مفتش أوقاف منطقة الجيزة إلي قسم الشرطة وحرر محضرا حمل رقم 34 أحوال قسم الجيزة لسنة 2010 ضد خطيب المسجد اتهمه فيه بأنه حرض المصلين علي عدم التعامل مع إسرائيل، كما قام بسب الاسرائيليين وكشف مفتش الأوقاف في محضره عن كارثة وهي صدور قرار من وزير الأوقاف برقم 238 لسنة 96 ينص علي عدم تعرض خطباء المساجد إلي إسرائيل وطالب مفتش الاوقاف في محضره بضرورة التحقيق مع خطيب المسجد وتحويله إلي النيابة. من ناحيته أكد الشيخ «عادل» إمام أحد المساجد بشارع المحطة أن مفتشي الأوقاف يغالون في تنفيذ التعليمات ومعظمها تعليمات شفهية لاينص عليها قانون أو دستور فإمام المسجد يضع أمام عينيه مئات الخطوط الحمراء علي رأسها رئيس الجمهورية ووزير الداخلية وإسرائيل وأمريكا حتي أن الخطباء.. والكلام علي لسان الشيخ عادل يخشون الخوض في بعض الأمور الدينية التي تتعلق بسيرة الرسول والصحابة خوفا من الربط بينها وبين الوقت الحاضر. وأشار الإمام إلي أنه حاصل علي ماجستير في علوم الشريعة إلا أنه عندما تقدم للحصول علي تصريح بالخطابة فوجئ بتحويل أوراقه إلي مباحث أمن الدولة التي رفضت التصريح له رغم نجاحه في اختبارات الأوقاف وهي مسألة يعاني منها الآلاف ويصر عليها أمن الدولة.