في وقت من الأوقات تحولت «صوت الأمة» من صحيفة تتابع الأحداث وتلاحق الأخبار إلي صانعة للأحداث والأخبار.. ساهمنا مع غيرنا في تحويل الصحافة إلي أقوي وأكبر حزب معارض في مصر في ظل غياب وضعف القوي السياسية والحزبية.. يكفينا شرفاً أننا كنا جزءاً من أهم وأخطر انتفاضة شهدتها مصر في ال25 عاماً الأخيرة، وهي انتفاضة القضاة الإصلاحيين التي انطلقت من نادي القضاة تحت شعار الاستقلال القضائي وقدمنا إلي المحاكمة في القضية الشهيرة التي عرفت حيناً باسم قضية القائمة السوداء للقضاة الذين زوروا الانتخابات وعرفت حيناً آخر باسم قضية «مكي والبسطويسي» وهما اثنان من قادة الانتفاضة التي هزت مصر ورسخت في أذهان الجميع أن الإصلاح القضائي هو أساس الإصلاح السياسي وأن الإصلاح القضائي هو الذي يؤدي إلي سقوط وانهيار الديكتاتوريات.. مازلت أعيش مشهد القضاة الاصلاحيين وهم يقفون ويحتجون بشموخ أمام دار القضاء العالي يهزون الأرض ويدغدغون العواطف بعد أن وضع فيهم الناس شحنات عواطفهم المكبوتة. تجاربنا الصحفية سلسلة متصلة الحلقات حتي وإن تقطعت أوصالها لفترات سنحاول أن نطور منهجنا الصحفي لننتقل من مرحلة إلي أخري.. نطمح إلي إعادة الاعتبار للمهنية في العمل الصحفي وتحديداً للأخبار والمعلومات والتحقيقات الصحفية. أؤمن أن الوثائق هي أم الحقائق وأن المستندات هي سلاحنا في كل الصدامات والصراعات، نتنفس المعلومات ونعشق التحقيقات لذلك سنرفع في «صوت الأمة» في المرحلة القادمة شعار: معلومات وأخبار وتحقيقات من أول صفحة إلي آخر صفحة، بدأنا من هذا العدد الذي بين أيديكم.. مجرد بداية متواضعة لتجربة صحفية جديدة ستكتمل خلال أيام. لدينا حلم سياسي بسيط جداً هو أن تتحول مصر من دولة بوليسية إلي دولة مدنية تأخذ بالديمقراطية الحقيقية القائمة علي مبدأ «تداول السلطة» هذا هو حلمنا الذي يستحقه كل المصريين. أما منهجنا فهو: أخبار ومعلومات وتحقيقات من أول صفحةإلي آخر صفحة..