· 3 تيارات تحكم الكنيسة أقواها يسير علي خطي شنودة · البابا لعب دورا هاما في قضية مياه حوض النيل لصالح الأمن القومي.. لكن تأييده لجمال أثار غضب يؤانس ومرقص بلا شك تورطت الكنيسة في لعبة السياسة التي لاتخضع لأي قواعد وبلاشك البابا شنودة هو البطريرك الوحيد في تاريخ الأقباط الذي أقحم الكنيسة في دائرة السياسة المفرغة التي يصعب الخروج منها وإذا كان شنودة استطاع أن يحقق بعض المكاسب من خلال علاقة الكنيسة بالدولة، وعقد الصفقات الخفية مع النظام وبروز دور رجال الدين المسيحي واطلالهم علي المشهد السياسي، واعلان الباباشنودة في انتخابات رئاسة الجمهورية السابقة تأييده لمبارك ودعوته بصورة علانية للأقباط بالذهاب إلي صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات شنودة محترف السياسة أقدم علي هذه الخطوة حتي يلحق بركب المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية في محاولة مكشوفة لنيل ثقة ورضا النظام وهو ما حدث بالفعل في قضية العلاقات المصرية الأثيوبية حيث يري المراقبون أن البابا لعب دور وزير الخارجية عندما اجتمع مع رؤساء الكنآئس القبطية الأثيوبية والارثوذكسية الأرمنية وفوجئ الجميع بأن رئيس الكنيسة الأخير أكد علي ضرورة التوحد لمواجهة الاوضاع المتوترة في منطقة الشرق الأوسط ! وقد عزز هذا التفسير حضور رئيس الكنيسة الحبشية الاجتماع رغم أنه سبق ورفض فكرة عودة كنيسته لاحضان الكنيسة الارثوذكسية الأم بمصر وحسب مصدر مطلع فإن شنودة لعب دورا هاما في قضية العلاقات المصرية الأثيوبية لصالح الأمن القومي المصري خاصة بعد اثارة فضيحة بناء السدود علي روافد النيل في اثيوبيا وهو ما يهدد بتقليص حصة مصر من مياه النيل عندما قام البابا بهذا الدور كان عائدا لتوه من رحلة علاج بالولايات المتحدة وكان الاجتماع سيبدأ عقب عودته بيوم واحد تحامل البابا علي نفسه، وذهب للمجتمعين وهو ما يعزز أهمية اللقاء بعد ازدياد الهيمنة الأثيوبية وهو ما فسره البعض بأن البابا يحاول الالتفاف علي أثيوبيا والدخول إليها من بابا العلاقات الدينية والهيمنة القديمة للكنيسة الارثوذكسية علي الحبشية فماذا كان الثمن؟ بالتأكيد مزيدا من التنازلات من الدولة المصرية في معالجة الملف القبطي ومزيدا من تأييدات الكنيسة سواء بشكل معلن أو سري لنظام مبارك لدرجة أن التأييد العلني بلغ حد تأييد البابا لأن يرث جمال مبارك الحكم معللا ذلك بأنه لم يظهر من هو جدير بتأييد الكنيسة غير جمال مبارك في نفس الوقت أعلن البعض من الكهنة سواء في العلن أو في السر عدم مساندتهم أو اتفاقهم في الرأي مع الدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد بعدها خرج الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ليعلن مباركة جمال مبارك مما جعل المهتمين بالشأن الكنسي يصنفون الاتجاهات السياسية والفكرية داخل الكنيسة خاصة أن معركة خلافة البابا لاتبعد كثيرا عن الظهور الإعلامي لبعض القيادات الكنسية واقحام آرائهم السياسية في بعض التصريحات الصحفية إلي ثلاثة اتجاهات الأول مجموعة البابا شنودة المقربة منه والثاني تيار ينادي بعدم خوض الكنيسة في السياسة وأن تعود لسابق دورها الروحي فقط بعد أن ورط البابا الكنيسة في جملة أزمات كنسية لاداعي لها أما الاتجاه الثالث فهو صاحب العلاقات بأقباط المهجر ورغم مايثار عن علاقة البابا القوية بأقباط المهجر إلا أنه قد يكون استخدم كورقة ضغط علي النظام ليس إلا لكن الاتجاه الأخير سعي من داخل الكنيسة لتوطيد علاقته خاصة بأقباط أمريكا ويري المراقبون أن الصراع قد احتدم بين أصحاب هذه الاتجاهات الثلاثة وأكد ذلك أزمة الانبا يوأنس سكرتير البابا التي أثيرت اثناء سفر البابا لأمريكا فما نشر يؤكد أن يؤأنس كتب في مذكراته أن السيدة العذراء تنبأت له بكونه البابا القادم! عندها تفجرت الأزمة وأثير أن البابا غاضب بشدة من يؤانس وينوي عزله من منصبه، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماما ما ينشر لأول مرة عن طبيعة الأزمة أن سكرتير البابا وافق علي أن ينتقد أقباط المهجر الرئيس مبارك بصورة علنية اثناء زيارته لامريكا وبارك ذلك كان من المستحيل أن تعلن الكنيسة السبب الحقيقي لذلك جرت تسريبات للصحف بأن يؤانس يطمح في خلافة شنودة للتغطية علي المعركة التي دارت قبل سفر البابا ومعه يؤانس وارميا وبيشوي إلي أمريكا المعركة دارت في قلاية يؤانس بالكاتدرائية بالعباسية تشابك بعض اتباع بيشوي ويؤانس بالايدي ليظهر علي السطح الخلاف الذي حاولت الكنيسة أن تتستر عليه، وليسرب بعض المرتزقة من الملتصقين بالكنيسة للإعلام بأن ارميا وبيشوي اقتحما غرفة يؤانس في أمريكا لافي العباسية للحصول علي المذكرات بدأت الانشقاقات تظهر بقوة ما بين اتجاهين وحرسين في الكنيسة خاصة أن القمص مرقص عزيز كاهن الكنيسة المعلقة اتفق مع يؤانس في ضرورة عدم تأييد جمال مبارك لحكم مصر عزيز أعلنها صريحة «أقول لمن يضعون الاقباط بين الاخوان وجمال مبارك أين الله؟ وليظهر اتجاه يرفض التوريث في الكنيسة بزعامة يؤانس وعزيز في مقابل معسكر البابا شنودة والأنبا بيشوي اللذين أعلنا تأييدهما ل«الوريث» وقد أثير بقوة أن مرقص عزيز يقف خلف تأليف رواية «تيس عزازيل في مكة ردا علي رواية عزازيل ليوسف زيدان وأنه عزيز الأب يوتا- ليذهب مرقص لأمريكا ويفقد الحرس المناهض لتوريث الحكم واحدا من أهم اعمدته فمرقص هو الوحيد الذي انتقد جمال مبارك علي الملأ عندما كان ابن الرئيس يذهب إلي الكاتدرائية في اعياد الميلاد ويمتنع عن حضور احتفالات عيد القيامة لأن العيد الأخير غير معترف به من المسلمين وهو ما جعل مرقص يصف جمال بصاحب الفكر الإسلامي! تم عقاب مرقص بالنفي الاختياري لأمريكا، وتعلم يؤانس درسا لن ينساه بعدم اقحام نفسه في الأمور السياسية ولكن هذا الانشقاق لم ينته تماما، فقد ظهر علي الساحة شباب أقباط لايسيرون علي خطي شنودة في تأييده للرئيس مبارك وإبنه. يقول الناشط القبطي صمويل العشاي مؤسس حركة شركاء من اجل الوطن أن بعض شباب الأقباط انشأ علي الانترنت جروب يدعوا لمقاطعة جمال مبارك وعدم تأييده في الانتخابات القادمة حيث تزامنت الفكرة مع مؤتمر الوطني السادس. قد يبدو أن مقاطعة شباب الاقباط لجمال نابعة من موقف برجماتي حيث يرون أنه لم يقدم جديدا لحل مشاكلهم. يقول العشاي عندما يخرج البابا ليقول إن جمال هو المرشح الوحيد الذي يصلح لحكم مصر فهو بهذا التصريح يساعد علي اهدار حقوق الأقباط، من خلال التصريح السابق يتضح أن المجتمع المدني القبطي إن صح التعبير يقف شوكة في ظهر جمال مبارك، خطورة الانشقاق داخل الكنيسة قد لاتكون بالاهمية إذا لم يتم الاتصال من بعض القيادات الكنسية باقباط المهجر خاصة أن كميل حلمي رئيس تحالف 28 فبراير تكتل المصريين الخارج وهو وثيق الصلة بالدكتور سعد الدين إبراهيم ترددت أنباء قوية عن تجهيزه لاستقبال أيمن نور في أمريكا وابداء استعداده لدفع مصاريف وإيجار قاعة تتسع ل5 آلاف شخص كما أن كميل ينسق لأن يلتقي نور مع بعض السياسيين الامريكان البارزين فهل ماتزال بعض القيادات الكنسية تدعم هذه الافكار أم انهم تعلموا الدرس من قضية يؤانس؟ الكنيسة تغلي بسبب قضية التوريث وغيرها من الصراعات مثل طموح البعض في خلافة البابا وهو ما أدي ببيشوي لان يؤكد أن هناك مؤامرة تحاك ضد شنودة. أراد بيشوي أن «يتاجر» بقضية الشائعات التي ضربت الكنيسة مؤخرا وحتي يحسن من صورته أمام الرأي العام بناء علي نصيحة مستشاري السوء طالب بتكوين لجنة تضم مسلمين ومسيحيين لمعالجة الأزمات بيشوي تطرق إلي مهاجمة زكريا بطرس للإسلام وأكد أنه حال وجود اللجنة فسوف يتم شلح بطرس مع أن الرجل الثاني المعروف يحزمه وصرامته يستطيع أن يوقف بطرس عند حده أو أن يشلحه لكن التوقيت يحتاج إلي المزايدات وأن نلمع بيشوي المحسوب علي حزب البابا الديني نفسه فهو الذي سبق واعلن تأييده لجمال مبارك الازمة امتدت إلي المجلس الملي نفسه فالبابا غضب علي ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي بسبب علاقته بالانبا يؤانس وبسبب وشايات البعض تقدم باسيلي باستقالته من المجلس الملي لكن البابا علق الاستقالة حتي الآن. حزب المنتفعين اراد السيطرة مبكرا علي المجلس الملي لصالح مجموعة شنودة قبل الانتخابات القادمة لاشك أن الكنيسة تعيش هذه الأيام فوق صفيح ساخن ولاشك أن شنودة يتحمل وزر اقحام الكنيسة في السياسة وبالتأكيد حدث مايخشاه الاقباط الذي يخشون تعرض كنيستهم للانشقاقات خاصة بعد ظهور ماكس ميشيل الذي هدد وحدة الكنيسة الإرثوذكسية وسمي نفسه باسم «ماكسيموس» وقد لايعرف هؤلاء أنه لولا علاقة البابا القوية بالدولة لظل ماكس ميشيل علي مسرح الاحداث ولظل يهدد بانشقاق ديني داخل الكنيسة الارثوذكسية المصرية!