· المصريون كانوا يعشقون الزعيم عبد الناصر بدليل ضخامة جنازته وانتحار إناس حزناً علي رحيله · اشتريت تمثالاً لمبارك ب20 جنيهاً.. وأدفع رسوماً عليه والحي أزال التندة التي تغطيه وأبحث عن فنان لترميمه بعد كسر أذنه وبهتان ألوانه وتبلغ رسومه 45 جنيهاً منار سالم تصوير - نسمة السهيتي «قهوة الريس يا أسطي» عبارة يرددها الركاب المتجهون إلي محطة المعصرة بطريق حلوان.. المقصود بالريس هنا هو محمد حسني مبارك المحطة أساسية للركاب ويرجع السر في ذلك إلي وجود تمثال نصفي للرئيس مبارك، محاط بإطار زجاجي تحمله قاعدة خرسانية تبلغ متراً ونصف المتر، علي جانب آخر وتحديداً في محطة كوتسيكا تجد السائق يسأل الركاب «حد عايز قهوة الزعيم». ويقصد السائق الرئيس جمال عبدالناصر، وهذا المقهي به تمثال الزعيم عبدالناصر.. ولا رابط بينهما فصاحب «قهوة الرئيس» هو الحاج محمد زكريا الذي يمتلك المقهي ولا يمتلك قهوة الزعيم عبدالناصر. الأمر مثير خاصة إذ علمنا أن صور الرئيس مبارك ترفع علي مدارس التربية والتعليم بسبب أو بدون سبب، والاجابة معروفة مسبقاً هو النفاق الخالص من قبل الوزارة. لكن في حالة الحاج محمد زكريا لم يكن الحال كذلك. التقيناه وسألناه عن عمر التمثال والثمن الذي اشتراه به ولماذا وضعه أمام المقهي فقال إن المقهي اسمه «نسمة» لكن هذا الاسم محطة أساسية في المعصرة ومنذ 20 عاماً كنت في منطقة مصر القديمة لشراء «حجارة للشيشة» فوجدت أحد الأشخاص ووجدت التمثال عنده أعجبني شكله وألوانه الزاهية، وكان الرئيس مبارك «لسه ماسك البلد حديثاً» وطلبت من المثال شراءه فرفض لأنه كان هناك شخص اشتراه وقال لي لو عايز أعمل لك واحد غيره ، وبالفعل ذهبت إليه بعد اسبوعين واشتريت التمثال ب20 جنيهاً تقريباً ووضعته أمام المقهي علي قاعدة خرسانية كبيرة وضعت له بروازاً من الزجاج للمحافظة عليه من الأتربة. ويضيف الحاج زكريا رغم أنني أدفع رسوم وضع التمثال وبدأت بثلاثة جنيهات ووصلت إلي 45 جنيهاً، إلا أن الحي أزال التندة التي تظلل التمثال منذ خمس سنوات، وأصيب التمثال بعدة بكسور في الأذن كما أصبحت ألوانه غير زاهية وأبحث الآن عن شخص يعيد له ألوانه الزاهية، لكنني لم أعثر عليه بعد لأن المثال توفي، وسأبحث في كلية الفنون الجميلة عن فنان يصلح ما أفسده الدهر. وعن سبب تمسكه بالتمثال قال: أولاً أنا من مواليد 1941 وعاصرت الزعيم والسادات ومبارك الناس كلها كانت تحب عبدالناصر ويدلل علي ذلك جنازته لدرجة أن هناك أناسا انتحروا حزناً عليه بينما السادات رفع رأس البلد بعد حرب أكتوبر 73 أما الرئيس مبارك فقد عاصر كليهما وعرف أخطاءهما «وده اللي عاجبني في مبارك».. وقال: الناس لن يعرفوا قيمة الرئيس مبارك، إلا بعد وفاته - لا قدر الله.