أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، رمز للتحديث و التنوير ويعكس بسياسته الوجه الحضاري للإسلام، له كريزما، أي حضور قوي يتسم بمنطق العلماء. وتصادف فترة ولاية أكمل الدين إحسان أوغلي الأولي 2005-2010 لأعلي منصب في منظمة المؤتمر الإسلامي أن السنة الحالية و شهر سبتمبر بالتحديد الاحتفال بالعيد الأربعين لقيام المنظمة الدولية، وهي ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأممالمتحدة. ووجود أكمل الدين إحسان أوغلي علي قمة المنظمة فرصة لأن يستمع الغرب في واشنطن و باريس وجنيف إلي منطق الإسلام المستنير. وأعرف من القريبين له انه يري في الإعلام أداة في غاية الأهمية لكسب الآخر و مد جسور التعاون بين الإسلام والغرب. وقد استخدم أكمل الدين إحسان أوغلي ببراعة أداة الإعلام في إجاباته علي الإعلام الغربي المسيس عدة نقاط في غاية الأهمية أهمها محاولة هذه الدوائر الغربية المسيسة المساس بقرار مجلس حقوق الإنسان الخاص بحرية الرأي و التعبير. فقد أكد الأمين العام للمؤتمر الإسلامي ومشدداً علي أن التعاون الذي تم بين مصر (ممثلة للدول الإسلامية والعربية) و الولاياتالمتحدةالأمريكية (ممثلة للغرب)، إنجاز مهم وغير عادي علي الاتفاق علي قضية من أهم القضايا الخلافية بين الغرب والشرق. وحاول مندوب إحدي وكالات الأنباء الغربية، التي تدعي الحياد و يعتمد عليها العالم في متابعة أخبار الكون، أن ينال من هذا القرار استناداً إلي أن بعض الدول الإسلامية العربية لا تطبق الديمقراطية و حرية الرأي والتعبير. فكان رد أكمل الدين إحسان أوغلي شافياً واضحاً و كافياً. وظني أن هذه الحوارات بين كبار المسئولين في العالم الإسلامي و العالم العربي في غاية الأهمية لنقل الصورة كاملة عن عقل الاعتدال و التسامح و التنوير. وهنا يهمني أن أحدد ما أكده في الشأن الذي يهمنا نحن في المنطقة سواء في فلسطينالمحتلة و العالمين العربي و الإسلامي. قال إنه إذا حلت جميع المشاكل بين الغرب و الإسلام و لم تحل القضية الفلسطينية فسوف تبقي هناك مشكلة معلقة. وأضاف إن القضية الفلسطينية هي لب القضية و هي علي رأس جدول أعمال أمريكا-الغرب مع العالم الإسلامي. وأضاف أن هناك لغة جديدة إيجابية من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والجميع ينتظر منه أن يضع ثقله وراء هذه القضية ذات الأهمية الخاصة للعالم الإسلامي. وهذه التصريحات أدلي بها أكمل الدين إحسان أوغلي قبيل حصول الرئيس أوباما علي جائزة نوبل للسلام و كانت كلمات الأمين العام للمؤتمر الإسلامي- وكأنها مقدمة لحدث لم نكن نعرفه- وربما جاء إعلان حصول الرئيس أوباما علي نوبل للسلام تزامنا مع حديث إحسان أوغلي عن دور أوباما المهم في التقارب بين الغرب و الإسلام، استناداً إلي المبادئ الستة في خطاب أوباما يوم 4 يونيو 2009 بجامعة القاهرة.