في ظل سعي النظام الدائم إلي تحجيم نشاط جماعة الإخوان المسلمين ومنعهم من الفوز بمقاعد في مجلس الشعب في الانتخابات القادمة، توقع البعض أن تكون كوتة ال64 مقعداً المخصصة للنساء هي البوابة الخلفية لحصد الجماعة مقاعد ولو محدودة خاصة مع إعلان د. محمد حبيب النائب الأول للمرشد عن عزم الجماعة الدفع بأربع مرشحات وهو ما يدعم التصور المطروح خاصة إذا علمنا أن الجماعة لم ترشح منذ 1928 سوي سيدتين أولهما جيهان الحلفاوي في انتخابات 2000 زوجة د. إبراهيم الزعفراني القيادي البارز في الجماعة والتي يصفها حبيب بالمرشحة القوية في دائرة الرمل بالإسكندرية حيث حققت نجاحاً كبيراً كأول مرشحة إخوانية واستطاع منافسها الفوز عليها بالتزوير. وثانيهما د. مكارم الديري 59 سنة مواليد بني سويف مرشحة دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر في انتخابات 2005 أرملة إبراهيم شرف عضو مكتب الإرشاد السابق وأحد ضباط الجيش، وهذه الانتخابات أيضاً زورت لصالح مرشح «الوطني» مصطفي السلاب. د. عصام العريان كشف بدوره عن مدي صحة هذا الاتجاه عندما أكد أن كوتة المرأة لن تكون من نصيب الحزب الوطني وحده لافتاً إلي أن الجماعة قادرة علي الفوز بثلاثة مقاعد علي الأقل إذا رشحت 6 مرشحات وأوضح العريان أن الجماعة أصدرت وثيقة في 1994 تضمنت الموافقة علي ترشيح سيدات في الانتخابات البرلمانية، لكن الفكرة لم تجد قبولاً في انتخابات عام 1995، وتم قبولها في انتخابات 2000 وذلك في المكتب الإداري للجماعة بالإسكندرية عندما عرض علي عبدالفتاح مسئول النقابات والاضراب بالجماعة الفكرة علي الدكتور إبراهيم الزعفراني القيادي البارز بالجماعة، وقال له عبدالفتاح هل تقبل يا زعفراني أن ترشح زوجتك، فقال أقبل بشرط أن تشمل الدعاية أنها سيدة علي مشارف الخمسينيات من العمر، وأنها جدة لعدد من الأحفاد، حتي لا يطمع الذي في قلبه مرض، ثم انتهي النقاش بينهما علي ترشيح زوجته وهي جيهان الحلفاوي كأول سيدة عن الجماعة في الانتخابات البرلمانية عام 2000، ورغم أن مكتب إرشاد الجماعة رشح معها د. سمية محمود غريب أستاذ مساعد بمعهد علوم البحار، إلا أن أعضاء مكتب الإرشاد اختاروا جيهان.