· مولده يقام في سبتمبر من كل عام.. والروايات حوله لا تنتصر لأي من الطرفين حكاية ضريح سيدي محمد العريان حكاية من حكايات الشعب المصري، الذي يقدس الأولياء والقديسين، ضريح سيدي العريان ومقامه ومولده السنوي يتوجه اليه المسلمون والمسيحيون في العاشر من سبتمبر كل عام ليتباركوا به، المسلمون يعتقدون انه احد اولياء الله الصالحين، وكذا الحال بالنسبة للمسيحيين، فهم يعتقدون انه احد القديسين، المسلمون يلقبونه بسيدي العريان، والمسيحيون يطلقون عليه القديس العريان. الحكايات حول الضريح لا تنتهي، فللمسلمين اسانيدهم، وكذا الحال بالنسبة للمسيحيين وكل منهما له روايته، وكلاهما يصلي داخل المقام او المقبرة لينال البركة، وبعضهم يذهب للشفاء، وكلاهما يتشفع به حسب معتقده، تفاصيل حكاية سيدي العريان أو القديس العريان في السطور التالية.. «صوت الأمة» شاركت في المشهد، لترصد الموقف بالكلمة والصورة. وداخل مسجد الرحمن التقيت مع الحاج بلال الصاوي ابراهيم، 72 سنة، وقال إن «سيدي محمد العريان» شيخا مبروكا. وجاء يوم ذهب ليستحم في النيل كما كان يفعل الناس قديماً، وكانت الارض كلها زراعات، فترك ملابسه علي الشاطئ ليستحم، فجاء المسيحيون وسرقوا ملابسه فعندما رآهم جري وراءهم وهو «عاري بلا ملابس» واستطاع ان يلحق بهم بعد ان انهكه التعب وعندما وصل اليهم وافته المنية فدفنه المسيحيون في مقبرة بجوار كنيستهم، واطلقوا عليه «الأنبا برسوم العريان» وعندما علم المسلمون بتلك الواقعة اطلقوا عليه «سيدي محمد العريان»، فأكد أنه ظهر لسيدة مسلمة مصابة بالحمي وقال لها ان تأتي الي «بركة مياه» كانت موجودة منذ عشرات السنوات لتغتسل فيها ووعدها بالشفاء من مرضها. أما عن القصة المسيحية للقبر.. كما جاءت في «تاريخ سير القديسين» وكما هو مكتوب علي لوحة بجوار القبر، فهو القديس الأنبا برسوم العريان، ولد عام 1257م، وكان والده غنياً يدعي «الوجيه مفضل» وكان يعمل كاتباً للملكة شجرة الدر، وأسماه ابواه برسوم أي «ابن الصوم» لانه جاء بعد صلوات وصيام، وبعد وفاة والديه استولي خاله علي ممتلكاته، فلم يدخل في خصومة معه، فترك القاهرة وعاش في حياة النسك والزهد لمدة 5 سنوات، في البراري، وكان يرتدي قطعة من الصوف وجلد الماعز علي حقويه«في وسط جسمه» لذا تم تسميته ب«العريان»، وبعدها توجه ليعيش في مغارة بجوار كنيسة الشهيد مرقوريوس بمصر القديمة، ومنعه الناس بسبب وجود ثعبان عملاق في المغارة، فذهب وصلي«يالله انت الذي أعطتنا القوة لندوس علي الحيات والعقارب» وقال مزمور داود النبي «تطأ الأفعي والحيات، وتدوس الأسد والتنين مز27:1» ورشمه بالصليب، فنزع الله من الثعبان طبعه الوحشي، وصار مرافقاً له طوال حياته 20 سنة حتي مات واطلق القديس علي الثعبان «اسم مبروك» وفي عهد السلطان خليل بن قلاوون الذي أمر بإغلاق الكنائس في جميع انحاء مصر عدا الاسكندرية، وأصدر أوامره للمسيحيين بارتداء العمائم الزرقاء، ولكن الأنبا برسوم رفض، فوشي به لدي الوالي، فأمر بحبسه وجلده وبعدها خرج وصلي في الكنيسة، فسمع الوالي فجلده وحبسه، وبعدها أطلقه فترك الكنيسة ليعيش في دير «شهران» في المعصرة بحلوان وظل هناك حتي توفي عن عمر يناهزال 60 سنة.