سيارة انفينيتي Infiniti QX55.. الفخامة الأوروبية والتقنية اليابانية    استخراج اسماء المشمولين بالرعاية الاجتماعية الوجبة الاخيرة 2024 بالعراق عموم المحافظات    تمويل السيارات للمتقاعدين دون كفيل.. اليسر    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    سفير تركيا بالقاهرة: مصر صاحبة تاريخ وحضارة وندعم موقفها في غزة    نيفين مسعد: دعم إيران للمقاومة ثابت.. وإسرائيل منشغلة بإنقاذ رأس نتنياهو من المحكمة    رئيس إنبي: من الصعب الكشف أي بنود تخص صفقة انتقال زياد كمال للزمالك    «هساعد ولو بحاجه بسيطة».. آخر حوار للطفلة جنى مع والدها قبل غرقها في النيل    رابط نتائج السادس الابتدائى 2024 دور أول العراق    اليوم.. ختام مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة بحضور إلهام شاهين وفتحي عبد الوهاب    أترك مصيري لحكم القضاء.. أول تعليق من عباس أبو الحسن على اصطدام سيارته بسيدتين    افتتاح أول مسجد ذكي في الأردن.. بداية التعميم    بيكلموني لرامي جمال تقترب من 9 ملايين مشاهدة (فيديو)    تحرك برلماني بشأن حادث معدية أبو غالب: لن نصمت على الأخطاء    دراسة: 10 دقائق يوميا من التمارين تُحسن الذاكرة وتزيد نسبة الذكاء    ضميري يحتم عليّ الاعتناء بهما.. أول تعليق من عباس أبو الحسن بعد حادث دهسه سيدتين    «أعسل من العسل».. ويزو برفقة محمد إمام من كواليس فيلم «اللعب مع العيال»    نائب محافظ بنى سويف: تعزيز مشروعات الدواجن لتوفيرها للمستهلكين بأسعار مناسبة    نشرة التوك شو| تفاصيل جديدة عن حادث معدية أبو غالب.. وموعد انكسار الموجة الحارة    جوميز: لاعبو الزمالك الأفضل في العالم    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    حلمي طولان: حسين لبيب عليه أن يتولى الإشراف بمفرده على الكرة في الزمالك.. والفريق في حاجة لصفقات قوية    زيادة يومية والحسابة بتحسب، أسعار اللحوم البتلو تقفز 17 جنيهًا قبل 25 يومًا من العيد    نائب روماني يعض زميله في أنفه تحت قبة البرلمان، وهذه العقوبة الموقعة عليه (فيديو)    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    النائب عاطف المغاوري يدافع عن تعديلات قانون فصل الموظف المتعاطي: معالجة لا تدمير    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    أهالي سنتريس يحتشدون لتشييع جثامين 5 من ضحايا معدية أبو غالب    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    السفير محمد حجازي: «نتنياهو» أحرج بايدن وأمريكا تعرف هدفه من اقتحام رفح الفلسطينية    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    ملف يلا كورة.. إصابة حمدي بالصليبي.. اجتماع الخطيب وجمال علام.. وغياب مرموش    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    «معجب به جدًا».. جوميز يُعلن رغبته في تعاقد الزمالك مع نجم بيراميدز    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    شارك صحافة من وإلى المواطن    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيكل يدق «إسفين جديد» بين السعودية ومصر يضاف إلى سلسلة «أسافينه» القديمة ضد المملكة
نشر في صوت الأمة يوم 10 - 02 - 2013

بين السعوديين والمصريين «ذمة ورحم».. لم يفرض هذه الذمة والرحم قانون ولا دستور، ولا حتى نظام حكم يأتى ويذهب حتما وراء النسيان. وإنما فرضها ووصى بها الرسول الأعظم والنبى الأكرم، حين أوصى صحابته بالمصريين خيرا، وهكذا ظلت مصر درة فى أعين العرب، ورحما يحرصون على وصلها تقربا لله، ورسوله، حتى يومنا هذا الذى ظهر فيه أوباش يقطعون أرحامهم، ويخطبون على منابر الفتنة، لتضييع الذمم والأديان.
عن محمد حسنين هيكل، وبعض الثعالب الصغيرة، فى الحكم حاليا فى مصر،من رجال مرسى والشاطر، شريك بعض رجال اعمال قطر، نتحدث. فلا يسمح صدر «الأستاذ» الضيق دائما، بكل ما هو سعودى، أو خليجى، لأسباب فى نفس واشنطن ولندن، وأجهزة أمنية فى عواصم عالمية أخرى، أن يفوت فرصة لضرب كرسى فى كلوب المحبة التى تجمع بين الشعبين المصرى والسعودى، إلا وفعل، بضراوة وحقد يحسد على التعايش معهما فى قلبه، هذه الحياة المديدة، دون أن يصيبه منها شىء.
وفى لقاء مطول أجرته المذيعة المصرية لميس الحديدى مع الرجل القادم من زمن الهزيمة، التى اخترع لها الاستاذ عملية تجميل، وأسماها “نكسة"، من باب التخفيف، وقتها، لسبب واحد فقط، أنه كان فى ظل الحكم، ومستفيدا من الحفاظ عليه، وعدم سقوطه، رغم سقوط العواصم والكرامة، ومئات الالاف من الشهداء، راح يضرب فى العلاقة المصرية السعودية من جديد، تحت الحزام، وتوقع هيكل أن تتعرض مصر لضغوط من المجتمع الدولى مشيرا إلى أن السعودية لا تريد مساعدة مصر لتفشل جميع الخيارات لكى يذهبوا لشعوبهم ليقولوا انظروا كيف فشلت ثورة مصر. ودعا هيكل مرسى إلى إجراء مشاورات فورية مع القوى السياسية وخاصة الشبابية منها، مطالبا مرسى بوقف التورط بإرجاء طرح الدستور للاستفتاء. وأكد أن مرسى هو الرجل المؤتمن على هذا البلد وعليه ألا يضع كرامته وكبرياءه فى هذه الأزمة. واختتم هيكل بعدة نصائح لمرسي، أولاها تخفيض حدة التوتر، ثانيا بدء الحوار فورا، ثالثا أن يفتح مستشاروه حوارا مع المعارضة، مشيرا إلى أن إسقاط شرعية مرسى ليس له بديل ولا تعرف خطوته الثانية. وراح يقول إن النخب لديها كفاءات وهذه الكفاءات عالمية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة يوجد فيها 215 ألف عالم مصرى فى مختلف المجالات. واختتم هيكل بدعوة مرسى إلى عدم إيصال مصر لطريق مسدود وأن يكون الخيار إما التراجع بمصر للقرن التاسع عشر أو انفلات مصر لحالة من الفوضى، مطالبا مرسى بأن يعطى نفسه مساحة بينه وبين نفسه.
وقبلها بأسابيع نقلت صحيفة الاهرام عن هيكل قوله تعليقا على بيان الملك السعودى بشأن سوريا.. أرى أن بلدًا لا يحترم أدنى الحريات الانسانية لا يحق له الكلام عن سوريا والذى بيته من زجاج لا يرمى بيوت الناس بالحجارة، مضيفا: السعودية التى تحاول الظهور كحامية للاسلام وتلعب على الوتر الطائفى ادخلت قواتها إلى البحرين وقمعت فى غير اراضيها ولا يحق لها الكلام عن الجيش العربى السورى واعماله فى سوريا، ونسى هذا القادم من كهف الماضى أن الدماء التى تسيل فى سوريا إن لم تكن كافية بالنسبة له لكى تهز ضميره فإنها كافية جدا للمملكة ولغيرها ليس فقط للتحرك لوقف شلالات الدماء فى الشام الغالى، بل ولحث المجتمع الدولى لكى يتحمل مسئولياته أمامها، وإن لم يكن للسعودية من فضل يذكره ذهن هيكل الذى شاخ وتيبس عند الماضى السحيق، فإن موقفها من المذابح فى سوريا كافيا بحد ذاته ليذكره بالفضل.
ولأن الدور السعودى فى دعم المصالح المصرية تاريخيا، لا يحتاج لعجلة الوضيح، نظرا لقوته، فإن دور هيكل فى تمرير المصالح الضيقة، لنفسه وعائلته، طوال الوقت، هو ما قد يحتاج لتلك العجلة، بنفس القدر الذى تعجل فيه نجله أحمد للسفر إلى المملكة فى اليوم التالى لتلك التصريحات مباشرة، رغم القرار القضائى بمنعه من السفر، الأمر الذى أثار انتباه الجميع حتى من مجاذيب هيكل، الذين راحوا يعلقون على جنى المكاسب السريع، للاستاذ من تحريك الهجوم المعتاد والممل على السعودية، ما استدعى، أن تخرج شركة «القلعة» للاستثمار، لتقول إن يكون سفر رئيس مجلس إدارتها رجل الأعمال المصرى أحمد هيكل إلى السعودية، جاء فى إطار مسئوليات منصبه، ولا علاقة له على الإطلاق بتوضيح أو نفى ما نسب لوالده الصحفى محمد حسنين هيكل تجاه السعودية. وقالت غادة حمودة مسئولة الاتصال فى الشركة لوكالة الأنباء الألمانية إن سفر نجل هيكل إلى الرياض لنفى انتقاد والده للسعودية هو خبر عارٍ تماما من الصحة ولا يوجد رابط بينه وبين التصريحات المكذوبة التى نقلت عن الكاتب محمد حسنين هيكل التى تم نفيها أمس بشكل صريح.
لنكتشف فجأة، فى تقرير مثير للضحك، حسب تصريحات مسئولة شركة نجل هيكل، أن تصريحات هيكل التى سمعها الجميع على الهواء مباشرة، جرى نفيها، لأنها مكذوبة!!
إذن ماذا أراد هيكل من هذه الطلعة الجوية، على المملكة؟ وكان رجل الأعمال أحمد هيكل نجل الكاتب عاد إلى القاهرة فى ساعة مبكرة صباح الاثنين، قادما من الرياض بعد زيارة قصيرة للسعودية، استغرقت عدة ساعات، لتأمين مصالح شركاته واستثماراته الخاصة فى المملكة، حيث يرتبط بعلاقات تجارية مع رجال أعمال ومستثمرين سعوديين إلى جانب مشاركته فى مشروعات فى المملكة؟
لقد حرص هيكل ونجله على حماية أسهم واستثمارات خاصة فى السعودية، بينما لم يعنه فى شىء أن يسيىء لاستقرار وأقوات 2 مليون مصرى يعولون نحو 10 ملايين آخرين، قد يقود سوء رد الفعل، وعصبية السياسة، وحفظ كرامة الدولة، إلى فقدان أعمالهم بفضل هجوم السيد هيكل الذى يستضيفه الرئيس ويسمع له، فيخرج ليمزق ستره، ويكشف عورته وعورات ما عرفه من أصدقائه فى جماعة الإخوان على الملأ.
إلا أن المملكة ظلت وفية لمبادئها ووصية النبى محمد، منذ تأسيسها، فى العلاقة مع المصريين شعبا قبل الحكومة، وتجاهلت حماقات (الاستاذ)، وهرولة ابنه للاعتذار، فى اليوم التالى، وطمأنت المصريين على استمرار دعمها لثورتهم واستقرارهم، دون أن يتعرض أحد من مسئوليها وأمرائها للرد على تلك الحماقات. التى يروج لها هيكل ومن سار على شاكلته، فتارة يملأون الدنيا ضجيجا على محام ذهب إلى المملكة محملا بعقاقير مخدرة، ويطلبون تعطيل القضاء فى شأنه، ووقف محاكمته، وتارة أخرى نجد من يقف فى اجتماع للجنة حقوقية من قيادات حزب الحرية والعدالة ويطلب من السفير السعودى الافراج عن مصرى أدين فى مقتل مصرى آخر على أرض المملكة، متناسين أن المملكة بها قضاء يحترم حقوق المتقاضين ولا يفرق فى ذلك بين أن يكون الضحية سعوديًا أو مقيمًا، على أنه ورغم ذلك فقد توسطت المملكة بشكل رسمى لدى أهل القتيل فى مصر وعرضت عليهم مبلغ الدية من صندوق المملكة لكنهم رفضوا وأصروا على القصاص، ولو لم يكن فى المملكة قضاء نزيه ومستقل لكن من السهل عليها أن تكسب لها موقفا بهذه القضية عند قيادات حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان على سبيل دم مصرى، لكنها رفضت أن تجور على حق مصرى من أجل مكاسب سياسية للمملكة.
وعلى رغم ذلك تجد من يطعن فى عدالة القضاء السعودى مطالبا بالافراج عن اطباء محبوسين على ذمة قضايا فى المملكة السعودية، فهل من المقبول أن تفرج المملكة عن 8 أطباء متهمين وثبتت إدانتهم فى قضايا جنائية وأخلاقية لكونهم أطباء، وهل نسبة الثمانية أطباء من جملة 60 ألف طبيب مصرى يعملون فى المملكة يمكن أن تكون مسوغا لمن يكيلون الاتهامات بالباطل للمملكة من أنها تنكل بالأطباء المصريين، كان أولى للمملكة أن تستبدلهم بغيرهم من أى جنسية أخرى، لكنها مازالت ترى الطبيب المصرى أحق بالعمل من غيره من باقى الجنسيات بحكم ما بين الشعبين من علاقات وأواصر بين بينهما.
إن أمريكا مازالت تتذكر طوابير شعبها أمام محطات البنزين فى الولايات المتحدة يوم أن قرر الملك فيصل استخدام سلاح النفط فى حرب 1973، وفى مصر من لا يذكر الا ما يعكر صفو العلاقات بين البلدين. حتى إن واقعة مثيرة حدثت أثناء مأساة الدويقة لم تجد من يذكرها وقتها أو يتذكرها بعدها عندما اتصل أمير سعودى بسفير خادم الحرمين فى القاهرة يطلب منه أن يبلغ الحكومة المصرية استعداده الكامل أن يتحمل تكاليف انشاء مدينة سكنية لجميع الضحايا، وفرشها فى وقت قياسى للإسهام فى تخفيف مأساتهم، عارضًا الإشراف من لدنه مباشرة على المشروع بعدما ظهر من استيلاء على أموال المنح التى قدمتها الإمارات العربية المتحدة من قبل ابراهيم سليمان وزير الاسكان الشهير فى عهد مبارك، لكن حكومة مبارك وبكل صلف أخبرت السفير، برسالة غريبة مفادها: (إذا كنتم تريدون دعمنا فى المأساة فأرسلوا المبالغ، ونحن نتصرف) وأوقف المشروع.وعلى الرغم من ظاهرة الهجوم المتزايد على المملكة فى الاعلام المصرى نجد فى عاصمة المملكة داعية شهير هو الشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفى يطلق خطبة مذهلة فى فضل مصر وأهلها، قائلاً: شهادة فى بلد الأنبياء، إنها شهادة فى مسكن العلماء إنها رسالة إلى بلد العلم والجهاد، إننى اتحدث اليوم عن أم الدنيا، دعونى اليوم اتحدث عن مصر.
وتابع العريفى خلال خطبة الجمعة التى ألقاها بالرياض بمسجد البواردى: «إنه من شاهد الأرض وأقطارها والناس أنواع واجناسا، ولا رأى مصر ولا أهلها فما رأى الدنيا ولا الناس،هى أم البلاد وهى أم المجاهدين والعباد قهرت قاهرتها الأمم ووصلت بركاتها إلى العرب والعجم، هى بلاد كريمة التربة، مؤنسة لذوى الغرية، فكم لمصر وأهلها من فضائل، ومزايا، وكم لها من تاريخ فى الإسلام وخفايا منذ أن وطئتها أقدام الانبياء الطاهرين ومشت عليها اقدام المرسلين المكرمين والصحابة المجاهدين.
وقال العريفى: إذا ذكرت المصريين ذكرت الكعبة والبيت الحرام فإن عمر رضى الله تعالى عنه، أرسل إلى عامله فى مصر أن يصنع كسوة للكعبة المشرفة، فصنعت الكسوة من عهد عمر رضى الله عنه وظلت كسوة الكعبة تصنع هناك فى مصر سنة تلو سنة حتى مرت أكثر من ألف سنة وكسوة الكعبة ترسل من مصر إلى مكة ولم يتوقف ذلك إلا قبل قرابة المائة سنة، وإذا ذكرت المصريين ذكرت الحجاج والمعتمرين فإن البعثة الطبية المصرية كانت فى الحج لسنوات طويلة هى ابرز ماينفع الحجاج فى علاجهم يأتون من اقطار الدنيا لأجل أن يلتقوا هذه البعثة المصرية.
كما أن مصر من دافعت عن فلسطين وذكرت الجهاد والمجاهدين فصلاح الدين أقام بها، وكثير من قواده منها وأبرز المعارك مع الصهاينة قادها مصريون، وإذا ذكرت المصريين ذكرت أمنا هاجر، ومارية القبطية وذكرت أخوال رسولنا، وأصهار نبينا لا لن أشهد اليوم لمصر فما مثلى يشهد لمثلها بل سأخطب عن كوكبة العصر، وكتيبة النصر وديوان القصر، سأتكلم عن ام الحضارة وأم المهارة ومنطلق الجدارة نعم سأخطب عن ارض العزة وعن بلاد القطن.
فهى وصية للأمة كلها لكل من تعامل مع المصريين أن يحسن اليهم وان يكرمهم وأن يعرف قدرهم وان يقف معهم عند حاجتهم وأن ينصرهم عندما يؤذون، الهدية اليهم من افضل الهدايا، واذيتهم من اعظم الرزايا ،ولم يكتف نبينا صلى الله عليه وسلم بمدح مصر واهلها بل امر بالاحسان حتى إلى اقباطها فقال عليه الصلاة والسلام: الله الله فى قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون عليكم عدة وعونا فى سبيل الله، نعم وكم يسرنا اليوم والله من تآلف بين مسلمى مصر، وبين اقباطها، ونسأل الله جل وعلا أن يجمعهم جميعا على العقيدة الصحيحة التى بعث بها الله تعالى بها عيسى وبعث بها محمد، وبعث بها جميع الأنبياء عليهم السلام، وهى أن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا.
ونأتى إلى المواقف الفعلية التى دشنها الراحل الملك فيصل بعد هزيمة يونيو 67 بعد مناوشات إعلامية شارك فى صنعها وحرض عليها وقتها الكاتب المصرى محمد حسنين هيكل وأمثاله، حين وصل الخلاف مع جمال عبد الناصر، ما قبل «النكسة»، إلى حد الشتم والقذف وترويج الافتراءات على المملكة ،حتى تعرضت العلاقة بين البلدين لأزمة صعبة وصلت حد تهديد عبدالناصر بضرب الحدود السعودية فى جيزان، بالنابلم، خلال حرب اليمن، وإذا بالملك الكبير، يأخذ بيد أخيه ناصر فى قمة الخرطوم ويدخلان معا، ليعلن دون كلمات، انتهاء الخلاف، ويسهم فى صنع قرار القمة بفرض مساعدات لمصر، بل ويقرر دعم مصر بمبلغ 50 مليون جنيه استرلينى وهو مبلغ ضخم وقتها، فيبلغه وزير البترول احمد زكى يمانى انه لا توجد موارد لهذا المبلغ، حيث إن الميزانية موزعة على مشروعات هائلة بالمملكة، فيأمر العاهل السعودى بتجميد مشروعات تخدم الشعب السعودى، وتحويل مخصصاتها لمصر للوفاء بهذه المساعدات، التى أسهمت فى إنجاح المعركة ونصر أكتوبر.
هيكل صانع الأزمات فى عهد عبدالناصر لم يتغير كثيرا عنه بعد ثورة يناير التى يزعم أنها بمثابة كارثة على المملكة، وكأنه موقف دفين فى نفس هيكل تجاه المملكة فقد زعم مؤخرا فى لقاء له مع الإعلامية لميس الحديدى قبل اسبوع أن المملكة تكره نجاح ثورة يناير وتكره نجاح مصر، هذا على الرغم من أن الرياض قامت بتخصيص 3.9 مليار دولار منذ سقوط مبارك، لدعم مصر، واقتصادها، بما يعادل 24 مليار جنيه خلال أقل من عامين فقط. وهو موقف لم يلق الاهتمام اللائق من الاعلام المصرى الذى انشغل وما زال منشغلاً بمبلغ صندوق النقد الدولى الذى يواجه بعض الصعوبات فى تطبيقه.
وقد اعترفت مصر والمؤسسات الدولية بهذه المساعدات وقال صندوق النقد الدولى نفسه، إن المملكة العربية السعودية قدمت حتى الآن نحو 3.7 مليار دولار، من المساعدات إلى دول الربيع العربى من إجمالى 17.9 مليار دولار، التى تعهدت بتقديمها منذ مطلع عام 2011، كما أفادت بيانات أصدرها صندوق النقد الدولى. وفى أول يونيو الماضى قدمت الرياض 1.5 مليار دولار من المساعدات لمصر، من إجمالى 4 مليارات كانت قد وعدت بتقديمها إلى القاهرة، وفقًا لأرقام وزارة المالية السعودية التى أوردها تقرير الصندوق. وأشار الصندوق فى تقريره عن اقتصاد السعودية، أول مصدر عالمى للنفط، إلى أنها استفادت من ارتفاع عائداتها النفطية، لدعم اقتصادات أخرى فى المنطقة، والاستجابة ل«مشاكل اجتماعية».
كما قدمت السعودية مساعدات بمبلغ 1.4 مليار دولار إلى اليمن، وقد تعهدت السعودية بدعم بإجمالى 3,6 مليار دولار، وفقا للتقرير، الذى أنهكته سنة من الاحتجاجات، التى أسفرت عن رحيل الرئيس على عبدالله صالح، كما تلقى الأردن، الذى شهد أيضا تظاهرات، 1.6 مليار دولار من المساعدات تحت أشكال مختلفة من 2.6 مليار وعدت بها الرياض.
فى أحد خطاباته التى كتبها للرئيس مبارك بعد عامين من توليه السلطة قال هيكل إنه بانتهاء الحقبة القومية التى تعثرت سنة 1974 حين باشرت مصر انسحابها من النظام العربي، بدأت حقبة جديدة هى »الحقبة السعودية» وكانت تلك فترة تتراجع فيها - بطبائع الأحوال - أحلام الثورة، وتقدمت فيها أحلام الثروة، وبما أن السعودية كانت أغنى الكل، فإنها أصبحت الدولة التى وقعت عليها مسئولية حماية ما بقى من النظام العربى بعد انسحاب مصر من الميدان.
كان هذا فى مقتبل عصر رئاسى بحث فيه هيكل عن رضا مبارك والسعودية، إلا أنه لم يفلح، للعودة للمشهد، فراح يختلق الاساطير من بينها أسطورة تجنيد كمال ادهم مدير المخابرات السعودية للرئيس الراحل انور السادات، وتمرير عمليات تجسس داخل القصر الرئاسى علم بها هيكل وحده، ليدور الزمن ويكذبه شاهد من قلب القصر، فعندما سُئلت السيدة جيهان السادات قرينة الرئيس الراحل، هل كان كمال أدهم يزوركم فى بيتكم فى الستينيات، ردت بقولها: «ولا أعرف، ولا أدرى»، اللى أعرفه بالظبط علاقة أنور السادات بكمال أدهم من خلال الملك فيصل كان يبعته ساعات برسالة أو حاجات زى كده، لا أكثر ولا أقل».
سامع يا هيكل..لا أكتر ولا أقل.
نشر بتاريخ 31/12/2012


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.