جاء الدور على الجيش، وهو أحد اضلاع المثلث المستهدف من قبل جماعة الإخوان المسلمين وهو القضاء والإعلام والجيش! فبعد الإعلانات الدستورية التى قوضت السلطة القضائية، وبعد الانتهاكات المتكررة لمؤسسة القضاء، وبعد محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى من قبل بلطجية «حازم أبوإسماعيل» وهو الذراع الثانى للجماعة، وبعد تهديدات جماعة حازمون بإحراق الصحف، جاءت تصريحات المرشد العام للجماعة والتى أساءت لقيادات الجيش واتهمتهم بالفساد! لم يكن ذلك غريبًا، بعدما ظلت المؤسسة العسكرية على الحياد فى الصراع السياسى القائم حاليًا ومحاولتها رأب الصدع واحتواء الصراع الناشب بين جماعة الإخوان، وجبهة الإنقاذ الوطنى الممثلة لجميع القوى السياسية المدنية بتوجيه دعوة لكليهما للحوار. تلك الدعوة التى اربكت حسابات الجماعة، ودفعت مندوبها فى قصر الرئاسة للضغط على المؤسسة العسكرية - لاحراجها،ودفعها لإلغاء الدعوة لجلسة عائلية على مائدة غداء! وجاء الضغط بعد ترحيب القوى الوطنية بالدعوة وتصريح الدكتور البرادعى الذى أعرب فيه عن استعداده لتلبية الدعوة فى أى وقت نظرًا لمكانة القوات المسلحة فى الضمير الوطنى المصرى. وخرج المتحدث الرسمى للرئاسة حينها ينفى ضغوط الرئاسة لوأد الدعوة وهو ما نفته تصريحات مصادر عسكرية مسئولة! ولايمكن فهم تصريحات المرشد العام فى رسالته الأسبوعية والتى اتهم فيها ضمنيًا قيادات الجيش بالفساد وعاد وأنكرها لايمكن فهمها بمعزل عن خطة الإخوان لتحطيم أضلاع المثلث الضامن لمدنية الدولة، وتكافؤ الفرص السياسية، وتوازن القوة بين المؤسسات السياسية، فقد خرج المرشد العام فى رسالته الأسبوعية يستعرض الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى وصيته الغالية والتى يصف فيها أهل مصر بأنهم خير أجناد الأرض، أى أنهم جنود طيِّعين يحتاجون إلى قيادة، ولما كانت هناك قيادات فاسدة تبعها هؤلاء الجنود فيحتاج إلى قيادة رشيدة مع توعية الجنود، وهو مايعنى أن هناك قيادات فاسدة فى الجيش، الأمر أثار عاصفة من الغضب الذى سيطر على الجيش. ويؤكد مصدر عسكرى مسئول بالقوات المسلحة أن الجيش وقادته غاضبون بشدة من تلك التصريحات، فبدلا من الحديث عن رأب الصدع ومحاولة لم الشمل التى تحدث على الساحة السياسية، فإن المرشد يظهر انه لايعرف ماهى المؤسسة العسكرية ومايحدث بداخلها، مضيفا انهم يتابعون مايحدث ولكن لن تكون القوات المسلحة أو جهاز المخابرات عرضة لان يحدث بها مايحدث فى غيرها من المؤسسات، والدكتور محمد بديع حاول أن يلصق تلك العبارة فى اطار سرد تاريخى فإن وجهته معروفة تماما والمعروف المقصد منها ولن تسمح القوات المسلحة لأى فرد أن ينتقص منها أو يحاول تشويه صورتها لدى الشارع المصرى الذى يعرف قدرها ويعرف مدى مساهمتها فى الدولة، ويضيف أن الأمر استدعى أن يقول الفريق عبد الفتاح السيسى على عكس ماكان مقررا له _ خلال لقائه بعدد من قادة وضباط إدارة الأسلحة والذخيرة، على أن الشعب المصرى يقدر لرجال القوات المسلحة دورهم الوطنى وانحيازهم الدائم للشعب، وأن المؤسسة العسكرية تتمسك بقيم وثوابت وطنية راسخة للحفاظ على الشعب المصرى، وأنه لا مزايدة على القوات المسلحة ودورها الوطنى، وكان لزاماً عليها تأمين الاستفتاء للحفاظ على حق المصريين فى التعبير. وأكد السيسى حينها على أهمية السلام الاجتماعى لحماية الأمن القومى المصرى، وأن اصطفاف المصريين وتوحدهم هو الأساس الحقيقى للاستقرار والتقدم وان مهمتهم هى الاستعداد القتالى وحماية أمن مصر القومى. ورد مصدر عسكرى بعنف علي هجوم المرشد مؤكدا أن ولاء الجيش للوطن وللشعب وليس لأحد آخر وأن بديع لا يعرف طبيعة المؤسسة العسكرية نشر بالعدد 628 بتاريخ 24/12/2012