رغم أننا في فصل الصيف والحرارة مرتفعة، ولايمكن بأي حال الاستغناء عن المياه، فإن الحال في مصر لايسير دائما مع المنطق، وأكبر شاهد علي ذلك هو ماتعاني منه عدة أحياء بمحافظة الجيزة في فيصل وبولاق الدكرور ومابينهما، حيث عاد المواطنون من جديد إلي عصور «الجراكن» وشراء المياه والدعاء إلي السماء لسقوط المطر لانقاذهم من المجاعة المائية التي تعتصرهم، فنقطة المياه صارت حلما بعيد المنال علي السكان الذين أرسلوا مئات الاستغاثات والمناشدات والشكاوي لكل الجهات المختصة وغير المختصة لحل مشكلة الانقطاع المتواصل للمياه، ولكن لم يتلقوا استجابة ولم يجدوا آذانا مصغية - كعادة مصر - ولم يتحرك أي مسئول ليتركهم يعانون. واكتفي رجال الحي بإبلاغ الأهالي بأن المياه سوف تنقطع في أيام معينة حددوها غالبا بيوم، إلا أن ماحدث فعلا هو استمرار انقطاع المياه عدة أيام. بل صارت لاتأتي إلا لمجرد بضع ساعات يوميا ينتظرها الأهالي يسهرون الليالي لملء كل مالديهم من جراكن وأوان وزجاجات تكفيهم شر لؤم الحكومة والحاجة لقطرة ماء سواء للشرب أو للوضوء أو الاستحمام أو لأي شيء آخر ومن أكبر الامثلة مايعانيه سكان شارع مسجد حسن رضا بمساكن كفر طهرمس بفيصل لسان حال الأهالي ينطق بحجم المأساة لكنه انعقد عن الكلام تاركا الأمر كله ل«ذوق» و«إحساس» رؤساء الأحياء والمحافظ و«معالي» وزير الإسكان أحمد المغربي.